الذكاء الإصطناعي يعزز النمو الإقتصادي للمملكة بـ 215 مليار دولار بحلول 2035
كشف زفير جنيد، المدير الأقليمي في السعوديه والبحرين وباكستان، في شركة ساس، أن التحول الرقمي يعد أحد أركان رؤية المملكة السعودية 2030، وذكر بأن الذكاء الاصطناعي والتحليلات يحتلان موقعًا مهماً في هذا التحول.
وقال :” أصبحت فوائد الذكاء الاصطناعي ملموسة في كافة القطاعات سواء خاصة أو عامة، فعلى سبيل المثال، ستسمح ممارسات الأتمتة وعملياتها المُتبعة حاليًا لفرق تقنية المعلومات بالتركيز بصورة أكبر على الابتكار التجاري بدلًا من تقديم الدعم للبنية التحتية لتقنية المعلومات”.
وأشار بأن الملكة تمر بمرحلة بالغة الأهمية من تاريخها وتمضي قدمًا نحو أهدافها المعلنة بعزم ودقة، وفي ظل هذه الظروف فإن الشركات مدعوة لنقل تجاربها وخبراتها والعمل مع السلطات على تحقيق التحول الرقمي بشكل كامل في المملكة بحلول 2030.
وأضاف بأن الأبحاث التي أجرتها شركة أكسنتشر ترى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة بـ 1.1 نقطة مئوية مما يضيف 215 مليار دولار إلى الاقتصاد القومي بحلول 2035.
وتؤكد نفس الدراسة أن الذكاء الاصطناعي سيكون له أكبر الأثر على التصنيع والخدمات العامة والخدمات المهنية في المملكة حيث سيؤدي إلى زيادة تبلغ 37 مليار دولار و67 مليار دولار و26 مليار دولار في إجمالي القيمة المضافة السنوية لكل منهم على التوالي وهو ما يقيس قيمة المخرجات لكافة السلع والمنتجات في كل قطاع.
استدامة الأعمال
وحيال استدامة الأعمال، أوضح زفير جنيد، بأن البيانات تشكل أحد العوامل الرئيسية لكل من الذكاء الاصطناعي والتحليلات، وقال :” نعتقد في “ساس” أن الشركات يمكن أن تستخدم هذه التقنيات لتقديم تجربة أكثر تخصيصًا للعملاء وأتمتة المهام الصغيرة ومساعدة الأفراد على التركيز على وظائف أكثر أهمية، ويمكن أن يساعد وجود كميات ضخمة من البيانات وتخزينها لفترة أطول على تحول تجربة العملاء والاحتفاظ بعلاقات معهم على المدى الطويل. ويذكر أن شعبية المساعدين الشخصيين الافتراضيين آخذة في الزيادة شأنها شأن قوة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة وخوارزميات التعلم الآلي لتوقع استفسارات العملاء قبل طرحها. والتركيز هنا على الكفاءة واستدامة الأعمال لأن هذه الأنظمة لا يوجد بها أي انحياز عاطفي قد يتخلل العملية عند تدخل الإنسان”.
التحول الرقمي
وعن ماهية العوامل الرئيسية المتعلقة باستراتيجيات التحول الرقمي للبيانات والتحليلات، بين أن العامل الرئيسي الذي يجب مراعاته هو مدى وضوح نوع النتائج التي تتوقعها الشركة من تحليل بياناتها وتوليد الذكاء. ولا تتمثل المخاوف في توقع أكثر مما ينبغي فحسب، بل يمكن أن تعاني الشركات أيضًا من عدم الوصول إلى رؤى كافية من البيانات التي تمتلكها. ويمتد ذلك أيضًا إلى مرحلة جمع البيانات- فبمجرد أن تعرف الشركة نوع الذكاء الذي تريده يمكنها أيضًا تقييم المعايير المستخدمة في جمع البيانات للتأكد من جمع ما يكفي من نقاط البيانات والتي تشكل مُجتمعة مجموعة بيانات أكثر وضوحًا.
وبجانب آلية تحليلات البيانات وذكاء الأعمال، يتمثل الاعتبار التالي الذي يجب مراعاته في القوى العاملة والأنظمة الإجرائية ذات الصلة بتحليل البيانات. وقد يكون للرؤى والذكاء الناتجين أثرًا مباشرًا على نجاح الأعمال، ولذا يتطلب ذلك الإشراف البشري لضمان الاتساق والحصول على أفضل نتائج.
وفي سياق متصل أكد جنيد بأن “ساس” ملتزمة بتطوير المهارات التقنية في العالم العربي وتعمل على تعزيز عملها مع مختلف المجتمعات في كافة أنحاء الشرق الأوسط مع التركيز على تطوير الجيل التالي من المحترفين والقادة في مجال تقنية المعلومات. كما أننا نقدم مجموعة كبيرة من خيارات التدريب للشباب بالإضافة إلى برامج للحصول على درجات أو شهادات بالتعاون مع كليات وجامعات من مختلف أنحاء العالم بهدف تعزيز قدرات الشباب وتأهيلهم للدخول في نطاق القوى العاملة الإقليمية.
توطين الرقمنة
وشدد على أن الاستراتيجية الرقمية التي تتماشى مع وحدة الرقمنة الوطنية أحد الأمثلة على نموذج العمل، وهذه الوحدة هي عبارة عن جهة حكومية سعودية مختصة برقمنة خدمات المواطنين بالشراكة مع القطاع الخاص. ولأن الدولة تهدف إلى التحول من الاقتصاد القائم على النفط إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، هناك حاجة إلى تحول التركيز من الابتكار في المعاملات إلى الابتكار ذو الأثر الاجتماعي والاقتصادي الكبير. ونتوقع أن نرى في ظل هذا التركيز الجديد خدمات رقمية جديدة تقدمها الحكومة للمواطنين وشراكات بين القطاعين العام والخاص تتعلق بتحول التجارب البشرية وكذلك تجارب مُجهزة رقميًا في العديد من مؤسسات القطاع الخاص مثل تلك المؤسسات العاملة في قطاعات التجزئة والرعاية الصحية والتصنيع وغيرها.
