الانتهاء من بناء أكبر محطات لتوليد الطاقة في العالم تعمل بنظام الدورة المركبة في زمن قياسي
بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية أعلنت شركة سيمنس اليوم وكونسورتيوم شركائها بالمشروع، أوراسكوم للإنشاءات والسويدي الكتريك، استكمال بناء مشاريع مصر العملاقة في قطاع الطاقة وذلك في وقت قياسي عالمياً. هذا وقد احتفلت الأطراف المُشاركة بالمشروع ببدء تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتحويل المحطات الثلاث للعمل بنظام الدورة المركبة. هذا وسَتُضَيف المحطات الثلاث 14,4 جيجاوات من الطاقة الكهربائية للشبكة الوطنية لكهرباء مصر، وهي كمية طاقة كافية لسد احتياجات ما يَزيد عن 40 مليون مواطن مصري.
ومع هذا الإنجاز الكبير، تكون مصر وشركة سيمنس وكونسورتيوم الشركاء قد نجحوا في تسجيل رقماً عالمياً جديداً في تنفيذ مشروعات بنية تحتية في قطاع الطاقة وفقاً لأكثر التقنيَّات تطوّراً وتوليد نحو 14,4 جيجاوات من الطاقة الكهربائية في فترة زمنية لم تتجاوز 27,5 شهراً. يُشار هنا أنه لبناء محطة كهربائية تتكون من وحدة توليد واحدة بقدرة 1200 ميجاوات وتعمل بنظام الدورة المركبة، فإن عمليات البناء وتشييد تتطلب ما يزيد عن 30 شهراً، بينما نجحت سيمنس وشركاؤها في مشاريع مصر العملاقة من بناء ثلاثة محطات بالتوازي، بإجمالي 12 وحدة لتوليد الطاقة، وذلك في فترة لم تتجاوز 27,5 شهراً. ومع استكمال بنائِها، تُصبح كل محطة من المحطات الثلاث أكبر محطة في العالم تعتمد على الغاز الطبيعي وتعمل بنظام الدورة المركبة حيث تبلغ القدرة الكهربائية للكل محطة نحو 4.8 جيجاوات.
وتعليقاً على هذا الإنجاز الكبير، صرح الدكتورمحمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، قائلاً: “إنّ استكمال مشاريع مصر العملاقة في قطاع الطاقة يُمثِّل خطوة هامة في إطار استراتيجية الحكومة المصرية لتطوير وتحديث البنية التحتية وتعزيز قُدرات البلاد من الطاقة الكهربائية بما يَدعَّم النمو الصناعي والتقدم الاقتصادي في البلاد، ولهذا السبب بالتحديد تمت اقامة المحطات الثلاث في مواقع استراتيجية، تم اختيارها بعناية، في إطار خطط التنمية للدولة ولدعم الطلب المُتزايد على الطاقة من القطاع الاستهلاكي والصناعي وقطاع الأعمال على مستوى الدولة. إنّنا واثَّقون أن هذه المحطات الجديدة ستمثل حجر الزاوية للازدهار الاقتصادي في مصر خلال السنوات القادمة عبر توفير إمدادات طاقة مُستدامة”
يُشار هنا أن المحطات الجديدة لن تعمل على توفير الكهرباء لمزيد من المنازل في صعيد مصر والدلتا فقط، ولكنها ستدعم أيضاً توجه البلاد في التركيز على التصنيع ودعم قدرات المُصنعيين المصريين من خلال توفير الطاقة اللازمة للصناعات الكثيفة في استهلاك الطاقة. فعلى سبيل المثال، من المنتظر أن تُغذّي محطة البرلس منشآت ومصانع الأسمنت والغاز والبترول والبتروكيماويات بالطاقة الكهربائية، هذا فضلاً عن مشروعات البنية التحتية العملاقة التي تتم إقامتها في هذه مناطق الدلتا.
في الوقت نفسه، ستّخدم محطة العاصمة الجديدة العاصمة الإدارية الجديدة لمصر؛ وهي العاصمة التي من المنتظر أن يَقطنُها 5 ملايين مواطن، هذا إلى جانب تلبية احتياجات المشاريع ومناطق الخدمات في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس. إلى ذلك تقوم محطة بني سويف بتلبية احتياجات المواطنين والمصانع والشركات في صعيد مصر.
وأضاف جو كايسر، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة سيمنس العالمية: “إنّ اتمام مشاريعنا العملاقة في مصر في مثِل هذا الوقت القياسي لن فقط يُحدث طفرة في منظومة الطاقة في مصر ولكنه سيصُبح أيضا نموذجا يُحتذى به في بناء مشاريع البنية التحتية للطاقة في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم. إن هذه المشاريع العملاقة تُرسي أيضا معياراً جديداً في التعاون المبني على الثقة مع الأطراف المعنية من عملائنا وشركائنا بالمشروع، فإن قيادة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وفريقه لهذه المشاريع كانت استثنائية. وإننا نتطّلّع لتكرار هذا النموذج الفريد للشراكة في دول أخرى تسعى لبناء أنظمة طاقة تتسم بالاعتمادية والجدوى الاقتصادية والاستدامة”.
وتعتمد كل محطة من المحطات الثلاث في تشغيلها على ثماني من توربينات سيمنس الغازية طراز SGT5-8000 H-class، وأربعة توربينات بخارية بالإضافة إلى 12 من المولّدات وثماني من المُبادلات الحرارية و12 من المحولات Transformers إلى جانب محطة محولات لنقل الطاقة من داخل كل محطة تعمل بتكنولوجيا العزل بالغاز وبجهد 500 كيلو فولت. ومن أجل تعزيز شبكة مصر لنقل الطاقة الكهربائية، قامت سيمنس في بناء تشغيل ستة محطات محولات إضافية لنقل كميات الطاقة الضخمة التي يتم توليدها من المحطة وربطها بشبكة الكهرباء في الدولة كما قامت الشركة بتوفير التدريب التقّني والعملي لنحو 600 من المهندسين والفنيين المصريين والذين يتولوا حالياً مسئولية إدارة وتشغيل هذه المحطات وذلك لتعزيز توطين التكنولوجيا ونقل الخبرات للكوادر المصرية.
من جانبه، أوضح كريم أمين، رئيس قطاع المبيعات العالمية بإدارة الطاقة والغاز لشركة سيمنس العالمية: “اليوم نشعر بالفخر بأن تكنولوجيا سيمنس ستُساهم في توليد الطاقة بالمحطات الثلاث العملاقة بنظام الدورة المركبة وبكفاءة تزيد عن 61%، بما يضمن توفير طاقة كهربائية مستدامة يُعتمد عليها لملايين المصريين. إنّ توربينات سيمنس الغازية من طراز H-Class ستساعد مصر أيضا في توفير أكثر من مليار دولار كل عام في تكاليف الوقود من خلال تعظيم كفاءة استهلاك الوقود في المحطات المتطورة”.