تقلبات مرتقبة في أسعار النفط بفعل قضايا التجارة الأمريكية
التحليل التالي عن حسن فواز رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة Givtrade
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام استقرارًا نسبيًا خلال جلسة التداول الآسيوية، رغم احتمالات ارتفاع حدة التقلبات في سوق النفط. يعود ذلك إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسة التجارية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، مما تسبب في سيطرة مشاعر الحذر على أداء المتداولين. في الوقت نفسه، لا تزال المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي تشكل عاملًا رئيسيًا يؤثر بشكل كبير على معنويات السوق. وباعتبار الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط عالميًا، فإن أي تراجع في معدل الطلب نتيجة التوترات التجارية قد ينعكس سلبًا على أسعار النفط الخام. ورغم الارتياح الذي قد توفره التأجيلات المؤقتة للرسوم الجمركية على المدى القصير، إلا أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية سوف يظل عاملًا ضاغطًا على الأسعار. ومع غياب رؤية واضحة حول المسائل التجارية، من المتوقع أن تظل توقعات أسعار النفط الخام رهن مشاعر الحذر.
وإلى جانب العرض، حيث قررت أوبك+ زيادة الإنتاج بواقع 138 ألف برميل يوميًا خلال أبريل المقبل، مما يعزز المخاوف بشأن تخمة المعروض في الأسواق. ويزيد من حدة هذه المخاوف استمرار المنتجين من خارج أوبك في توسيع نطاق الإنتاج، خاصة مع تزايد احتمالات تجاوز الإمدادات لمستويات الطلب، في حال تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
في المقابل، قد تلعب المخاطر الجيوسياسية، ولا سيما تلك المرتبطة بإيران، دورًا مؤثرًا في أسواق النفط الخام. فمن المحتمل أن تسهم الإجراءات الأمريكية الرامية إلى الحد من صادرات النفط الإيرانية في تقليص الإمدادات العالمية، مما قد يمنح الأسعار دعمًا مؤقتًا. إلا أن هذه التدابير غالبًا ما تسهم في تصاعد التقلبات، في ظل ضبابية تأثيرها على معدلات الإنتاج العالمي ومعنويات السوق. وبالتالي، سوف تظل توقعات أسعار النفط الخام مرتبطة بشكل وثيق بتطورات المشهد الجيوسياسي خلال المرحلة المقبلة.