أخبار

تكنولوجيا الموارد البشرية تتصدر واجهة التغيير في أماكن العمل

تكنولوجيا الموارد البشرية تتصدر واجهة التغيير في أماكن العمل 

الحوسبة السحابية والإعلام المجتمعي يساهمان بشكل أساسي في تغيير آلية عمل أقسام الموارد البشرية

دبي، 14 مايو، 2017 – تمر أماكن العمل بتغيرات مستمرة ودراماتيكية. حيث أن مفاهيم ” العمل و المكان” أصبحت تأخذ معانٍ مختلفة كليا متأثرة بالتوجهات العالمية كسهولة الحركة والتنقل والمرونة واستخدام الأجهزة الشخصية في العمل. لكن على الرغم من ذلك، ما زالت هذه التغيرات لا تقارن بالتغير الذي أحدثه الذكاء الإصطناعي والحوسبة المعرفية إلى جانب اتخاذ علم السلوك كمرجع في إدارة الموارد البشرية . هذه العناوين والكثير من المواضيع ذات العلاقة سيتم الحديث عنها ومعالجتها في قمة تكنولوجيا الموارد البشرية في دورتها الثالثة المنظمة من قبل شركة كيو إن أيه إنترناشونال ومقرها دبي.

وحول تطور عمل أقسام الموارد البشرية،والتغيرات الحاصلة في طبيعة عملها بخروج دورها من الشكل التقليدي المعني بعمليات التوظيف وإدارة الكادر إلى مجالات أوسع، قال مدير قسم الموارد البشرية بمجموعة الفطيم جون هاركر: ” يجب على قسم الموارد البشرية أن يكون في مقدمة من يعملون على إدارة المواهب وتحسين بناء المؤسسة. وعلينا أن نعمل بشكل جدي على تغير طرق العمل وتحديث التوقعات والموارد”.وفي اتفاقها مع هذا الطرح أكدت مديرة قسم الموارد البشرية في مؤسسة حمد الطبية السيدة فاطمة حيدر:” يتطور مجال الموارد البشرية ليشكل مصدراً استشارياً استراتيجياً للشركات، حيث أن موظفي الموارد البشرية باتو مصممي البرامج والمنسقيين لكافة النشاطات الرئيسية التي تعمل على رفع مستوى كفاءة الأيدي العاملة.”

في الكثيرمن المؤسسات قد تتجاوز كيفية عمل قسم الموارد البشريةمهمته التقليدية، مبتكراً طرق إضافية لانجاز المهام المطلوبة والتعامل مع مفاهيم أكثر تعقيداًلتطوير الموظفين والأيدي العاملة. وفي هذا الصدد قال المدير التنفيذي لقسم الموارد البشرية في إعمار العقارية دارمندرا تشاندرا:”في الآونة الأخيرة نشهد انخراطاً متزايداً للآلات والتكننولوجيا الذكيةبمهمات موظفي الموارد البشرية التقليدية، كعمليات التوظيف تاركة المجال لموظفي الموارد البشرية أن يركز جهوده على الجوانب الاستراتيجية وتقديم النصح وهذا ما يعطي القسم فرصاً أكبر للتعامل مع الأمور الأكثر تعقيدا كتحفيز الموظفين ومتابعة السلوك في العمل كاستحداث وحدة علم السلوك في المؤسسات.وتأكيدا على أهمية دور قسم الموارد البشرية حالياً في بناء الأيدي العاملة، يقول نائب مدير قسم إدارة المواهب والقيادات في مجموعة جميراحسام حجاج: “الموارد البشرية تقع في مركز التغيير الحاصل فعلى الرغم من التطور الكبير الذي تشهده التكنولوجيا، ما زال الموظف هو من يدفع التغير ولذلك فهو بحاجة ماسة لتطوير مهاراته وهو ما سيعد عاملاً في غاية الأهمية خلال السنوات القادمة.”

من جانبه أشار المدير العام لمركز التدريب والتطوير في وزراة الصحة الإماراتية صقر الحميري،إلى  أن الوقت قد حان لكي تواكب المؤسسات، تكنولوجيا الموارد البشرية في عمليات تدريب وتطوير الموظفين، حيث قال: ” لكي تتمكن عمليات التدريب والتطوير من دعم مختلف المتغيرات ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة ولكي تكون قادرة أيضاً على العمل في هذه البيئة، فإن عمليات التدريب والتطوير عليها أن تكون متناسبة مع طبيعة الشخص المستهدف وأن تكون أكثر ديناميكية وقادرة على التغير ومواكبة التطورات. حيث أن طرق التدريب والتطوير الجديدة يجب عليها الابتعاد عن النهج التقليدي في العمل، والتوجه إلى طرق أكثر تخصصاً على المستوى الفردي والجماعي بالإضافة لطرق التعلم من خلال اللعب والمحاكاة والتعلم من خلال العمل. فهذه الطرق الجديدة تعزز استخدام أنماط مختلفة من المشاركات من قبل الموظفين بما يتناسب واحتياجاتهم وأدائهم.”

