قمة طاقة المستقبل 2026 تناقش تحديات الطاقة الشمسية
تنعقد القمة العالمية لطاقة المستقبل 2026، التي تنظمها شركة مصدر في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، لمناقشة مجموعة من أبرز التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه قطاع الطاقة الشمسية في ظل ما يشهده من نمو سريع.
وتنطلق القمة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أدنيك، من 13 إلى 15 يناير المقبل؛ حيث يقام مؤتمر ومعرض الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة الذي يستعرض أحدث التقنيات والاستراتيجيات الرائدة، إذ يجمع قادة الفكر وصنّاع السياسات والمبتكرين لمناقشة سبل تطوير إدارة الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبلغت استطاعة منشآت الطاقة الشمسية المركبة في عام 2024 على مستوى العالم 597 جيجاواط، لتسجل بذلك ارتفاعاً كبيراً وزيادة بنسبة 33% مقارنة بالعام السابق، ما رفع الطاقة الإنتاجية العالمية إلى أكثر من 2 تيراواط، وفقاً لأحدث تقرير حول آفاق السوق العالمية الصادر عن شركة سولار باور يوروب. ويتوقع التقرير أن تصل استطاعة منشآت الطاقة الشمسية إلى نحو 1 تيراواط سنوياً بحلول عام 2030، ما يجعلها الحل الأكثر فعالية على مستوى العالم في مواجهة التغيّر المناخي.
كما يشهد قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً لافتاً، إذ ارتفعت القدرة المستخدمة من الطاقة الشمسية بنسبة 23% في عام 2023 لتصل في ذروتها إلى 32 جيجاواط. ويشير تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025، الصادر عن جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، إلى أن تتجاوز تلك القدرة حاجز 180 جيجاواط بحلول عام 2030، وذلك نتيجة للعديد من المبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ورؤية 2030 لإمارة أبوظبي، اللتين تهدفان إلى إنتاج 75% من احتياجات الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050 و30% بحلول عام 2030.
ويشارك نيكولاس بورر، المدير العام لشركة بيور أويل، في المؤتمر ضمن جلسةٍ حول تحويل مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة إلى مصادر دخل. وستتناول جلسته كيفية تحويل فائض الإلكترونات إلى إيرادات ثابتة من خلال جهات شراء ديناميكية وقابلة للتغيير، بدءًا من مُعدّني البيتكوين ووصولاً إلى مراكز البيانات المرنة.
وأوضح بورر: "مع الارتفاع المستمر في استخدام الطاقة الشمسية لم يعد التحدي الحقيقي يتمثل في الإنتاج وحسب، بل أصبح في دمج هذه الطاقة وتوظيفها. وتمتلك المنطقة قدرة مميزة على إرساء معايير جديدة تظهر إمكانية توفير الكمية الكافية من الطاقة الشمسية لتلبية الطلب الحقيقي، مع إمكانية الاعتماد على هذا النظام ضمن نطاق واسع.
وأضاف: " تحتضن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤسسات مميزة بطموحها للابتكار المستمر، ما يمنحها القدرة على إرساء المعايير اللازمة للمرحلة المقبلة من تكامل الطاقة المتجددة. كما تساهم المنطقة في تطوير أساليب دمج الطاقة الشمسية في أنظمة الطاقة الحديثة حول العالم من خلال التركيز على المرونة وتوازن النظام مع الاستمرار بالتوسع. وتشكل هذه التطورات دليلاً على إمكانية توسيع استخدام الطاقة الشمسية، وكيف من الممكن أن يتم تكييف أنظمة الطاقة بذكاء".
منصة للابتكار التقني
تناقش القمة التحديات الحالية المرتبطة بدمج وتوظيف حلول الطاقة الشمسية، بما في ذلك عدم استقرار إمداداتها، مما يشكل ضغوطاً على شبكات الكهرباء ويؤدي إلى تقلبات في الجهد الكهربائي، واختلالات في الأنظمة، وتأخير في ربط المشاريع الجديدة. ونظراً لأن عمليات توسيع الشبكات قد تكون بطيئة ومرتفعة التكلفة، تواجه بعض الدول صعوبات في استيعاب جميع مشاريع الطاقة الشمسية قيد التطوير، ما يدفعها إلى اعتماد حلول طموحة مثل تخزين الطاقة على نطاق واسع، واللامركزية، والشبكات الذكية، والأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الاستقرار في الشبكة والكفاءة.
