تحليل الأسواق عن سامر حسن محلل أول لأسواق المال في XS.com
ترتفع أسعار النفط الخام اليوم بنسبة 0.4% عبر كلا المعياريين الرئيسين، برنت وغرب تكساس الوسيط، وذلك بعد أن كانا قد تخليا عن كافة مكاسب العام الحالي.
مكاسب النفط اليوم تأتي مع المخاوف حول تدفق الامدادات مع الاعصار المحتمل الذي قد يصل إلى خليج المكسيك. كما جاء هذا الانتعاش على الرغم من تجدد المخاوف حول الطلب من الصين مع النمو الضعيف لأسعار المستهلكين وانكماش أسعار المنتجين. أضف إلى ذلك تدهور معنويات المستثمرين في منطقة اليورو وتفاقم المخاوف حول إمكانية انجرار الإقليم إلى الركود.
حيث قال هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في الولايات المتحدة أن الاضطراب في خليج المكسيك هذا الأسبوع قد يتطور إلى عصافة استوائية وربما حتى إعصار. كما قالت الهيئة أن هذا الاضطراب قد يتطور بسرعة.
قراءة شهر أغسطس لمؤشري أسعار المستهلك والمنتجين في الصين كانتا ما دون المتوقع وهي بدورها لا تقدم الدفع لأسعار الخام المتراجعة على ضوء سيل البيانات السلبية من مختلف كبرى الاقتصادات.
حيث تضخمت أسعار المستهلكين بنسبة 0.6% على أساس سنوي في أغسطس وهي الوتيرة الأسرع منذ فبراير الفائت، إلا أنها كانت ما دون المتوقع عند 0.7%. أما أسعار المنتجين فقد انكمشت للشهر 23 على التوالي وبنسبة 1.8% على أساس سنوي في نفس الفترة، وهذا أيضاً قد فاق التوقعات بانكماش بنسبة 1.5%.
فيما قال المكتب الوطني للإحصاء في الصين أن نمو الأسعار باستثناء الغذاء كانت معتدلة بسبب انخفاض الطلب على السفر والضيافة مع اقتراب نهاية العطلة الصيفيةوأن انكماش أسعار المنتجين قد جاء على ضوء عدم كفاية الطلب واتجاه أسعار السلع إلى الانخفاض حول العالم.
اليوم أيضاً، شهدنا المزيد من الأرقام السلبية من منطقة اليورو وتفاقم المخاوف مجدداً حول الركود خصوصاً مع العلامات السلبية من الاقتصاد الألماني، وهذا بدوره قد يشكل المزيد من الضغط الهبوطي على أسعار النفط. فيما أن تراجع الاقتصاد العالمي يشكل جزءً من ضعف الطلب من الصين – أهم العوامل السلبية في وجه أسعار النفط – الذي يعاني أصلاً من ضعف الطلب الداخلي.
حيث سجل مؤشر Sentix لمعنويات المستثمر في منطقة اليورو أضعف قراءة منذ فبراير الفائت عند -15.4 وهي أقل من المتوقع أيضاً. فيما كان تعليق Sentix على نتائج المسح مليئاً بالعبارات السلبية للغاية مثل ” فوضى المانيا” وأن الاقتصاد الألماني “في سقوط حر” وأن اقتصاد منطقة اليورو “على حافة الركود.”
هذا يأتي مع تعاظم مخاوف الركود وانعدام الأمل لدى المستثمرين خصوصاً حول الاقتصاد الألماني الذي يضغط على بشدة على اقتصاد الإقليم وتحديداً بسبب “الفوضى السياسية والاقتصادية”، وفق Sentix أيضاً. في حين أن مؤشر التوقعات – المقياس للتشاؤم حول المستقبل – قد ارتفع قليلاً من -8.8 إلى -8.0 لمنطقة اليورو.
هذه الأرقام اليوم تأتي تاليةً لسلسلة من المفاجئات السلبية التي قدمها سوق العمل في الولايات المتحدة على مدار الأسبوع الفائت وعمقت بدورها من المخاوف حول سلامة الاقتصاد وشهدنا حينها انحدار أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها هذا العام. فبعد أن كانت الأرقام السيئة تعتبر اخبار إيجابية لسوق الطاقة نظراً لأنها تشجع الفيدرالي على خفض سعر الفائدة، إلا أنها عادت اليوم لتكون عاملاً ضاغطاً على الأسعار مع عودة المخاوف حول الركود وتحقيق الهبوط القاسي للتضخم.