English / العربية / Français

English / العربية / Français

هل البقر هو المجرم الحقيقي؟

هل الأبقار هي المجرم الحقيقي في حق المناخ؟

الأغنياء يمضغون والفقراء يضرسون!!

إذا زرت استراليا أو سويسرا أو الأرجنتين أو إحدى الدول التي تتمتع بسهول خضراء، فلا بد أن ترى مزارع الأبقار المنتشرة على مد البصر. وهذا يدل على مدى الاستهلاك في هذه الدول والدول المصدرة لها من اللحوم، حيث لم تكن لتزدهر هذه المزارع إلا بتزايد أعداد المستهلكين. 

فالبقرة الواحدة نطلق ما بين 70 و 120 كيلوغرام من غاز الميثان سنويا. والميثان هو غاز الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، ولكن تأثير الميثان سلبي على مناخ أكثر ب 23 مرة من تأثير ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي إطلاق حوالي 100 كجم من غاز الميثان سنويا لكل بقرة ما يعادل حوالي 2300 ثاني أكسيد الكربون كجم سنويا.

وبمقارنة هذه القيمة من 2300 كغم من ثاني أكسيد الكربون والتي نحتاج إلى حرق 1000 لتر من البنزين وقيادة 12500 كلم سنويا بسيارة تستهلك 8 لترات من البنزين لكل 100 كيلومتر  نجد فعلاً الفرق. (صحيفة “تغير المناخ”).

الأبقار

في جميع أنحاء العالم، هناك حوالي 1.5 مليار من الأبقار والثيران أي ما يعادل 21% من عدد سكان الكرة الأرضية.

فجميع الحيوانات في العالم تطلق نحو ملياري طن متري من  غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

تعتبر تربية الأبقار عاملاً رئيسياً لانبعاث الغازات  التي تسبب الاحتباس الحراري وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة. وقد ذكر هينينغ ستينفيلد، رئيس إدارة المعلومات الخاصة بالثروة الحيوانية بمنظمة الفاو: ” أن الثروة الحيوانية هي واحدة من الأكثر مساهمة في تعزيز أخطر المشاكل البيئية واليوم مطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الوضع.”

فهل البقر هو المجرم الحقيقي؟

أظهرت دراسة يابانية أن إنتاج كيلوغرام من لحم البقر يؤدي إلى انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع ارتفاع درجة حرارة تعادل عالمي محتمل إلى 36.4 كجم من غاز ثاني أكسيد الكربون.

أي ما يعادل ما تحرقه سيارة لتسير 250 كم (مجلة ساينتست 2007).

فهل الأبقار المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري؟

الزراعة

لإطعام وتسمين هذه الأعداد الهائلة  والتي تصل إلى مليار ونصف من المواشي و7 مليار من البشر، نحتاج إلى كميات كبيرة من المزروعات والتي يقدر بأنها مسؤولة عن 18٪ من إجمالي الانبعاثات من غازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم  وهذا هو أكثر من قطاع النقل كله. وذلك وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

إزالة الغابات لصالح المواشي والأبقار

والأخطر من ذلك هو ما يقوم به البشر من  مسح وإزالة للغابات لخلق مراعٍ جديدة، وهو المحرك الرئيسي لإزالة الأشجار الباسقة والتي احتاجت إلى مئات السنين للنمو بالشكل التي كانت عليه قبل إزالتها، وخاصة في أمريكا اللاتينية حيث، على سبيل المثال، تحولت نحو 70 في المائة من الغابات السابقة في الأمازون لأغراض الرعي. هذا عدا عن تدمير النظام البيئي للحيوانات والطيور البرية التي تسكن هناك. (صحيفة تغير المناخ).

وحاليا تستخدم المواشي 30 في المائة من مساحة اليابسة على سطح الأرض بأكملها، بما في ذلك 33 في المائة من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة المستخدمة في إنتاج الأعلاف للثروة الحيوانية.

