استدامة الألواح الشمسية: إعادة الاستخدام والتدوير
تطرح الألواح الكهروضوئية تحدياً جرّاء عمرها الافتراضي التقليدي الذي يتراوح بين عشرين إلى ثلاثين سنة، التخلي عن هذه الألواح يؤدي الى تراكم نفايات ذات تركيبة معقدة اذ تحوي على الزجاج والألمنيوم وخلايا السيليكون والفضة والنحاس وطبقات بوليميرية لاصقة، هذه التركيبة تؤدي الى تعقيد عملية فصل واستعادة مكوناتها وتؤدي الى رفع تكلفة هذه العملية تقنيا وبيئياً.
ولذلك يتطلب الانتقال نحو نموذج مُستدام لإدارة الألواح وتبني نهجين متكاملين: الأول يقوم على إعطاء الأولوية لإعادة الاستخدام بعد إخضاع الألواح القديمة لعمليات فحص واعتماد دقيقة تُقيّم كفاءتها المتبقية بدقة وتحدد التطبيقات المناسبة لها بدلًا من التخلص منها، بينما يتمثل النهج الثاني في تطوير تقنيات تدوير متقدمة قادرة على استعادة المواد بشكل أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة. وتُعدّ إعادة الاستخدام خيارًا فعّالًا عندما تُصنّف الألواح وفق مستويات أداء واضحة مثل فئات مرتفعة الكفاءة تُستخدم في المباني السكنية، وأخرى متوسطة للمشاريع خارج الشبكة، وألواح منخفضة الكفاءة تُرسل للتدوير على أن تتم إدارة ذلك من خلال نظام تتبّع رقمي موحّد يعتمد مثلًا على رموز (QR) لتوثيق تاريخ اللوح وعمليات الصيانة، مما يوفر شفافية ويعزز ثقة المستخدمين في سوق الألواح المستعملة. تقنيًا، ظهرت حلول مبتكرة مثل تقنيات الفصل الحراري الموضعية التي تفصل الزجاج دون الإضرار بالخلايا، إضافة إلى استخدام مذيبات طبيعية لاستخلاص الطبقات البوليمرية بآثار بيئية أقل، ومبادئ "التصميم للتفكيك" التي تعتمد على مواد قابلة للفصل لتسهيل عمليات الاسترجاع في نهاية العمر؛ وكل ذلك يسهم في تقليل البصمة الكربونية للصناعة ويخفض الحاجة إلى استخراج مواد خام جديدة. وتنعكس هذه الاستراتيجيات في فوائد عملية متعددة، منها خفض نفايات الألواح وتقليل الانبعاثات، الحد من تكاليف التصنيع والنشر، توفير حلول طاقة ميسورة للمناطق النائية عبر إعادة توظيف الألواح الصالحة. كما يطرح هذا التوجّه فرص اقتصادية جديدة في مجالات التفتيش والصيانة. لتحقيق هذا التحول واقعيا، يلزم توفير معايير وانظمة لضبط واعتماد الألواح المُعاد استخدامها. يجب كذلك توفير حوافز لتشجيع تصنيع الألواح القابلة للتفكيك وتشكيل انظمة لضبط واسترجاع الألواح المُراد اعادة استخدامها. إلى جانب تعزيز التعاون بين مؤسسات البحث والقطاع الصناعي والجهات التشريعية، بحيث لا يُقاس نجاح انتشار الطاقة الشمسية بعدد الألواح المركّبة فقط، بل بقدرة المنظومة على إدارة نهاية عمرها والارتقاء بها إلى فرص مستدامة طويلة المدى.
https://www.linkedin.com/in/mohamad-a-9141ba187?utm_source=share&utm_campaign=share_via&utm_content=profile&utm_medium=android_app