خبراء الاستثمار لدى هولبورن للأصول يؤكدون استعادة سوق العقارات في دبي عافيته وجذبه للمستثمرين في أعقاب موجة الهبوط الحادة في قيمة العقارات
– هولبورن للأصول ترى فرصاً كبيرة للمستثمرين الذين يرغبون بإضافة دبي إلى محفظة استثماراتهم العقارية
– يزداد الاهتمام في مناطق المدينة الرئيسية مع توجه المشتري للحصول على المزيد من القيمة مقابل أموالهم
كشفت نتائج دراسة استطلاعية حديثة أجرتها مؤخراً “هولبورن للأصول”، شركة الاستشارات المالية المستقلة التي يقع مقرها في دبي، أن الوقت أصبح مناسباً للاستثمار في قطاع العقارات بدبي بعد سنوات من اضطراب حركة الاستثمارات في سوق العقارات وتعرض أسعار الإيجارات للكثير من التعديلات.
وبحسب تقييم الخبراء الماليين لدى هولبورن للأصول، تسلطت عوامل كالمجازفة والتضخم على المشهد العقاري في الإمارة لفترة من الزمن، مما أدى إلى إعادة تقييم السوق لعدة مرات في الآونة الأخيرة. وبالتالي انعكس هذا التغير في قيم العقارات السكنية على قرارات المستثمرين وأصحاب العقارات، مما أدى إلى ارتفاع مستويات الحذر في السوق جراء المستويات المنخفضة للطلب، وقد يفسر بعضهم هذا الحذر كطريقة واقعية للتعامل مع السوق حالياً في هذا القطاع.
وترى جوان فيليب، المدير التنفيذي لقسم القروض العقارية لدى شركة هولبورن للأصول أن هنالك العديد من العوامل التي ساهمت بدورها في إعادة تشكيل مشهد سوق العقارات في دبي، مثل فائض الوحدات السكنية المعروضة إلى جانب انخفاض أسعار الإيجارات والهبوط في القيمة.
وفي تعليق لها حول تطور المشهد العقاري في المنطقة قالت جوان: “ترتكز السوق العقارية حالياً في الإمارات على التحليلات الدقيقة لتكون أساساً متيناً لفهم السوق، وتحل محل التنبؤات السابقة والتي كانت تشير إلى النمو المستمر في هذه القطاع بشكل تلقائي. ويأتي هذا الاستبدال في التحليلات العقارية، نتيجة إدراك أصحاب العقارات لظروف السوق المتقلبة، وخصوصاً في أعقاب انفجار الفقاعة الاقتصادية الكبيرة التي تركت أثرها في السوق بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.”
وأضافت: ” تظهر العديد من علامات الاستقرار مؤخراً مع ميول السوق العقاري للنضج عند اتخاذ القرارات الاستثمارية في هذا القطاع، وبالتالي يعود المستثمرون الذين يسعون إلى تحقيق عوائد مادية ونمو مستدام على المدى البعيد، دون الاكتراث للعقبات الصغيرة التي قد تعترض طريقهم.”
وتابعت: “بالطبع لا يوجد مفر من التعرض لبعض العراقيل في السوق العقاري. فقد كان عام 2017 بمثابة فترة اختبار للمستثمرين في قطاع العقارات، وشهدت ظهور عدة تحديات مختلفة من بينها هبوط عام بنسبة 12% في أسعار الإيجارات، وانخفاض بنسبة 4% في قيمة العقارات التابعة للعلامات التجارية الرائدة، بالإضافة إلى تراجع قيمة المناطق الفاخرة مثل دبي مارينا وداون تاون دبي بنسبة 20%.”
وأضافت: “وبينما يمكننا ترجمة هذه التحديات على أنها بمثابة تحذير، مازلنا نرى مؤشرات تدل على أن سوق دبي العقاري يقدم للمستثمرين الكثير من الفرص المغرية. لكن وكما هو الحال مع القطاع السكني، يظل الحذر سيد الموقف في سوق المكاتب.”
وتؤكد جوان وفريق الاستشاريين لدى هولبورن للأصول أن هذا النوع من الضغوط ينقسم إلى سببين رئيسيين، الأول يشير إلى أن الانخفاض في الأسعار على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية قد أدى إلى جعل السوق أكثر مرونة وقابلية للاستثمار، والسبب الرئيسي الثاني وهو الأهم، يعود نتيجة عدم فرض الضرائب في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالمكاسب الرأسمالية وارتفاع قيمة العقارات والمرتبات الشهرية وعوائد الإيجار، مما يضمن إمكانية تحقيق مكاسب مادية ضخمة في الاستثمارات العقارية.
وأردفت جوان: “نتوقع أن يكون أداء المشهد العقاري في بعض المناطق بدبي جيداً، ومن بين هذه المناطق قرية جميرا سيركل، ودبي الجنوب. فقد سجلت هاتين المنطقتين أعلى نسبة لشراء العقارات بناءً على المخطط في العام الماضي، ونجحت بتوفير استثمار يدمج بين إمكانية النمو مع تحقيق عائدات مضمونة.”
“ويجب على المناطق الأخرى أن تولي اهتماماً أكبر لتحسين مستوى أدائها مثل منطقة ديسكفري جاردنز والمدينة العالمية وجبل علي وميناء خور دبي. فقد شهدت المدينة المستدامة والمدينة الرياضية في الآونة الأخيرة ارتفاعاً بمعدل الطلب، مما يشير إلى أن المشترين على استعداد للبحث عن مناطق سكنية تقع بعيداً عن المدينة للحصول على قيمة جيدة مقابل التكلفة.”
وأضافت: “وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما سمعناه من توقعات حول ارتفاع معدل المعروض في السوق العقاري مع حلول “إكسبو 2020″ باعتباره يحمل في جعبته أكثر من 120 ألف عقار جديد، ليست دقيقة، لأن هناك احتمال قوي بتسليم بعض المشاريع على عدة مراحل أو قد يختلف تاريخ تسليمها عن موعدها المحدد. وبالتالي، من غير المرجح أن يصيب سوق العقارات أي اضطراب نتيجة حدوث فائض في المعروض على الأقل لفترة من الزمن. وهذا ما يؤكد أن الوقت أصبح مناسباً جداً لمن يتردد في الشراء أو يريد القيام بالخطوة الأولى في الاستثمار العقاري.”