البناء في الشرق الأوسط

تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار

تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار

تحت رعـاية صـاحب السمـوّ الشيـخ محمّـد بـن راشـد آل مكتـوم، نـائب رئيـس الدولـة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تعقد مؤسّسة الفكر العربي مؤتمرها السنوي السادس عشر “فكر”، تحت عنوان “تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار”، وذلك خلال الفترة بين 10 – 12 أبريل المقبل فـي دبي بفندق غراند حياة.

وتهدف المؤسّسة من خلال مؤتمرها إلى توفير فرصة استراتيجيّة للمشاركين، من أجل التحاور والتبادل العميق للأفكار والخبرات، في محاولة للتصدّي للتحدّيات الراهنة التي تواجه الوطن العربي، وكذلك لبحث السياسات البنّاءة اللازمة لإيجاد الحلول ورسم خطّة عمل مستقبليّة، تُسهم في بناء الاستقرار في دُوله ومجتمعاته.

ويشكّل المؤتمر منصّة تجمع مسؤولين رفيعي المستوى، وقادة فاعلين من القطاعين العامّ والخاصّ، ومفكّرين، وصنّاع قرار، واستراتيجيّين، وممثّلين عن منظّمات المجتمع المدنيّ، ونخبة من كبار رجال الثقافة والفكر والإعلام والخبراء والشباب. وتنعقدُ خلال المؤتمر جلسات عامّة وجلسات متخصّصة متزامنة. وسيتمّ تكريم الفائزين بـ“جائزة الإبداع العربيّ” و“جائزة مسيرة عطاء” خلال حفل عشاء خاصّ في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر.

ومن المقرّر أن تُعقد أربع جلسات عامّة حول “دور القوى الدوليّة”، و”دور المنظّمات الإقليمية والدولية”، و”سُبُل صناعة الاستقرار”، و”أنشطة البحث العلميّ والتطوير التكنولوجيّ والابتكار في الدول العربيّة، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار”. كما ستُعقد سبع جلسات متخصّصة متزامنة تتعلّق بـ”الفقر والتفاوت والبطالة”، و”اختلال آليّات العمل السياسيّ”، و”التدخّلات الخارجيّة”، و”التطرّف والإرهاب”، و”الإعلام”، و”الميديا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعيّ”، و”التربية والتعليم والثقافة”. ويُختتم المؤتمر بجلسة حول “الإنسان العربيّ الجديد شرطٌ وضمانةٌ للاستقرار المُستدام”.

وتُطلق مؤسّسة الفكر العربي عشيّة انعقاد مؤتمر “فكر16” التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، الذي يصدر هذه السنة تحت عنوان “البحث العلميّ والتطوير التكنولوجيّ والابتكار في الدول العربيّة، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة”، وذلك في حفل خاص يُقام يوم الاثنين عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.

نبذة عن مؤتمر “فكر16”

تتداخل الأزمات والأحداث المفاجئة وغير المتوقّعة، وتطرح تأثيراتها على مناطق العالم المختلفة. يحدث هذا التغيّر تحت وطأة التقدّم المتسارع في الإنجازات العلميّة والتكنولوجيّة، وتبلور اقتصاد المعرفة ومجتمعها، وما يسمّى بــ”الثورة الصناعيّة الرابعة” التي تغيّر من نوعيّة الحياة على نحو جذريّ. وفي أتون هذا التحوّل الكبير، يشهد العالم أنماطاً متداخلة من التعاون والصراع والمنافسة بين الدول، والتقلّبات في المواقف والسياسات، والتحالفات المرنة والمتغيّرة، والتدافع بين القوى التي تسعى للمحافظة على الوضع العالميّ القائم والقوى العاملة على تغييره. وتناولت الأدبيّات العلميّة هذه الحالة بمصطلحات مثل “الفوضى” و”الاضطراب” و”اللّانظام”.

ترتّبت على هذه الحالة تغيّرات مهمّة في مصادر القوّة وأشكالها، والتباين في الهيكل العالميّ لتوزيع القوّة بين القوّة العسكريّة والقوّة الاقتصاديّة والتكنولوجيّة، وشيوع حالة من السيولة وازدياد مساحة عدم اليقين.

في هذا الإطار، يهدف مؤتمر “فكر16” إلى فحص وتحليل عناصر هذه الحالة على المستوى الكونيّ، وبحث تأثيراتها وتداعياتها على الدول العربيّة، واقتراح سبل التعامل معها وصناعة الاستقرار. مع التأكيد على أنّ تعبير الاستقرار في هذا الشأن لا يعني الجمود أو الحفاظ على الأوضاع القائمة، وإنما اتّباع السياسات وبناء المؤسّسات التي تحقّق التطوّر المنظّم، وتستجيب للمطالب بما يضمن تحقّق السلم المجتمعيّ.

نبذة عامّة عن مؤتمر “فكر”

انطلقت أعمال مؤتمر “فكر” السنوي سنة 2002، وشكّل علامة فارقة في سجلّ المؤتمرات الثقافية العربية، ومنصّة تفاعليّة للتبادل الهادف للأفكار والخبرات والتجارب العربيّة الرائدة، وذلك من خلال مناقشة إحدى القضايا الملحّة في المجتمع العربيّ بأساليب حضارية ومسؤولة.

يشارك في المؤتمر أكثر من 600 شخصيّة بارزة من رؤساء الدول، ونخبة من صنّاع القرار والمسؤولين والمفكّرين والمثقّفين والباحثين والخبراء، والمندوبون عن هيئات القطاعين الخاص والعام، ومنظّمات واتّحادات ومجالس وزاريّة، ومنظّمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات والأبحاث والهيئات الإعلامية والشباب العربي، فضلاً عن ممثّلين عن الاتّحادات والمنظّمات الدولية ذات الصلة.

ويسعى المؤتمر إلى استقطاب الدعم اللّازم من مختلف الجهات المعنيّة في الوطن العربي والعالم، لتحقيق الأهداف الاستراتيجيّة لمؤسّسة الفكر العربي، والتي ترمي إلى إحداث نقلة نوعيّة في الفكر الثقافي والاجتماعي العربي، وتحقيق التنمية المستدامة القائمة على قواعد راسخة من القيم الإنسانية الراقية.

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

To Top