English / العربية / Français

English / العربية / Français

افتتاح أول مزرعة تجارية عمودية داخلية في الشرق الأوسط

افتتاح أول مزرعة تجارية عمودية داخلية في الشرق الأوسط

شهدت الكويت افتتاح أول مزرعة تجارية عمودية داخلية في الشرق الأوسط، ضمن مشروع مشترك بين شركة “نوكس مانجمنت” الكويتية، وثلاث شركات هندسية وتقنية ألمانية: “آند إڤر”، و”إس إيه بي”، و”ڤيزمان”.

وأصبح بوسع الكويت، التي كانت تعتمد في السابق على الواردات الأوروبية والأجنبية لتلبية احتياجات سوقها من معظم الخضروات الورقية والأعشاب، أن تنتج محليًا ما يصل إلى 250 نوعًا من هذه المنتجات الزراعية باستخدام تقنية Dryponics للزراعة دون تربة. وتصل المساحة الزراعية في هذه المزرعة الداخلية المغلقة إلى نحو 3,000 متر مربع، وتتمتع بقدرة إنتاجية يومية تبلغ 550 كغم من خضروات السلطة والأعشاب وأنواع الجرجير.

وتنتج المزرعة ضمن بيئة مغلقة محاصيل عالية الجودة ومستدامة، ما يزيد من جودتها الغذائية ويقلّل من تأثيرها على البيئة. وتستخدم طريقة الزراعة الرأسية المتطورة مياه أقل بنسبة 90 بالمئة مقارنة بالزراعة التقليدية، وأسمدة أقلّ بنسبة 60 بالمئة، في حين لا تُستخدم فيها أية مبيدات حشرية. وتكفل التقنية العالية المستخدمة في هذه الزراعة حفظ القيمة الغذائية للمنتجات حتى وصولها إلى المستهلكين، بفضل نموذج مستدام يقوم على إتاحة المنتجات مباشرة من المزرعة إلى المائدة.

وقال فيصل المشعل ررئيس ادارة الأسترتيجية وتطوير الأعمال لشركة “نوكس مانجمنت”، إن مطاعم الكويت كانت في السابق تستورد أغلب الخضروات الورقية والأعشاب، من أوروبا في الأساس، وأضاف: “تمكّن شراكتنا مع “آند إڤر”، و”إس إيه بي” في هذه المزرعة الداخلية من إقامة سلسلة توريد زراعي محلية من شأنها أن توفّر في التكاليف والخدمات اللوجستية، وتقلّل النفايات، وتقدّم طريقة زراعية أكثر رفقًا بالبيئة، وهي كفيلة بإثراء تجارب العملاء وتزويدهم بمنتجات أكثر نضارة ولذّة”.

ويساهم هذا التبادل المعرفي في تعزيز العلاقات التجارية بين ألمانيا والكويت، حيث تبلغ التجارة الثنائية بين البلدين 1.3 مليار يورو، في حين يستثمر القطاع الخاص الألماني 14.6 مليار يورو في الكويت، وفقًا لوزارة الخارجية الألمانية.

وبهذه المناسبة، أكّد سعادة ستيفان موبس، سفير ألمانيا الاتحادية لدى دولة الكويت، متانة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين واصفًا الشراكة بينهما بالقوية. كما أعرب السفير خلال مشاركته في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت نظّمه مجلس الأعمال الألماني في الكويت لتسليط الضوء على النجاح الذي حققته المزرعة عن ترحيبه بالفكرة التجارية المبتكرة التي وضعتها الشركة الألمانية “آند إڤر” في الكويت، مشيرًا إلى أن كلا البلدين يسعى من خلال التعاون إلى إيجاد طرق جديدة، لا سيما خلال الظروف الصعبة الراهنة التي يمرّ بها العالم.

الاعتماد على عمالقة الهندسة الألمانية

دخلت المزرعة في شراكة مع شركة “ڤيزمان لحلول التبريد” لتطوير غرف مناخية عالية الكفاءة يتم استخدامها للزراعة العمودية الداخلية. وتتسم التقنية بكونها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 40 بالمئة من أنظمة الزراعة العمودية الداخلية الأخرى، وتحديدًا ما يتعلّق منها باستخدام الطاقة لضبط البيئة المناخية للمزرعة.

وأسست شركة “آند إڤر” نظام التشغيل الخاص بالمزرعة، “آند إڤر كلاود”، باستخدام منصة تطبيقات الأعمال “هانا” للحوسبة داخل الذاكرة من “إس إيه بي”، ومنصة “إس إيه بي” السحابية. ويمكن للقائمين على المزرعة مراقبة مئات نقاط البيانات المتعلقة بصحة المزروعات وتدفق الهواء والضوء ومستويات ثاني أكسيد الكربون والرطوبة ودرجة الحرارة، مراقبة فورية، وتحليلها وتعديلها لحظة بلحظة.

وقال آندي فروميل، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي” الكويت، إن التقنية هي الأساس التي يمكن البناء عليه لإحداث التحوّل في تجارب العملاء في مجالات المطاعم والإنتاج الزراعي في الكويت، في إطار المساعي الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي المتنوع والزراعة المستدامة في بلدان المنطقة وحول العالم، وأضاف: “يدعم التحوّل الرقمي للقطاع الزراعي في الكويت أهداف رؤية “كويت جديدة 2035″، كما يساعد على تعزيز اقتصاد الابتكار المحلي وخلق فرص العمل”.

“آند إڤر” تستعد للتوسع عالميًا

باتت شركة “آند إڤر” مهيّأة لتوسيع نطاق عملياتها بسرعة على الصعيد العالمي، بناء على القدرات التي يحظى بها أهمّ شركائها العالميين في توظيف الحلول وتنفيذها. وقال مارك كورزيليوس مؤسس الشركة، إن رؤيتها تتمثل في تقديم “خضروات ورقية أفضل مذاقًا وأعلى قيمة غذائية لعدد متزايد من المستهلكين”، في حين رأى رئيسها التنفيذي د. هينر شوارتز أن “لدينا مجموعة مهمة من الفرص الواعدة حول العالم، والتي نأمل في أن تسمح الظروف بإطلاقها في أقرب وقت ممكن”.

ومن الجدير بالذكر أن مجلس الأعمال الألماني في الكويت هو منصة أعمال مؤسسة غير ربحية تأسست في العام 2005، وتهدف إلى تعزيز وتطوير العلاقات بين الأفراد والشركات الناطقة بالألمانية في الكويت مع نظرائها من بلدان المنطقة.

spot_img
spot_img

Latest articles

Related articles

spot_img