الصحة

أخصائيون في أبوظبي يبحثون الخيارات المتاحة لمساعدة الأشخاص المصابين بالبدانة

تعد البدانة إحدى القضايا الصحية الجدية حول العالم، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 30% من سكان العالم يعانون من مشاكل الوزن وأن معدل انتشار البدانة في الشرق الأوسط يقارب الأرقام المسجلة عالمياً. في حقيقة الأمر، يصل معدل البدانة بين سكان الإمارات العربية المتحدة إلى 37%، حيث تعد واحدة من أصل ست دول في منطقة الشرق الأوسط تسجل فيها أعلى معدلات لزيادة الوزن والبدانة عالمياً.

مما لا شك فيه أن الكثير من أصحاب الوزن الزائد حول العالم قد نجحوا في محاولاتهم الجادة لإنقاص وزنهم عن طريق اتباع الحميات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية والخضوع لبرامج إنقاص الوزن تحت الإشراف الطبي، إلا أن الكثيرين أيضاً فشلوا للأسف في محاولاتهم، مما أدى إلى ضرورة إجراء عمليات جراحية لعلاج البدانة وتكرارها في بعض الحالات.

وقد اضطر مؤخراً رجل إماراتي لتكرار عملية جراحية من هذا النوع في مستشفى بارين الدولي في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي. إذ خضع في سن الأربعين عاماً قبل سبع سنوات إلى عملية جراحية لتغيير مسار المعدة أو ما يعرف بعملية المجازة المعدية، وقد أدت إلى إنقاص وزنه بمقدار 160 كغ، من 270 كغ إلى 110 كغ. لكن المريض عاد وكسب 90 كغ خلال الأعوام التي تلت العملية. كما أنه، ورغم تغيير نمط حياته إلى نمط أكثر صحةً، لم يتمكن من إنقاص الوزن الذي كسبه وبالتالي فقد اقترح عليه الأطباء تكرار العملية الجراحية. وقد نجح منذ خضوعه للعملية وحتى الآن بإنقاص 40 كيلوغراماً، مما أسهم بتحسين صحته بشكل كبير وتغيير جودة حياته نحو الأفضل.

وفي هذا الإطار، قال استشاري الجراحة د. الزاكي لادا: “يخضع عدد متزايد من الأطفال والبالغين في الشرق الأوسط لجراحات علاج البدانة، وذلك نتيجةً لتزايد أعداد من يعانون من البدانة في المنطقة. وفي هذه الحالة، حاول المريض تغيير نمط حياته لكنه، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها، لم يتمكن من إنقاص وزنه الذي كان يؤثر على صحته بشكل عام”.

هذا ويؤكد أطباء الجراحة في ضوء ارتفاع معدلات البدانة في الشرق الأوسط، على ضرورة اتخاذ إجراءات توعوية ووقائية في البيوت والأحياء والمنازل بهدف التصدي لهذه المشكلة، وقد عزا الأطباء ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون من زيادة وزن مفرطة إلى زيادة انتشار الأطعمة غير الصحية والخمول.

 وأضاف د. لادا: “للوقاية من البدانة، وبالتالي تجنب الحاجة إلى العمليات الجراحية، فإننا نشجع الناس على بذل جهدهم للحفاظ على نمط حياة صحي باتباع حميات غذائية متوازنة وتناول الأطعمة الطازجة والوجبات المنزلية قدر الإمكان، وذلك لخفض مستويات السكر والملح التي يتناولونها. كما أن التمارين الرياضية المنتظمة من مشي وجري وركوب الدراجة الهوائية أو الانضمام إلى الأندية الرياضية تساعد في إنقاص الوزن”.

وتشتمل أكثر جراحات إنقاص الوزن شيوعاً على تصغير حجم المعدة عن طريق ربطها وبالتالي الحد من تناول الطعام، أو على إجراءات تتضمن إزالة جزء من المعدة أو بتحويل جزء من الأمعاء الدقيقة إلى كيس معدي صغير.

ويتم اللجوء لهذه العمليات الجراحية كخيار علاجي للبدانة، فقط عندما تفشل الخيارات الأخرى وتثبت عدم جدواها. وقد باتت هذه العمليات تزداد شيوعاً بوصفها وسيلة آمنة وفعالة لإنقاص الوزن في حالات البدانة الشديدة. لكن د. لادا أكد في ختام تعليقه قائلا: “يجب أن تكون جراحات إنقاص الوزن الملاذ الاخير. وحين تكون خياراً مطروحاً، فلا بد أولاً من نقاشها وتقييمها بإمعان مع المريض. وحين ننجح في ضبط الوزن فإن ذلك يعود بالفائدة على صحة الفرد على المدى الطويل ويتيح له الارتقاء بنمط حياته نحو الأفضل”.

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

To Top