إنفور: 35% من شركات التصنيع تقوم بجمع واستخدام البيانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الأجهزة الذكية لتعزيز عمليات التصنيع والتشغيل
تقنيات إنترنت الأشياء تفرض سطوتها على عمليات شركات المأكولات والمشروبات
أشارت دراسة حديثة نشرتها إنفور، الشركة الرائدة في مجال توريد تطبيقات الشركات المتخصصة في الصناعة والقائمة على السحابة، إلى أن وتشير نتائج دراسة نشرت مؤخراً إلى أن 35 بالمائة من شركات التصنيع تقوم حالياً بجمع واستخدام البيانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الأجهزة الذكية، وذلك من أجل تعزيز عمليات التصنيع والتشغيل، في حين تخطط 17 بالمائة من الشركات لتطبيق هذه المنهجية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وعندما بدأ مصطلح “إنترنت الأشياء” يكسب المزيد من الشهرة، يخيل للمرء للوهلة الأولى أنه أمر جديد بالنسبة لشركات قطاع المأكولات والمشروبات، لكن هذه الشركات تقوم بعمليات المراقبة والتقييم والاستجابة لجميع الشروط ومقاييس التصنيع في جميع أنحاء المصنع باعتبارها جوهر مفهوم مراقبة الجودة على مدى عقود. وبشكل تلقائي، تحولت هذه الشركات من استخدام تقنيات مثل مسجلات الرسم البياني الدائرية ذاتية التشغيل، إلى استخدام أجهزة الإنذار منخفضة الحرارة، ومن ثم إلى استخدام مراكز التحكم المركزية التي تراقب وتدير مصنع المأكولات أو المواد الغذائية شديد التعقيد، بدءاً من عملية الشراء، مروراً بعملية المعالجة والتعبئة والتغليف، وانتهاءً بعملية التخزين والشحن. ولا تقوم تقنيات إنترنت الأشياء بتحقيق مفاهيم مراقبة الجودة الأكثر كفاءة لشركات إنتاج المأكولات والمشروبات فحسب، لكنها أيضاً تملك القدرة على الارتقاء بمستوى الأعمال.
وبما أن شركات إنتاج المواد الغذائية تقوم بإعادة تقييم مستوى استعدادها لتوافق اللوائح والتشريعات المطبقة في هذا المجال، مثل قانون تحديث سلامة المواد الغذائية FSMA، فإن أحد الجوانب الهامة في هذا المجال يتمثل في التعاون مع كل من شركات التوريد، والشركاء، والعملاء. لذا، يتعين على الشركات التحلي بالقدرة على تطبيق الإجراءات الوقائية القاسية التي تدير المقاييس الواردة، إلى جانب المقاييس المعمول بها على امتداد سلسلة التوريد. فعملية التتبع تتخطى بكثير مجرد معرفة من أين جاء المنتج، وإلى أين يذهب، فهي تتضمن أيضاً رصد آلية نقله وتخزينه.
لذلك، ورغم أن تقنيات إنترنت الأشياء ستؤثر بشكل قاطع على جوانب عديدة من عملية التصنيع، وإدارة سلسلة التوريد، والخدمات اللوجستية، إلا أنها تمتلك قدرات عظيمة. فأجهزة التتبع، بما فيها الماسحات الضوئية وأجهزة الباركود ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، جميعها تستخدم من أجل مراقبة حركة البضائع والسلع في المخازن، وعلى الشاحنات في طريقها إلى العملاء.
في هذا السياق قال طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور: “بإمكان تقنيات إنترنت الأشياء أيضاً توفير الرؤى الضرورية لرفع مستوى الكفاءة لأكبر قدر ممكن، وذلك ضمن الهوامش الضيقة التي تعمل في إطارها العديد من شركات إنتاج المواد الغذائية. حيث توفر الرؤى المثالية والأفضل حول الكمية والجودة الواردة، وفترة التخزين القصيرة للمكونات قبل البيع، وموازنة هذا الأمر مع الرؤى الشفافة ضمن الزمن الحقيقي لمستوى الطلب والبيانات المحفوظة و التي تعتبر الأساس لوضع خطط النمو وجدولة الخطط المسبقة، في حال كانت الشركة تملك أدوات التوقع المثالية التي بإمكانها تحليل جميع نقاط البيانات هذه بسرعة. وينعكس تأثير اختصار زمن التوقف والتعطل عن العمل، وتحسين دقة تنفيذ الأوامر، بشكل كبير على الدخل الصافي للشركة”.
من جهةٍ أخرى، تستطيع قوة تقنيات إنترنت الأشياء المساعدة في تحسين مستوى الربحية التي تتجاوز خطط وجدولة الإنتاج، التي تعمل على تنظيم مهام عمل فني الصيانة الذي يقوم بالبحث في المخزون عن قطع الغيار أثناء إصلاحه لمعدات مهمة في المصنع، أو مهام عمل مدير المستودع باستخدامه الكومبيوتر اللوحي لمعرفة موقع الرافعات الشوكية والموظفين.
بالمقابل، نجد أن تنامي موجة تبني الحلول المتنقلة يعمل على تغيير بعض المتطلبات الجوهرية لتقنيات إنترنت الأشياء، فقادة الصناعة لا يمكن تقييدهم بمكاتبهم وكمبيوتراتهم، فهم يتجولون في كافة أنحاء المصنع، ويتخذون القرارات الحاسمة في موقع العمل، وفي قلب عملية الإنتاج. لذلك، فهم بحاجة للوصول إلى البيانات والنظم الحساسة من مواقع بعيدة على مدار الساعة.
على الرغم من تطور التقنيات، وانخفاض كلفة جمع البيانات في إطار منشأة التصنيع وخارجها، لا زال نقص البيانات سيد الموقف في كثير من الأحيان، ولا يمكن تحقيق القيمة المرجوة من تقنيات إنترنت الأشياء IoT إلا بالقضاء على قواعد البيانات الغير مترابطة، وتأمين لغة تواصل فعالة بين مختلف أنواع الأنظمة لانه و في حال تخزين البيانات ضمن قواعد منفصلة تفتقر إلى الحجم والسياق الشامل تصبح عديمة الفائدة.
وفي ظل وجود آلية وصول ضمن الزمن الحقيقي لسهولة مراقبة تفاصيل عملية التصنيع بالكامل، داخل المنشأة وخارجها، بإمكان الشركة البدء بلمس القيمة الحقيقية. التوافقية (قابلية التشغيل البيني) هي المفتاح الرئيسي هنا، إلا أن الأمر يتخطى مسألة التكامل البسيط، حيث يجب أن يتم استثمار البيانات ضمن السياق الموضوع، واستخدامها لتوجه مهام مشغلات الأحداث والإجراءات.
علاوةً على ما سبق، تستطيع الرؤى المستمدة من عمليات تحليل البيانات مساعدة شركات إنتاج المأكولات والمشروبات في التركيز على الأسواق، ومعرفة توجهات وسلوك العملاء، فضلاً عن تفاصيل المنتج المستخدم في السوق، آراء المستهلكين حوله. أما على الصعيد الاجتماعي، ينبغي على الشركات المصنعة الاستفادة من الأدوات المتكاملة لقراءة النتائج واستثمارها من أجل بناء قاعدة معرفية، وتوثيق القرارات الجوهرية المتعلقة بتصميم المنتجات، وطلبات العملاء.