أهمية ’المستثمر الاستراتيجي‘ مقارنة بـ ’المستثمر العادي‘
بحسب شركة “فروست آند سوليفان”، يُعتبر استقطاب المستثمرين الاستراتيجيين عاملاً أساسياً لنمو الشركات المتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
شهدت منطقة الشرق الأوسط نمواً هائلاً وقدراً كبيراً من التحديات في السنوات العشر الماضية. وقد عمل الكثير من الشركات على استغلال موجة النمو من اجل مضاعفة تطوير أعمالها. في الوقت عينه، واجهت شركات أخرى بعض الصعوبات، إما بسبب مقاومتها للتغيير أو بسبب التحديات الاقتصادية التي شهدتها الأسواق. تزامناً، استفادت بعض الشركات المتخصّصة من ظروف السوق المتغيّرة والتحوّلات السريعة في مجال التكنولوجيا وقامت بتطوير منتجات وخدمات فريدة تلبي احتياجات عملائها المحددة.
تعدّ الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المهنية والإعلام والترفيه والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة والمرافق العامة والتعليم بعضاً من القطاعات الأساسية التي تحتل الصدارة في مجال الابتكار؛ وهناك الكثير من الشركات المتخصّصة التي تقدم منتجات وخدمات تلبي الاحتياجات المحددة لهذه القطاعات. ويقع الكثير من هذه الشركات في فئة الشركات الصغيرة الى المتوسطة. وفي أغلب الحالات، تطمح هذه الشركات لتسريع نمو أعمالها بشكل كبير وفي وقت سريع. لكن، وعلى الرغم من امتلاك هذه الشركات للمهارات المناسبة والأفكار المبدعة والقابلة للتطبيق والإمكانيات المناسبة، غالباً ما يشكّل النقص في رأس المال عائقاً أمام تطورها. نظراً إلى حجمها ونطاقها، فإن الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة غالباً ما تكون غير معروفة بشكل كافٍ في أوساط المستثمرين المحترفين، وينتهي بها الأمر احياناً إلى تأمين التمويل من المستثمرين الفرديين أو من المعارف المقربين، بمعدل فائدة أعلى بكثير
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال سوراب فيرما ، رئيس تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “فروست آند سوليفان”: “تحتاج منظومة المستثمرين الضروريين لنمو قطاع الشركات المتوسطة الى عدد من المستثمرين الملائكة لتقديم التمويل الأولي، بالإضافة إلى مشغلي الأسهم الخاصة وأصحاب رؤوس الأموال المغامرين. وينشط هؤلاء جميعاً بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد شهدنا ما يكفي من الحركة في هذا المجال في السنوات القليلة الماضية. لكن يتعين على الشركات التي تتطلع الى كسب التمويل إلى وضع مقاربة منظّمة لتحديد المستثمرين المحتملين واستقطابهم.” وأضاف: “تتطلب هذه العملية، على الرغم من بساطتها، الى بعض المهارات المتخصّصة بهدف إعداد ’مذكرة معلومات‘ مقنعة وجذابة وتحديد المستثمرين المحتملين الذين لا يقتصر الهدف من وجودهم على الحصول على حصة في الشركة، بل الذين يكونون موجودين بصفة ’مستثمرين استراتيجيين‘، يدعمون النمو طويل الأجل للشركة.”
وفي حين أن الفرص المؤاتية لابتكار المنتجات والخدمات متوافرة بشكل كبير؛ إلا أن الأمر يستغرق قدراً كبيراً من الوقت والاستثمار المالي. فالوقت الضروري لتطوير منتجات وخدمات جديدة أمر لا بدّ منه، ويمكن تسريعه جزئياً من خلال عملية إدارة فعالة للبرامج وغيرها من الدعم الإضافي. ومع ذلك ، تشكّل شروط الاستثمار المالي تحدياً رئيسياً لمعظم الشركات.
توجد أمثلة كثيرة على قيام الشركات ببناء حلول مبتكرة قائمة على التكنولوجيا الناشئةـ مثل انترنت الأشياء، وانترنت الاشياء الصناعية، والذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات وتكنولوجيا التعاملات الرقمية “بلوك تشاين”، والطائرات من دون طيار وغيرها من المجالات الأخرى. كذلك، يتوفر العديد من فرص الابتكار في مجالات التكنولوجيا هذه في قطاعات أخرى مثل السيارات والنقل والمرافق والخدمات العامة والخدمات المصرفية والمالية وتجارة التجزئة وغيرها. ويحتاج تطوير حالات الاستخدام في هذه المجالات إلى مجموعة من المهارات المتخصصة، أي الى الموارد البشرية التي تتمتع بالعقل والمهارات المبتكرة، والتي يُتفق أن الحصول عليها مكلف للغاية. وهذا بدوره يرتبط بالقدرة الاستثمارية للشركات المتوسطة.