English / العربية / Français

English / العربية / Français

شهر رمضان وارتفاع الاسعارما الأسباب وما الحلول

صوموا تصحوا

شهر رمضان وارتفاع الاسعارما الأسباب وما الحلول

يتميز العالم العربي والإسلامي بوجود شهر كامل بنظام مختلف تماماً عن الأحد عشر شهراً الأخرى، حيث يحتفل المسلمون لمدة ثلاثين يوما تقريباً في شهر رمضان  بطقوس دينية خاصة وما يميزها هو التوقف عن الطعام والشراب من مطلع الشمس وحتى مغربها.
ومن المفترض أن يكون هذا الشهر هو شهر خاص يتوقف فيه الناس عن مطلب جسدي أساسي وهو الأكل والشرب، ليسمح للروح بالتسامي، والنفس بأن ترق وتتعاطف مع من هم اقل  حظاً ليجودوا ما في جيوبهم عطاءاً والتي تتمثل بالحد الأدنى في تقديم زكاة الفطر،  ولزيادة القدرة على الصبر والتحمل، ولتجود ما في نفوسهم محبة بمساعدة الضعفاء والمحتاجين، ورأفة بالموارد الطبيعية والتي يتوقع العلماء بقرب نضوبها في العقود القادمة، بالتقليل من الاستهلاك والاكتفاء او تعلم الاكتفاء بالقليل أو بما هو أقل مما تعودوا عليه.
ولتقليل الاستهلاك وجوه ومنافع  كثيرة أولها كما ذكرنا آنفا توفير بعض من المصادر الطبيعية وتقليل استهلاك اللحوم، مما يدفع مربي المواشي بالإبطاء في الإقبال على تربيتها بهذا يتحقق هدفان أولهما:
– تقليل الأسعار، والذي يستأثر بنزول وتيرة الاستهلاك، ويستفيد منه في هذه الحال ذوي الدخل المحدود والمحتاجون والفقراء.
– وتستفيد البيئة من تقليل الغازات المنبعثة من المواشي والتي تعد من اول أسباب الاحتباس الحراري، حيث تطلق الأبقار والمواشي ما يعادل….؟؟؟ (انظر عدد 13 من مجلة الشرق الأوسط للأعمال باللغة العربية).
وكذلك يتميز هذا الشهر أو من المفترض انه كذلك بزيادة الصلوات والعبادات مما يزيد اللحمة ووحدة الحال بين الناس لقيامهم بالعبادات معاً، وكذلك يزودهم بفوائد بدنية وصحية مما يزيد لياقتهم ويعزز النظام التغذية الصحي المعزز بمجهود بدني منتظم، وبهذا تتحسن مستويات الصحة وقد تقل فاتورة العلاج والرعاية الصحية والتي تعاني أصلاً من تردي بنيتها التحتية في المنطقة.
ولكن نتيجة للغياب للتوعية والتربية السليمة على أهداف الشهر الفضيل، وإذا ما القينا نظرة أكثر قرباً على الحال الذي آل اليه هذا الشهر الفضيل، نجد أن الوضع أصبح معكوس تماماً.
فقد أصبح شهر رمضان نوعاً من التسابق للشراء بالنسبة للكثير من الناس وذلك لأسباب كثيرة ، ممارسة العديد من التقاليد ، التي أعتاد المسلمون عليها من حيث إعداد وجبات الإفطار ، والسحور، ما يتبعها من حشد الولائم وتنوع الأطعمة ودعوة الأهل والأقارب والأصدقاء لمائدة رمضان.
فبدلاً من التيسير على الناس ومساعدتهم في هذا الشهر على توفير احتياجاتهم نجد الكثير من الناس يتسابقون للشراء بكميات كبيرة أكثر بكثير مما تعودوا عليه، كما أن المحلات التجارية  وبالأخص الغذائية منها والتموينية، يرفعون الأسعار بحجة أنه موسم للشراء وليس موسم تخفيض الأسعار أو حتى الالتزام بها كحد أدنى.
وقد يتساءل البعض، لماذا ترتفع الأسعار بشكل كبير وكأن الحرب أعلنت وحان أوان للشراء المحموم قبل نفاذ المخزون؟
بعض الأسباب :
تخوف الناس من ارتفاع مفاجئ للأسعار مما يؤدي إلى شراء كميات كبيرة دفعة واحدة.  وهي ظاهرة تعرف في عالم الاقتصاد ب “هلع الشراء “Panic Buying.
أما أسباب استهلاك الكبير لكمية الطعام خلافاً لأهداف هذا الشهر الفضيل، فهو عدم التعود على التحمل والصبر والسمو بالنفس مما يؤدي إلى التركيز على غريزة الأكل لتصبح لديه غريزة “تجميع الطعام” خوفاً من نفاذه، في نظرية تعرف ب “hoarding” كما يحدث وقت الحروب.
ولتخفيف هذه الظاهرة غير الإيجابية، يجب اتخاذ بعض الخطوات من قبل الحكومات المسئولة والمجتمعات لمنع الضرر:
– على المستوى النفسي، وذلك ببث تربية وتعليم واضح بأهداف رمضان وعمل حملات توعية بذلك.
– التشديد في زيادة الانضباط بشكل عام، فقد لوحظ ازدياد الحوادث المرورية نتيجة لقلة صبر بعض السائقين الصائمين، مما يزيد الضغط على المرافق الصحية وعلى الممتلكات في حالة تضررها علاوة عن تدني الدخل بسبب التوقف عن العمل نتيجة لأية إصابة محتملة كما  يزيد أعباء العائلات المتوسطة الحال. ومن الملاحظ أن من يرتكب هذه الحوادث هم من الشباب الذكور وليس الشابات.
تنشيط جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات المستهلك في المراقبة المشددة لأسعار السوق –
– نشر وهي وثقافة الترشيد في الاستهلاك وعدم الإسراف.
  
spot_img
spot_img

Latest articles

Related articles

spot_img