وفي سياق حديثه عن تطور آلية عمل الموارد البشرية،والإضافات التي قدمتها تكنولوجيا الموارد البشرية على مدار السنوات السابقة في مختلف القطاعات، علق الحميري بالقول: ” المؤسسات الحكومية باتت الآن قادرة على الاستفادة بشكل كبير من استخدام تكنولوجيا الموارد البشرية، التي ستساعد في توفير الوقت والجهد والموارد المطلوبة في العمليات التي يتم تنفيذها بشكل يدوي”.

فيما تابعت السيدة فاطمة حيدر حديثها بالقول:”التأثير الذي أحدثته تكنولوجيا الموارد البشرية واضح وجذري. فعلى سبيل المثال، بتنا نلاحظ أن موظفونا في مؤسسة حمد الطبية يتمكنون بشكل متزايد من العمل بطريقة أكثر ذكاءً. وهذا ما يعني أن الموظفين لديهم وقت أكبر للاهتمام بمرضاهم. كما أنني ألاحظ قدراً أكبر من الانفتاح والتعاون في مكان العمل، وهو الأمر الذي سيؤدي على المدى القريب والمتوسط إلى تحسن واضح على المستوى الأخلاقي في العمل”.

ومما لا شك فيه أن تعقيدات الحياة قد أثرت بشكل كبير على وظيفة الموارد البشرية. حيث باتت أقسام الموارد البشرية في العالم والشرق الأوسط تتطلع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عملياتهم اليومية. ففي هذا الشأن قال المدير التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات في مؤسسة جيمس التعليمية جوردون ستيوارت:” تقدم أنظمة التواصل الاجتماعي فرصاً كبيرة لتحسين التواصل فيما بين الموظفين والعملاء، ولكن التحدي هنا يكمن في كيفية إدارة المنصات المتعددة والكم الهائل من المعلومات غير المنظمة التي تتدفق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أن طريقة التعاملمع هذه التحديات، لها تأثير رئيسي على الطريقة التي تتطور بها تكنولوجيا الموارد البشرية في الشرق الأوسط.”

فيما عاد السيد دارمندرا ليؤكد على تأثير التطور التكنولوجي الحاصل بالقول : ” تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد على الطريقة التي ندير بها الموظفين في مؤسساتنا من خلال تواصل الموظفين ومشاركتهم على منصات التواصل الاجتماعي. كما أن تواجدنا على هذه المنصات سيمكن الموظفين المحتملين من تشكيل وجهة نظر مبدأية عن المؤسسة”.

من الجدير بالذكر أنه عندما يتعلق الأمر بالجوانب التقنية في تكنولوجيا الموارد البشرية فإن معظم المتحدثين خلال فعاليات القمة، اتفقوا على أن التكنولوجيا السحابية قد اجتاحت منطقة الشرق الأوسط. حيث علق حجاج قائلاً :” المؤسسات في الشرق الأوسط تواكب استخدام التكنولوجيا السحابية وخصوصاً بعد تقييم مستوى الأمن المتعلق بالبيانات المحفوظة على هذه التطبيقات”.

فيما أكد بعض المتحدثين، على أهمية الحذر عند استخدام التكنولوجيا السحابية في منطقة الشرق الأوسط في محاولتهم للوصول إلى مستوى نظرائهم في العالم. حيث علق ستيوارتبالقول:” إن التكنولوجيا السحابية جذابة للمؤسسات الناشئة حيث أنها تلغي الحاجة لبناء قدراتهم التقنية من الصفر. وهذا ما يناسب العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لحالة الاقتصاد النامي فيها. ولكن وعلى كافة الأحوال لابد من استخدام هذه التكنولوجيا بحذر كونها تساهم في خلق تحديات خاصة بها مثل مستوى الخدمة ومرونة الحلول،فمعظم الخدمات السحابية تقدم خارج المنطقة وهو ما يعد تحدياُ من حيث الوقت المطلوب للاستجابة والمساحة التي يغطيها الدعم”.

بدوره علق المدير العام لشركة كيو إن أيه إنترناشونال السيد سيده إن سي بالقول: ” استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا السحابية في أعمال المؤسسات ليس بالشيء الغريب لكن استخدامها في إدارة الموارد البشرية يتطلب تفعيل المخيلة والفهم العميق لبنيتها التقنية وسمات الأيدي العاملة في المؤسسة ومهارة الإدارة. وإننا لنشعر بالفخر لاستضافة نخبة من رواد تكنولوجيا المعلومات والمفكرين المتخصصين في مجال الموارد البشرية في قمة تكنولوجيا الموارد البشرية في الشرق الأوسط في دورتها الثالثة لمشاركة أفكارهم ومعارفهم ورؤاهم حول التوجهات الحالية والمستقبلية.”

ومن الجدير بالذكر أن المشاركون في القمة سيتمكنون من حضور محاضرات مهمة ومليئة بالمعلومات حول التغيرات في تكنولوجيا الموارد البشرية الممكن استخدامها في أماكن العمل، كما أنه سيتم تخصيص جزء من فعاليات القمة التي ستعقد بين السادس عشر والسابع عشر من مايو 2017 في فندق ويستن دبي، بمدينة الحبتور ، للحديث عن استراتيجيات تطبيق التكنولوجيات الجديدة.

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

To Top