النفط والغاز

الالتزام الحقيقي في الأعمال يضمن نجاح الانتقال نحو الطاقة النظيفة

الالتزام الحقيقي في الأعمال يضمن نجاح الانتقال نحو الطاقة النظيفة

أشار الدكتور يوانيس يوانو البروفيسور المساعد في الاستراتيجية وريادة الأعمال لدى كلية لندن للأعمال، إلى أن العديد من الشركات الكبرى المتخصصة في مجال النفط والغاز واجهت أزمة البقاء في السنوات السابقة خصوصاً بعد ابتعاد العالم عن الوقود الأحفوري بشكل حاسم وسريع متجهة نحو الطاقة المستدامة.

وبناءً على ما وصفه الدكتور يوانو، فإن العديد من هذه الشركات الكبرى في الشرق الأوسط باتت تستثمر في الطاقة المتجددة على أمل أن تكون هذه الاستثمارات بمثابة نقطة انطلاق جديدة لمصادر الطاقة المعتمدة في المستقبل.

وقال الدكتور يوانو: “بالنسبة إلى قطاع النفط والغاز، فإن الإدراك والتوقيت أمران في غاية الأهمية. ونشهد ذلك مؤخراً، حيث أعلنت شركة أرامكو عن استثمارها في الألواح الشمسية بقيمة 5 مليار دولار قبل اطلاقها ما يسمى أكبر اكتتاب عام  في تاريخ الكرة الأرضية. وأن يكون التزام المستثمرين بالطاقة المتجددة حقيقي وموثوق به وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من الهياكل والعمليات التنظيمية”.

وأضاف: “ولا تقتصر الأمور المالية على نجاح الشركات على المدى الطويل، حيث يجب أخذ قضايا المجتمع والبيئة بعين الاعتبار لتحقيق عوائد ممتازة للمساهمين، ومن جهة أرامكو فإن الالتزام والشفافية باعتماد مصادر الطاقة المتجددة يعد من أولى اهتمامات كبار المسؤولين لديها”.

وأكد على أن اعتماد هذه العناصر يحتاج إلى مشاركة كبيرة من المتخصصين وأصحاب المصلحة في قطاع الطاقة المتجددة ما يساهم في إبقائها على المدى الطويل. مشيراً إلى أفق زمني طويل الأجل لصنع القرار في أرامكو على نطاق أوسع، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى استثمارات مالية تحمل وزناً أكبر مع المستثمرين عندما يتم دعمهم بالتزامات تنظيمية ذات مصداقية عالية.

وقال: “من المهم أيضا ألا يتم التقليل من شأن التحدي الذي تنضوي عليه المنافسة في ذات القطاع – ففي قطاع الطاقة، يندرج الوقود الأحفوري والطاقة الشمسية كنموذجين تجاريين مختلفين. وبالتالي فإن نجاح أرامكو على المدى الطويل، وقدرتها على توليد عوائد استثمارية، سيتوقف على قدرتها على تقييم ما إذا كانت أوجه التآزر الناتجة عن التنافس مع وظيفتين في نفس الصناعة تفوق التكاليف، وما إذا كان من الممكن إدارة النزاعات الناتجة بفعالية”.

وأردف: “إن من المرجح جداً أن تقوم محاولات إدارة هاتين الشركتين جنباً إلى جنب بتوليد أشكال مختلفة من النزاعات التي تتراوح بين التحديات من حيث ثقافة الشركات والحوافز للمخاوف من مزاحمة ذاتية إذا واجه قسم الوقود الأحفوري حقيقة أن قطاع الطاقة المتجددة بات يشكل تهديداً على بقاءه”.

وإذا أصبح من الصعب جداً إدارة الصراعات، نظراً لمدى اختلاف النموذجين، فمن المحتمل جداً أن يجري وضع الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة تحت سقف واحد وذلك لا يؤدي فقط إلى توليد قيمة إضافية، بل قد يدمر القيمة بالنسبة للمساهمين. ومن المؤكد أن المجتمع الاستثماري سيراقب عن كثب ليرى كيف تدير أرامكو هذه التحديات، وكيف يتجلى التزام الشركة بمستقبل مستدام من خلال عملياتها التنظيمية وهياكلها.

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

To Top