المسؤؤل هم البشر طبعاً 

يستهلك البشر مليارات من الأطنان من اللحوم الدجاج والبقر والمواشي، فالفرد الواحد عالمياَ يستهلك بمعدل 41.9 كغم سنوياً من اللحوم حسب أبحاث منظمة الأغذية العالمية “الفاو”، فبينما يستهلك الفرد الأمريكي والأسترالي الأكثر على مستوى العالم أي ما يقارب 120كغم لحوم سنوياً، ويتصدر الكويتيون الكمية الأكثر في الشرق الأوسط  للفرد الواحد، حيث يتناول الكويتي 119كم من اللحوم سنوياً، والفرد الهندي يتناول 4 كغم سنوياً فقط  الأقل في العالم.

وأما الدول الغربية فتستهلك الكثير كذلك، فمثلاً يستهلك الإيطالي 90 كغم، الاسباني 97، البرتغالي 93، البهاما 109، السويسري 74، الفرنسي 86، التشيلي 74، الكندي 94، الدنماركي 94، والدول العربية نرى أن الهندي يستهلك 30، التونس 25، أما الأردني 42، والفلسطيني يستهلك 21 كغم تقريباً. وبالنسبة للدول الفقيرة فنيجيريا يستهلك الفرد هناك 9 كغم (رغم أن نيجيريا تنتج ما يعادل عدة دول عربية حيث وصل الى ما يقارب مليون طن ونصف)، وأثيوبيا 8،5 كغم للفرد (رغم أنها تنتج ثلاثة أرباع مليون طن سنوياً).

فالعالم ينتج من اللحوم ما مقداره 260 مليون طن، أما الدول الأكثر تربية للمواشي وإنتاجاً للحوم فهي الصين، إذ تنتج ما يقارب 81 مليون طن سنوياً، أمريكا تنتج ما يقارب نصف كمية الصين، وروسيا عشر هذه الكمية، والبرازيل ربعها تقريباً. والباقي موزع على بقية الدول مثل فرنسا 5 طن، واسبانيا وبريطانيا ولوكسبمرغ  ما يقارب ذلك (فاو 2011). أما الدول العربية والإسلامية فلا تنتج الكثير عدا عن مصر التي تنتج ما يقارب 2 مليون طن، وإيران وتركيا ما يزيد قليلاً عن 2 طن لكل واحدة منهما،  فالأردن مثلاً تنتج أقل من ربع مليون طن تقريباً، وكذلك لبنان  وتونس أما فلسطين فتنتج 73 ألف طن فقط.

عام 2050

سيتضاعف إنتاج العالم من اللحوم ليقفز إلى 465 مليون طن لحوم وكذلك استهلاك الحليب سيصل إلى مليار طن في العام 2050  حيث سيصل أعداد البشر إلى 9 مليار نسمة.

إذن فكبرى الدول تنتج وتجنى الأرباح وتنعم بالرفاهية وزيادة بالدخل، والدول الفقيرة وأيضاً المستهلكة تعاني ولكن في نهاية المطاف ستكون الطامة الكبرى على كل سكان الكرة الأرضية لما سيؤدي إليه تغير المناخ من آفات وقحط وجفاف وظواهر طبيعية مدمرة.

والحل؟؟

على الدول الكبرى أن تدرك أن المال ليس ما سينقذ الأرض من تغيرات المناخ بل العكس، تقليل الأرباح والحد من الجشع هو ما سيقود التغيير، أما الدول الصغيرة والمستهلكة لما تنتجه الدول الأكثر غنى، فعليهم تغيير عاداتهم الاستهلاكية والتي لا تضر فقط بالبيئة والتي ستكون نتائجها كارثية على أحفادنا وأحفاد أحفادنا، بل تضر بهم صحياً بشكل مباشر نتيجة استهلاك مرتفع للحوم  ومنتجات الأجبان كمصدر تغذية يعتبر رئيسياً في العديد من الدول.  

 

spot_img
spot_img

Latest articles

Related articles

spot_img