كما تستعرض القمة جهود الدول المختلفة لابتكار طرق جديدة لتبادل وتوزيع الطاقة عبر الحدود، حيث أصبح التواصل الإقليمي عنصراً أساسياً يضمن توفر الطاقة المتجددة بشكل مستقر، وهو ما ظهر واضحاً في جهود إسبانيا لتعزيز ربط شبكتها مع الشبكات في فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي عموماً في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي واسع النطاق الذي شهدته في أبريل الماضي.
وسيتعرف الحضور أيضاً على تأثير التحديات أمام سلاسل التوريد العالمية والتوترات الجيوسياسية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، في دفع الجهود نحو توطين تصنيع حلول الطاقة الشمسية. ويعدّ إنشاء نظام عالمي موحد وأكثر مرونة لتجارة الطاقة النظيفة أحد المحاور الرئيسية على جدول أعمال المؤتمر.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال شيام بارمر، مدير القمة العالمية لطاقة المستقبل: "تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل 2026 مجتمع الطاقة الشمسية والنظيفة في المنطقة في مكان واحد، بهدف تعزيز فرص التعاون الرامية إلى دفع عجلة نمو المرحلة التالية لقطاع الطاقة الشمسية في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال جمع شركات القطاع العام والمؤسسات الخاصة والمستثمرين ورواد الأعمال. كما يشهد العالم اليوم نمواً مستمراً في حلول الطاقة الشمسية يقابله تزايد تعقيدات أنظمة الطاقة، مما يزيد الحاجة إلى التعاون الإقليمي وتبادل المعارف والخبرات. وتتضمن فعاليات القمة إجراء حوارات مفتوحة وتقديم رؤى عملية، بهدف تمكين المشاركين من معالجة التحديات المشتركة وتعزيز سلاسل التوريد وبناء منظومات طاقة شمسية أكثر مرونة وترابطاً من شأنها الإسهام في دعم أهداف الطاقة الوطنية وتسريع رحلة تحول المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة في مجال الطاقة".
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفرد بمكانة رائدة
برزت منطقة الخليج العربي بوصفها الرائدة عالمياً في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف، والذي يعتمد على مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية لإنجاز عمليات التحليل الكهربائي. ويحظى الهيدروجين النظيف والأخضر على أهمية خاصة ضمن استراتيجيات إزالة الكربون والحياد المناخي في العديد من الدول، بما فيها دولة الإمارات وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، ما يمنح المنطقة ميزة تنافسية قوية للتفوق على أسواق مثل السوق الأوروبية، التي أدى بطء تطوير السياسات إلى تأخير التقدم في هذا المجال.
وأسهمت وفرة موارد الطاقة المتجددة في المنطقة في تعزيز قدرتها على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار تنافسية وبكميات كبيرة، حيث يمثل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، الذي تبلغ قيمته 8.4 مليار دولار أمريكي في المملكة العربية السعودية، نموذجاً رائداً يُحتذى به للمشاريع المستقبلية.
كما تحرز سلطنة عُمان تقدماً سريعاً نحو تحقيق طموحاتها في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تهدف إلى الوصول إلى المرتبة السادسة عالمياً في مجال تصدير الهيدروجين بحلول عام 2030، كما حظيت جهودها بإشادة من الوكالة الدولية للطاقة في عام 2023 بوصفها الدولة المنتجة والمصدرة الرائدة في المستقبل.
ومن جهةٍ أخرى، يشارك محمد الناطور، المدير العام لشركة إس إم إيه في الشرق الأوسط، في جلسةٍ حول التحول في تقنيات تخزين الطاقة الشمسية والبطاريات. وأشار الناطور إلى أنّ التحول في قطاع الطاقة لم يعد مجرّد رؤية مستقبلية، بل أصبح أمراً واقعاً، إذ تشكل الطاقة الشمسية محوراً أساسياً لهذا التحوّل. "يُظهر التسارع في قدرات الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوضوح أن القطاع يمر بمرحلة مفصلية. ونرى في هذه المرحلة فرصة لإعادة تعريف الطريقة التي تزود بها الطاقة مجتمعاتنا بالطاقة. ومن خلال الجمع بين التقنيات الذكية، والحلول اللامركزية، والتعاون العالمي، نمكّن شركات المرافق والمطورين من التغلب على التعقيدات، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وبناء أنظمة مرنة تدعم الأهداف الوطنية للطاقة النظيفة. وتُعد القمة العالمية لطاقة المستقبل منصة مثالية لاستعراض هذه الابتكارات والتعاون على رسم ملامح مستقبل مستدام للطاقة. وأتطلع إلى نقاشات ثرية وتبادل حيوي للأفكار".
