اطلاق برنامجين لدعم ريادة الأعمال خلال 2024
رام الله-أخبار المال والأعمال- قال رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين هاشم الشوا، إن البنك سيطلق برنامجي “SAFE Palestine” و”RISE Palestine” خلال العام الحالي 2024، في إطار جهوده لتعزيز البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في فلسطين.
وقال الشوا في رسالة لمساهمي بنك فلسطين وشركائه بمناسبة العام الجديد، “في الوقت الذي نُعدّ فيه رسالتنا إليكم بمناسبة العام الجديد 2024، لنعبّر لكم عن تمنياتنا بالخير والمسرات؛ فإن قلوبنا وعقولنا تتوجه إلى أسرة البنك الصامدة وإلى أهلنا في قطاع غزة، والمتضررين من الحرب الضروس المتواصلة، فقد ثابروا برغم الآلام، وأظهروا التزاماً ثابتاً ومستمراً تجاه عملائنا ومجتمعنا”.
وأضاف: “وقد أظهر موظفونا شجاعة استثنائية، لضمان استمرار خدماتنا الأساسية لعملائنا وسط ظروف محفوفة بالمخاطر، فقاموا بفتح أبواب الفروع خلال الهدنة الإنسانية وتقديم خدماتنا لأبناء شعبنا ومجتمعنا، وتعبئة ونقل النقد إلى الصرافات الآلية، ليظل بنك فلسطين البنك الوحيد الذي تمكن من الاستمرار في تقديم خدماته خلال الحرب”.
وتابع الشوا: “كما نود الإشادة بدور زملائنا وزميلاتنا في الضفة الغربية، الذين رغم تضاعف مهامهم بسبب تعطل عملياتنا في غزة؛ برهنوا على انتمائهم وولائهم، وتمتعهم بروح الزمالة والفريق الواحد”.
وعلى صعيد العمليات والإنجازات التي تم تحقيقها في عام 2023، وضمن استراتيجية البنك للاستدامة، قال الشوا إن الخطة الخمسية والتي تركّزت على التحول الرقمي، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والعملاء الأفراد، وتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية التي تستهدف كلاً من الشركات الصغيرة والشركات التي لا تمتلك حسابات بنكية، ومواصلة تركيز السعي للتوسع الإقليمي في دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق؛ كفيلة بتعزيز قدرة البنك على التعافي من الأزمات والاستمرار في تنمية أعماله وجذب الاستثمارات.
وذكر أن جزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية تمثل في الاهتمام بتنمية مواهب الموظفين والموظفات.
وأشار الشوا إلى أن مشاركة البنك في مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ “ساهمت في ترسيخ التزامنا بالمعايير الدولية وبمبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسساتية (ESG) داخلياً وخارجياً”.
وأضاف: “جاءت هذه المشاركة لتوطيد شراكاتنا الدولية والإقليمية مع مؤسسات التنمية الدولية لتعزيز البرامج التنموية الخاصة بإقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة واستمرار الشمول المالي وتعزيز كفاية رأس المال”.
من جانب آخر، قال الشوا: “وسط الأحداث المأساوية التي يعيشها أهلنا في القطاع، فقد أولت خطتنا لإدارة الأزمات أهمية كبرى لضمان سلامة الموظفين وخدمة العملاء ودعم مجتمعنا، حيث عمل البنك على تقديم المساندة الكاملة بما يشمل المساعدات المالية والعينية لموظفي البنك وعائلاتهم”.
وأضاف: “قدم البنك تبرعات بمبلغ مليون دولار أمريكي حتى الآن للمنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية، ليستفيد منها أكثر من 250,000 شخص متضرر من الحرب”.
