تحليل السوق عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
حقق سعر الذهب(XAU/USD) انتعاشًا سريعًا مع تحسن جاذبية أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ليتداول السعر حالياً بالقرب من 2029 دولار. وسيتم اختبار حركة التعافي هذه من خلال أرقلم بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يناير، والتي سيتم نشرها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. فمن المتوقع أن تستقر معدلات التضخم بعد أن أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة بين 5.25٪ -5.50٪ لفترة أطول.
وسوف تؤثر بيانات التضخم بشكل كبير على توقعات أسعار الفائدة. حيث سيكون التضخم الأضعف إيجابيًا بالنسبة للذهب لأنه يزيد من احتمالية انخفاض أسعار الفائدة، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائدًا. فالفيدرالي يتراجع باستمرار عن توقعات التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة خلال عام 2024، معتقدًا أن تحقيق مستهدفه للتضخم الأساسي بنسبة 2٪ يظل بعيدًا في الوقت الحالي.
حيث بقي الطلب على العمالة في الولايات المتحدة قويا وتحسن حجم الأنشطة الاقتصادية بشكل ملحوظ على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة. لذا يرغب مسؤولوا الفيدرالي بمزيد من البيانات والأدلة لضمان استقرار الأسعار لأنه أمر بالغ الأهمية قبل بدء حملة خفض أسعار الفائدة. لذا فمن شأن بيانات التضخم الأضعف من المتوقع أن تعزز الآمال في خفض أسعار الفائدة.
وأعتقد أنه حتى مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وسط تهديدات باجتياح رفح المكتظة بالنازحين والسكان، ومواصلة الحوثيون اليمنيون مهاجمة السفن التجارية المسافرة في البحر الأحمر والمتصلة بالولايات المتحدة وبريطانيا، وعدم اليقين الجيوسياسي المسيطر على الأسواق سيبقى المحفز الرئيسي لنطاق الأسعار هو بيانات التضخم الأمريكية لشهر يناير.
في الوقت الذي يرى فيه المتداولون والمستثمرون فرصة بنسبة 48% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مما سيؤدي إلى وضع أسعار الفائدة في نطاق 5.00%-5.25% في اجتماع السياسة النقدية في مايو.وخلال هذا الأسبوع، أتوقع أن تبقى التقلبات مرتفعة حيث سيصدر مكتب الإحصاء الأمريكي أرقام بيانات مبيعات التجزئة لشهر يناير، والتي ستوضح حجم إنفاق المستهلكين. مما سيظهر مدى الابتعاد عن الركود وسط تراجع التضخم.
خاصة وأن الأسواق المالية في الصين مغلقة هذا الأسبوع بمناسبة عطلة السنة القمرية الجديدة. حيث انخفض التضخم في الصين بنسبة 0.8% على أساس سنوي في يناير ، وهو أكبر انخفاض منذ 15 عاماً. وهذا يزيد احتمال الانكماش في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومع ذلك، قد يكون الاتجاه الهبوطي للذهب محدودًا بسبب إجراءات التحفيز الإضافية التي اتخذتها السلطات الصينية لتعزيز السوق.
ويمكنني القول أنه في حال حدثت مفاجأة صعودية في أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي سيستمر الخطاب المتشدد لبنك الاحتياطي الفيدرالي، مما سيؤدي إلى موجة بيع جديدة في سعر الذهب. أما إذا جاءت أضعف من المتوقع فيمكن أن تدعم توقعات خفض سعر الفائدة في وقت مبكر من العام الحالي وتثير ارتفاعًا ملحوظاً في سعر الذهب، لذا يجب اتخاذ الحيطة والحذر كلما اقترب موعد اعلان ارقام البيانات الاقتصادية.