الاحتفاء بالتميز في مجال الطاقة الشمسية
تستضيف القمة حفل جوائز جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، حيث يجتمع صناع السياسات ورواد القطاع والمستثمرون للمساهمة في رسم ملامح مستقبل الطاقة. كما تتزامن الجوائز مع الإطلاق السنوي لتقرير توقعات جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية خلال القمة، والذي يضع أجندة العام المقبل من خلال تسليط الضوء على اتجاهات السوق، والتطورات التنظيمية، وفرص النمو، بما يضمن أن يقترن تكريم الإنجازات برؤى مستقبلية وتوجهات استراتيجية تدعم تطور القطاع.
القمة العالمية لطاقة المستقبل
تواصل القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية الأكبر ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، دورها المحوري في دفع عجلة الابتكار والتعاون وريادة الفكر في قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة. ونجحت القمة، التي تستعد لانطلاق دورتها الـ18، في ترسيخ مكانتها كمنصة حيوية تسهم في تحويل السياسات إلى واقع ملموس وتعزز نمو الأعمال.
وتنعقد دورة عام 2026 من الفعالية بين 13 و15 يناير بمشاركة أكثر من 800 علامة تجارية عالمية، وتستضيف منطقة ذا جرين هاوس المخصصة للشركات الناشئة، وجناح فيوز إيه آي لتقنيات الطاقة النظيفة ضمن مركز ابتكار الهيدروجين الأخضر. ويحظى الحضور على مدى ثلاثة أيام بفرصة المشاركة في المؤتمرات التي يشرف عليها أكثر من 300 خبير في القطاع، واستكشاف تسع قاعات تستعرض أحدث المنتجات والحلول المبتكرة، إلى جانب فرص التواصل مع أكثر من 50,000 متخصص في الطاقة والاستدامة من مختلف أنحاء العالم.
لمحة حول أسبوع أبوظبي للاستدامة
أسبوع أبوظبي للاستدامة هو منصة عالمية مدعومة من دولة الإمارات وشركة مصدر الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة، تهدف إلى معالجة أبرز التحديات العالمية في مجال الاستدامة من خلال جلسات الحوار المهمة والرامية إلى تسريع وتيرة التنمية المسؤولة، وتعزيز التقدم الشامل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ونجحت الفعالية على مدى أكثر من 15 عاماً في استقطاب صناع القرار من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتعزيز أجندة الاستدامة العالمية من خلال الحوار والتعاون بين القطاعات وتقديم الحلول المؤثرة. وعلى مدار العام، تسهم الحوارات والمبادرات التي ينظمها أسبوع أبوظبي للاستدامة في تعزيز تبادل المعارف ودعم العمل الجماعي،بما يضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
لمحة حول شركة مصدر
تأسست مصدر (شركة أبوظبي لطاقة المستقبل)، الشركة الرائدة عالمياً في قطاع الطاقة النظيفة، في عام 2006. وتعمل الشركة على إحداث نقلة نوعية في أساليب إنتاج الطاقة واستهلاكها من خلال الابتكارات المتميزة والتميّز التجاري. ويشمل نشاط مصدر مجالات الاستثمار والتطوير والتشغيل في قطاع الطاقة النظيفة، وهي تدعم مشاريع الطاقة المتجددة في عدد من الأسواق والقطاعات التقنية الرئيسية، حيث تتجاوز الطاقة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها العالمية حالياً 51 جيجاواط. وتقود شركة مصدر، المملوكة لشركات طاقة وأدنوك ومبادلة، جهود توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، وتستهدف وصول الطاقة الإنتاجية لمحفظتها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.