من اللافت للنظر أن هناك العديد من الشخصيات العالمية والتي أدت خدمات جليلة للبشرية ولكن للأسف لا نتذكرها دولهم وبلدانهم للاحتفال بهم او لخلق نموذج ليحتذى به من قبل الشباب والشابات وليكونوا مثالاً يسعون لتقليده في النجاح والإبداع.

نسيتني هنا إحدى الشركات العالمية والتي تبحث كل عام عن 365 شخصية لعرضها على صفحتها الرئيسة، ونتحدث هنا عن محرك البحث العملاق جوجل.

فبدلا من تحتفل مصر بمهندس الفقراء سبقتها هذه الشركة الأمريكية.  ويبدو أن اختيارها هذا يأتي تفهما منها للباحثين عن حلول إنشائية بيئية في ظل تراجع المستوى البيئي والتهديد المستمر للنضال المرة الأرضية من مواردها مما يهدد اولا واخيرا الفقراء وساكني المناطق الأقل حظاً.

اختارت جوجل مهندس الفقراء وصاحب العمارة الأكثر توفيرها وحافظت على البيئة، انه المهندس المصري فتحي ولد بتاريخ 23 مارس 1900، وتوفي في 30 نوفمبر 1989،  بالأسكندرية، وتخرج من المهندس خانة (كلية الهندسة حاليًا) بجامعة فؤاد الأول. اشتهر بتصميمه المعمارية المستوحاة من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني.

وكان هذا المهندس صاحب رؤية ثاقبة فقد لبنى القرنة التي سكنها 3200 أسرة مصرية، والتي أصبحت لاحقا معلما معماريا شاهدا على بناء شعبي بسيط بمواد مستمدة من الطبيعة واشتهرت بلقب  “عمارة الفقراء”.

وقبل يومين احتفلت شركة جوجل بذكرى  ولادة المهندس المميز حسن فتحي الـ “117”وذلك من خلال شعار احتفالي خاص ظهر على موقعها المخصص للبحث في الدول العربية والعديد من الدول في العالم. وقالت جوجل أن حسن فتحي كان مهتما ببناء المجتمعات أكثر من تشييد المباني.