التقنيات الحديثة ستعزز الشراكات والاندماج بين البشر والآلات خلال 2018
توقع معهد بحثي أن تعزز التقنيات الناشئة حديثاً، مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والتطورات الحاصلة في مجالات إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، الحراك الحاصل في مجال الاندماج والشراكات بين البشر والآلات، وأن يدخل الطرفان الحقبة الجديدة من علاقات الشراكة ويعملان عن كثب من الآن وحتى العام 2030 لتغيير حياتنا.
وأوضح محمد أمين النائب الأول لرئيس شركة دل إي إم سي الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أن هذا الأمر بدا جليا حالياً في سياراتنا وبيوتنا وشركاتنا ومعاملاتنا المصرفية المتصلة بالإنترنت، كما يغيّر حتى طريقة إدارة المزارعين لمحاصيلهم ومواشيهم.
وقال أمين إنه وفقاً لشركائنا في معهد المستقبل The Institute for the Future للأبحاث، بشأن التوقعات التكنولوجية للعام 2018، فإن الذكاء الاصطناعي سيتولى تنفيذ “مهمات التفكير” بسرعة خلال السنوات القادمة، ما يقلل من الوقت المستغرق لمناقشة الابتكارات الجديدة والتخطيط لها، كما سينهي الذكاء الاصطناعي الاختناقات في سير العمل وسيحرر الموظفين ليجعلهم أقدر على اتخاذ القرارات والتحرك بسرعة، وهم مطمئنون إلى أن الأفكار الرائعة سوف تمضي في طريقها لترى النور.
وبخصوص توقعات ترسيخ ذكاء الأشياء، فإنه ابتداءً من العام 2018، ستكون هناك خطوات عملاقة في ترسيخ ذكاء شبه فوري في المدن والشركات والبيوت والمركبات المحسنة بتقنيات إنترنت الأشياء، ومع انخفاض سعر قوة المعالجة، واقتراب سعر عقدة الربط من صفر دولار، سيكون هناك قريباً 100 مليار جهاز متصل بالإنترنت، وسيبلغ هذا الرقم بعدها تريليون جهاز، ومع الحجم الهائل لكل هذه البيانات مقروناً بقوة المعالجة والذكاء الاصطناعي سوف تتمكن الآلات من تنسيق مواردنا المادية والبشرية، وسوف نتطور إلى “ناقلين رقميين” للتقنيات والبيئة المحيطة بنا، كما ستعمل التقنية كامتداد لأنفسنا، وسيصبح كل شيء ذكياً لنتمكن من نعيش حياة أذكى.
وبشأن توقعات أجهزة الواقع المعزز قال أمين، إنه لن يمر وقت طويل حتى تُطمس الخطوط الفاصلة بين الحياة “الواقعية” والواقع المعزز، حيث أصبحت قابلية استعمال الواقع المعزز مثبتة تجارياً، فالفِرق المؤلفة من عُمال البناء والمصممين المعماريين والمهندسين تستخدم معدات الواقع المعزز لوضع التصورات الخاصة بالمشاريع الجديدة، وتنسيق الجهود بالاعتماد على نظرة واحدة للمشروع، وتدريب عمال على رأس عملهم للقيام بمهمة ما عندما لا يقدر الفني المختص على الحضور إلى الموقع ذات يوم.
وبين أمين أن مؤشر دل تكنولوجيز للتحول الرقمي يُظهر أن 45 % من القادة في الشركات المتوسطة إلى كبيرة الحجم يرون أن شركاتهم قد تصبح “قديمة الطراز” خلال 5 أعوام، فيما يرى 78 % منهم في الشركات الناشئة خطراً وجودياً، لذا فإن وضع تجربة الزبائن في المقام الأول لم يكن أكثر أهمية مما هو الآن، مشيراً إلى أنه خلال العام المقبل ستتمكن الشركات من فهم احتياجات الزبائن وخدمتهم عندما يحتاجون إلى تلك الخدمة أو حتى قبل ذلك، وسيعمل البشر مع وكلاء خدمة افتراضيين أذكياء كفريق واحد، عوضاً عن ترك الزبائن يتواصلون مع برمجيات روبوتية من الجيل الأول ويتلقون رسائل محددة.
وأشار إلى أنه خلال العقد المقبل، ستساعد التقنيات الناشئة، مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، الناس في العثور على المعلومات ومعالجتها من دون تدخل عاطفي أو تحيّز خارجي، مع تمكينهم من إطلاق الأحكام متى كان ذلك ملائماً.
وعن التوقعات الإعلام والترفيه، توقع أمين أن يبلغا آفاقاً جديدة مع الرياضات الإلكترونية، ففي العام 2018، سنرى أعداداً متزايدة من اللاعبين جالسين وراء شاشات أو مرتدين معدات واقع افتراضي، ليتنافسوا في عالم حاسوبي عالي الدقة والوضوح، ومن المنتظر أن تصبح الرياضات الإلكترونية توجهاً سائداً مع دخول الملايين من اللاعبين والمتفرجين إلى هذا العالم، مشيراً إلى أن ظاهرة الرياضات الإلكترونية تشير إلى توجّه أوسع، يتمثل تحديداً بالتوجه نحو رقمنة أنشطة “بشرية بطبيعتها” مثل الرياضة، حيث وسّعت التقنية مبدأ الرياضة ليشمل الكثير من الأشياء، إذ لم يعد من الضروري وجود بنية جسدية محددة لممارسة لعبة ما، فإذا وجدت عندك السرعة في ردود الفعل ومهارات القيادة على سبيل المثال، يمكنك اللعب وتحقيق الانتصار.
وأشار أمين إلى أنه في العام المقبل ستتحرك الشركات بشكل كبير نحو توجه يقوم على اتباع نهج متعدد السحابات، مستغلة قيمة جميع نماذج الأعمال، من العامة إلى الخاصة، وسنرى ظهور السحابة العظمى، والتي ستنسج سحابات خاصة وعامة متعددة لتتصرف معاً كنظام واحد شامل ومتكامل، وستوفر نظرة ذكية على بيئة تقنية معلومات برمّتها.
ورجح أمين ان يكون العام المقبل عام الاهتمام بالأمور الصغيرة، إذ إن علاقاتنا المترابطة بازدياد مع الآلات، قد تتسبب في أن تؤدي أخطاء بسيطة إلى حدوث فشل ذريع، لذلك سيكون 2018 عاماً تتخذ فيه الشركات متعددة الجنسيات إجراءات مهمة، بتأثر من هجمة تشريعية جديدة مثل قانون حماية البيانات العامة، وسيصبح جعل استخدام أدوات الأمن الإنترنت وتقنياته من الأولويات بهدف حماية البيانات ومنع الأخطار أمراً إلزامياً.