العالم يطوي صفحة السيارات العاملة بالوقود.. ويدخل عصر النقل النظيف
أكد تقرير استشاري صادر حديثًا أن قطاع السيارات سجل معدلات نمو جيدة خلال العام 2021، على رغم الصعوبات التي واجهته؛ مما يشير إلى تمكن صناعة السيارات عالميًّا من التعافي من تداعيات جائحة “Covid-19“، حيث زاد إنتاج السيارات خلال الأشهر التسعة الأولى من 2021، بنسبة 10%، مقارنة بالوقت نفسه من عام 2020، ليصل إلى 57.3 مليون سيارة.
وأشار التقرير الصادر عن وحدة الدراسات التحليلية بـ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية إلى أن التوجه العالمي في صناعة السيارات مع التعافي من كورونا أصبح نحو صناعة سيارات كهربائية صديقة للبيئة، بدلًا من السيارات التي تعمل بالبنزين، كما توسع الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتقنيات النقل النظيف.
وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن بعيدة عن التغير الحاصل في قطاع السيارات، وكانت دول مثل: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة من أوائل البلدان التي اتجهت إلى السيارات الكهربائية، حيث تستهدف السعودية أن يكون 30٪ على الأقل من السيارات بالعاصمة الرياض كهربائية بحلول عام 2030، كما تطمح للوصول للحياد الكربوني (صفر بالمائة صافي انبعاثات الكربون) بحلول عام 2060.
وبيّن التقرير أن التوجه الجديد في صناعة السيارات، ووجود عوامل خارجية لها تأثير على الصناعة -مثل: التشريعات، والتقنيات الجديدة، وتوقعات المستهلكين عمّا ستقدمه العلامات التجارية في المستقبل- ما جعل من الضروري صياغة استراتيجية جديدة للقطاع، تمكّن قطاع السيارات من المساهمة في الحد من ظاهرة التغير المناخي، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقد وضعت وحدة الدراسات التحليلية بـ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية –بعد أن عملت مع كبرى شركات السيارات العالمية- استراتيجية لقطاع السيارات تتكون من 7 محاور؛ لمساعدة العلامات التجارية في القطاع على مواكبة التغير الحاصل. (لقراءة التقرير كاملاً: https://bit.ly/3igJZEu)
وأوصى التقرير العلامات التجارية بأن تركز على هدفها، وتعرّف الجمهور بفائدة استثماراتها للمستهلك والمجتمع، وإخباره بهدفها، وما الذي تقوم به بعد كسب المال؛ حتى يرى مناسبته لمجتمعه، وكيفية تعزيزه لحياته، عن طريق سرد قصة العلامة التجارية في المسؤولية، والاستدامة، والتواصل والتفاعل معه في مراحل اتخاذ القرار.
وأكدت الاستراتيجية على أهمية الثقة بالعلامة التجارية؛ حيث تزيد قوة الشركة في الصمود خلال الأزمات، كما تحوّل العملاء إلى دعاة وسفراء لها، ولذلك يجب تعريف الجمهور بالمزيد عنها، خصوصًا مع تغير سلوك المستهلك باستمرار.
وشددت الاستراتيجية على أهمية الابتكار، مطالبة مسؤولي التواصل بسرد قصص ابتكارية ذات مصداقية للعلامة التجارية، تتضمن الفوائد اليومية للمنتج، وبناء سمعة إيجابية تتجاوز المنتج، مثل: أن يُنظر إليها على أنها تقوم بعمل مميز في المجتمع.
ولأن شركات السيارات تعمل تحت ضغط المجتمع والحكومات، في وقت يتطور الابتكار والتكنولوجيا في القطاع سريعًا؛ حثّت الاستراتيجية الشركات على إعادة التفكير في ممارساتها التجارية، خصوصًا ما يتعلق بالبيئة، وأن تكون جزءًا من النقاش الدائر في الصناعة حولها.
وتطرقت الاستراتيجية إلى المنصات الرقمية التي هيمنت على قنوات التواصل خلال جائحة “Covid-19“، داعية مسؤولي العلاقات العامة إلى مواكبة التحول الرقمي المذهل عبر المنصات المختلفة التي تسّهل التواصل مع المتسوقين، وتلبي توقعاتهم في التواصل مع الشركات، في وقت ينمو عدد المستهلكين الذين يستخدمون المنصات الرقمية عبر الإنترنت في أمور كثيرة، وبخاصة المتعلقة بعمليات الشراء.
وطالب القائمون على الاستراتيجية بتحديد جمهور العلامة التجارية، وتقسيمه إلى شرائح؛ لفهم سلوكياته، وإنشاء محتوى واضح لكل شريحة، وصياغة رسائل مختلفة تمزج بين الإبداع، والحقائق والبيانات التي يبحث عنها المستهلكون، وتلائم مختلف شرائح المجتمع، وتقدّم للجمهور المستهدف في الوقت المناسب، وفي القنوات الملائمة.
ولفتت الاستراتيجية إلى أن عالم ما بعد “COVID-19“، حيث التحول الصناعي غير المسبوق، والتحول الرقمي السريع، والابتكارات التكنولوجية في صناعة السيارات، والتحول للسيارات الكهربائية؛ ما يحتم على العلامات التجارية أن تلعب دورًا رائدًا في الوضع الجديد، وأن تجمع بين الاستدامة، والجدوى الاقتصادية؛ من خلال التكنولوجيا المبتكرة، كما أن عليها أن تلتزم بنتائج قمة المناخ “COP26“.
وخلصت الاستراتيجية إلى أن الانتقال إلى عالم ما بعد الجائحة يفرض على الشركات التصدي لتغير المناخ، وتحقيق الاستدامة، والاهتمام بالبيئة، وإجراء تعديلات تتضمن زيادة عدد مهندسي البرمجيات، وإعادة تأهيل القوى العاملة الحالية.