أسلوب العمل الذي على المؤسسات اعتماده في زمن انتشار الأوبئة
نشرت شركة سيلزفورس دراستها البحثية الأولى تحت عنوان “النشرة الدورية لأصحاب العمل: مستقبل العمل اليوم وغداً”، وهي عبارة عن نظرة متعمقة قائمة على بيانات مجمعة حول كيفية تأثير جائحة كورونا على مواقف الناس، وآرائهم حول بيئات العمل الحالية، وتصوراتهم حول بيئة العمل المستقبلية.
وأظهرت الدراسة البحثية أن الناس يتوقعون تغييراً إيجابياً طويل الأمد من قبل أصحاب العمل، كما وفرت البيانات الواردة مجموعة من المعلومات والرؤى حول السبب وراء حاجة المؤسسات إلى إعادة تصور كل جانب من جوانب عملياتها، بغية الحفاظ على سير العمل والتأثير إيجاباً على المجتمع ككل.
وفي هذا السياق قال براين سوليس، مدير قسم الابتكار العالمي لدى شركة سيلزفورس: “التغيير هو من الأمور الصعبة لأنه يرتبط بالطبيعة البشرية بشكل مباشر. يجب علينا الآن، وأكثر من أي وقت مضى، تمكين الناس ليصبحوا أكثر قدرة على التكيف وأكثر انفتاحاً على التعاون والقيام بأشياء جديدة. هناك طلب أكبر على المهارات الشخصية، ويمكننا بالطبع استخدام تكنولوجيا المعلومات للمضي قدماً في عملية التغيير الهادف”.
العمل من أي مكان هو المعيار الجديد اليوم، إلّا أن هناك حاجة لقدرات وصول أكبر لتكنولوجيا المعلومات
تحول التركيز اليوم على تعزيز التفاعل والتجارب القائمة على التقنيات الرقمية في المقام الأول، كما بات العمل عند بُعد أمراً شائعاً في كافة أنحاء العالم. ويتوقع 60% من المشاركين في الدراسة أن يصبح العمل من المنزل هو القاعدة الأساسية الجديدة. ويقول أكثر من ثلث الموظفين الذين يعملون في أماكن عملهم في مختلف أنحاء العالم أنهم لا يمتلكون التكنولوجيا اللازمة للعمل بفعالية من أي مكان بدلاً من الذهاب لمكان العمل.
ويدرك الموظفون أنهم بحاجة إلى التكيف مع التوجه الجديد، ويتوقعون من الشركات إعطاء الأولوية لعمليات الدعم عند إعادة تشكيل المهارات.
نظراً لتحول طرق العمل الجديدة لتصبح المعيار الجديد لبيئات العمل في المستقبل القريب، فإن تركيز الموظف بات ينصب بشكل أكبر على جهود التطوير الشخصي، حيث يعتقد 65% من الموظفين في الواقع أن تنمية القوى العاملة يجب أن تصبح أولوية قصوى بالنسبة للشركات، ويقول 70% منهم أن تكنولوجيا المعلومات يجب أن تلعب دوراً رئيسياً في ذلك.
وباتت القوى العاملة اليوم تركز بشكل أكبر ومتجدد على إعادة تشكيل مهاراتهم. حيث يقول 50% من المشاركين إنهم باتوا مهتمين بشكل أكبر بعمليات التعلم والتدريب عبر شبكة الإنترنت منذ بداية جائحة كورونا. كما أصبح الموظفون ينظرون بشكل أكبر بعين الاهتمام بالمهارات الجديدة التي باتت تشكل قيمة أكبر بالنسبة لهم، حيث أشار المشاركون إلى أن القدرة على التكيف (95%) والتعاون (93%) ستشكل المهارات الأكثر أهمية خلال الأشهر الستة المقبلة.
سلامة الموظفين وراحتهم في بيئة العمل هي أمور بالغة الأهمية
يعتقد الناس بشكل متزايد أن على الشركات المساعدة في معالجة القضايا الاجتماعية الحرجة، حيث أشار 61% من المشاركين إلى أنه يجب على الشركات العمل على التخلص من قضية عدم المساواة العالمية، وجعل هذه المهمة إحدى أولوياتها. وخلال انتشار جائحة كورونا الحالية، يعتقد حوالي أربعة من كل خمسة من المشاركين (79%) أن السلامة في مكان العمل يجب أن تصبح أولوية قصوى بالنسبة للشركات.
الشركات تمتلك القدرة على أن تصبح منصة للتغيير
يظهر 60% من المشاركين ثقتهم في قدرة الشركات على بناء مستقبل أفضل للأجيال الشابة، وهم يعتمدون على هذه الشركات للقيام بذلك. بينما أشار نصف المشاركين 52% إلى أنه من الأهمية بمكان أن تساهم شركاتهم بمبادرات للخدمة المجتمعية. ولن تكون الشركات، التي تتخذ من الإيمان بتوفير القيمة منطلقاً لسياساتها، قادرة على البقاء خلال الجائحة فحسب، بل سوف تزدهر بعد اختفائها أيضاً.