وتابع الشوا: “بالإضافة إلى جهود الإغاثة، يتطلع البنك إلى دور فعال في تعزيز التعافي الاقتصادي وخاصة لشريحة الرياديين والشركات الناشئة عبر تفعيل مبادرات يقودها صندوق ابتكار وحاضنة إنترسكت للأعمال، لتعكس هذه المساهمات إيمان البنك ورسالته الإنسانية تجاه مجتمعه، ورؤيته نحو تقديم حلول التكنولوجيا المالية المبتكرة للحفاظ على البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في فلسطين. وستتوج هذه الجهود بإطلاق برنامجي SAFE Palestine وRISE Palestine خلال العام 2024.
أما بخصوص الشراكات الدولية؛ فقال الشوا إن عام 2023 شهد مزيداً من الشراكات مع بنوك تنموية دولية، وذلك لتعزيز كفاية رأس مال البنك، وتوفير السيولة واحتياجات فنية أخرى.
ولفت إلى التوقيع على اتفاقية مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا|JICA) لاستثمار مبلغ 30 مليون دولار أمريكي، في الشريحة الأولى الإضافية من قاعدة رأس مال بنك فلسطين، حيث يُعدّ هذا الاستثمار الأول من نوعه الذي تنفذه “جايكا” على مستوى فلسطين والعالم.
بالإضافة إلى تجديد اتفاقية ARIZ بمبلغ إضافي قدره 20 مليون دولار أمريكي، لضمان المحفظة الائتمانية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من قِبل Proparco، الذراع الاستثماري لوكالة التنمية الفرنسية AFD، بالإضافة إلى تعزيز الدعم الفني في مجال الشمول المالي الرقمي. وإنجاز اتفاقية قرض مساند بقيمة 30 مليون دولار أمريكي مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت لدعم المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وفيما يخص الأداء المالي؛ قال الشوا إن بنك فلسطين يتمتع بمرونة عالية لتحقيق الاستدامة المالية عبر اتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية، حيث رفع قيمة المخصصات الائتمانية، وعزّز تعاونه مع الشركاء الدوليين لضمان قدرته على مواجهة التحديات المستقبلية، إضافة إلى وضع خطط الطوارئ، وإجراء اختبارات الجهد بما يشمل افتراض أسوأ السيناريوهات.
وأضاف: “قبل وقوع الأزمة الحالية، كان البنك قد حقق نتائج مالية متميزة بارتفاع صافي الأرباح بنسبة 35%، وذلك قبل احتساب مخصصات انخفاض المحفظة الائتمانية في الربع الثالث من العام 2023”.
وأكد على قدرة البنك على تحمّل صدمات الحرب، متمتعاً بسيولة كافية، حيث نجح في اجتياز العديد من سيناريوهات اختبارات الجهد التي تم إجراؤها منذ بداية هذه الحرب. وبلغت نسبة تغطية السيولة لديه مع نهاية الربع الثالث 373%، وبلغت نسبة كفاية رأس المال 16.10%.
وأوضح أن البنك اتخذ إجراءات احترازية وقام بزيادة مخصصات الخسائر الائتمانية المتوقعة بنسبة 240% في الربع الثالث لاستبعاد أي خسائر ناتجة عن الحرب وبهدف الحصول على نسبة تغطية عالية للمخصصات.
وقال الشوا: “بينما ننخرط في تعزيز علاقتنا مع المؤسسات التنموية الدولية، يظل تركيزنا منصباً على التعافي الاقتصادي، وتعزيز القدرة على الصمود، والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب. إننا ندرك حجم الألم، ولكننا نقف بثبات ملتزمين بتعزيز حقوق المساهمين، وخدمة مجتمعنا خلال هذه الأوقات الصعبة غير المسبوقة”.
وختم الشوا رسالته للمساهمين والشركاء بالقول: “أود أن أعرب لكم عن خالص امتناني لدعمكم وثقتكم التي لا تتزعزع. وأؤكد لكم أننا سنتجاوز معاً كل التحديات وسنحقق الأهداف، يحدونا الأمل نحو مستقبل مشرق نساهم خلاله في التعافي وإعادة الإعمار. أقدر ثقتكم، وأتمنى للجميع عامَ خيرٍ يشهد نهاية هذه الكربة التي يمر بها شعبنا”.