“السياحة الداخلية” وجهة مستدامة للتعافي من آثار جائحة كورونا
كشفت وحدة الدراسات التحليلية بـ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية في تقرير حديث صادر عنها بأن فرصة تعافي مشغلي صناعة السفر والسياحة من آثار أزمة كوفيد – 19 مرتبط بتوجهها نحو تفعيل الأنشطة السياحية الداخلية التي ستزداد توسعًا على حساب السياحة الخارجية، إلا أنها أكدت بارتباط ذلك بالمرونة العالية في التخطيط للاستراتيجيات الاتصالية.
كان لتفشي جائحة كورونا تأثير مدمر على صناعة السفر والسياحة والضيافة، وأكدت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) على انخفاض عدد السياح الدوليين بنسبة 70% على مستوى العالم خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2020 مقارنة بالمدة نفسها من 2019 ؛ وشدد التقرير على أهمية إيلاء قطاع السياحة الأولوية لجهود التعافي المستقبلية، خاصة بعدما بدأت بعض البلدان في تخفيف قيود السفر، وطرح لقاحات التحصين مع إعادة فتح حدودها مرة أخرى، مع التطبيق الحازم للإجراءات الاحترازية.
ونظرًا لأن الرأي العام حيال السفر ما يزال متقلبًا، فيجب على الشركات إعادة تعريف اتصالاتها باستخدام الاستراتيجيات والتكتيكات التي تعزز السلامة؛ لذا سيحتاج تسويق الوجهات إلى التحول من الترويج للسفر إلى تعزيز السلامة ودعم المجتمعات المحلية، خاصة في ظل بحث البلدان عن طرق للتشغيل من جديد، واستعادة ثقة الزائرين، وإعادة تشكيل السياحة في مستقبل ما بعد الجائحة، وستكون العلاقات العامة الفعالة والاتصالات ضرورة؛ لضمان استمرار الطمأنينة والثقة لتأمين ثقة أصحاب المصلحة المباشرين من جهة، والمستفيدين من الخدمات السياحية من جهة أخرى.
ووضع التقرير سبع خطوات اتصالية لمساعدة شركات السفر والسياحة على إنشاء استراتيجية اتصالات ناجحة؛ لتوجيههم نحو تعافي السوق، الخطوة الأولى هي “تخطيط أصحاب المصلحة“، وتعد أمرًا بالغ الأهمية لخطة التعافي، وتقوم على تحديد جميع فئات الجمهور في سلسلة القيمة الخاصة بالمؤسسة، كما يجب أن تتضمن هذه الخريطة الموظفين، والعملاء، والموردين، وهيئات صناعة السياحة، والشركاء المجتمعيين، ووسائل الإعلام، والجمهور.
أما الخطوة الثانية فهي “تكييف رسائل المنشاة“؛ لغرس الثقة، وإعطاء إحساس بالأمان، وخلق مواقف إيجابية تجاه العلامة التجارية حول بروتوكولات كوفيد-19؛ من خلال الاستفادة من حماس الجماهير بعد الإغلاق، وشدد التقرير في الخطوة الثالثة على أهمية “الاستفادة من القنوات الرقمية“، بصفتها فرصة لمشاركة تحديثات الأعمال، أو معلومات السياسة، أو التغييرات التي تم تنفيذها، وتعد وسائل التواصل الاجتماعي أداة رئيسة للمنظمات في صناعة السفر والسياحة؛ لتجاوز الأزمة من خلال البقاء على اتصال مع العملاء السابقين والمستقبليين بغض النظر عن المسافة المادية.
ويعد قطاع السياحة مصدرًا رئيسًا للإيرادات العامة وعائدات النقد الأجنبي؛ لذلك تعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم حاليًا على صياغة مجموعة متنوعة من حزم دعم التحفيز، وهو ما تقوم عليه الخطوة الرابعة والمتمثلة في “الشؤون العامة“؛ لذلك ستحتاج الشركات إلى الاستعداد لتلبية المطالب التي ستُفرض عليها عند قبولها التمويل؛ من أجل تشكيل اقتصاد سياحي أقوى، وأكثر أمانًا ومرونة.
“مشاركة الإعلام التقليدي” هي الخطوة الخامسة، خاصة أن وسائل الإعلام تتوق إلى الحصول على المعلومات والنصائح الموثوقة حول كيفية السير في المسار إلى الأمام خلال الأوقات المضطربة؛ لأن العلامات التجارية التي تنشط بمحتوى القيادة الفكرية ستؤمن أفضل مركز عندما يحين وقت التعافي، مع تركيزها المستمر على الرسائل والمحتوى؛ لمعالجة ما يريد العملاء والصحفيون معرفته الآن.
أما “التسويق المباشر” فهو أحد العناصر الرئيسة لاستراتيجيات الاتصال؛ لذلك ستحتاج مؤسسات السفر والسياحة إلى الاستفادة من جهود تسويق قاعدة البيانات للرسائل الشخصية، وبرامج الولاء والقسائم والحوافز، وإبقاء عملائها على اطلاع، وهو ما سيعزز ولاء العملاء.
“التخطيط المستقبلي” عنصر حيوي في البناء الاتصالي، فالجائحة أثبتت أنها عامل مساعد في قطاع السفر والسياحة من خلال اعتماد تقنيات جديدة، وتاريخيًا كانت الأزمات الكبرى هي المحرك الفعلي للابتكار والتغيير.