جاقار تؤكد الحاجة إلى تخفيف مخاطر سلسلة التوريد لمواجهة تحديات توزيع لقاحات كورونا
أكدت جاقار، شركة إدارة الإنفاق المستقلة الأكبر على مستوى العالم، على الحاجة إلى إجراءات التخفيف من مخاطر سلسلة التوريد داخل الشركات في أعقاب الصعوبات والتحديات التي تواجه عمليات توزيع لقاحات كوفيد-19 في أوروبا وأمريكا.
وفي ضوء ذلك فقد تعرضت البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من البلدان في أوروبا لضغوطات كبيرة، إذ فاق الطلب على اللقاح العرض بشكل كبير، ووفقاً لبيانات التقرير الذي نشرته وكالة بلومبيرغ، فإنه يتم إعطاء حوالي 4.25 مليون جرعة من اللقاح يوميًا، حيث تتصدر دول: إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وسيشيل والمملكة المتحدة قائمة البلدان الأكثر تطعيماً من حيث الجرعات لكل 100 شخص.
وبهذه المناسبة علّق توماس ديرينغر، رئيس شركة جاقار في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلاً: “من الضروري مع أي سلسلة توريد أن تكون على دراية تامة بالمخاطر المحيطة بها وبكل ما يمكن أن يحدث خلالها بشكل خاطئ، عدا عن أن قضايا الأمن القومي وسوء التنسيق والقدرات المحدودة والمعلومات المضللة الخاطئة ونقص الموظفين وتلف اللقاحات والصعوبات اللوجستية بالوصول إلى المناطق الريفية قد ساهمت جميعها في زيادة الصعوبات والتحديات التي تواجه العديد من البلدان.
ولربما كان نقص الإمدادات اللازمة لتصنيع اللقاح كان أحد أهم المشاكل الرئيسية التي أعاقت عمليات توزيع اللقاح، ويعود ذلك إلى عدم قدرة صانعي الأدوية على إنتاج عدد اللقاحات المخطط لها منذ البداية، إذ يتكون اللقاح من العديد من المكونات والمواد الخام التي خضعت لسلسلة إمداد هشة وضعيفة تم بناؤها بسرعة قياسية، ولذلك فمن الطبيعي حدوث تأخيرات زمنية متوقعة نتيجة إنشاء سلاسل التوريد بالتزامن مع الاستمرار في تطوير اللقاح “.
ووفقًا لـشركة جاقار، فإن هناك العديد من الخطوات الهامة التي من شأنها تخفيف سلسلة التوريد اللازمة لمعالجة المشكلة، ومن أهم تلك الخطوات هو تحليل تأثير الأعمال وتقييم ومراقبة الموردين الحاليين وتقليل تركيز التوريد والعمل جنبًا إلى جنب بشكل وثيق مع الموردين وإدارة تهديدات سلسلة التوريد والتعامل معها بشكل استباقي.
وكان لفيروس ـكوفيد-19 تأثيرات بعيدة المدى على مجموعة من الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقًا للورقة البحثية التي أصدرها معهد إدارة الموردين تحت عنوان، كوفيد-19 وسلاسل التوريد وزيادة التأثيرات وانخفاض الإيرادات، حيث ذكر 95٪ من المشاركين في الاستطلاع أن سلاسل التوريد الخاصة بهم قد تأثرت أو ستتأثر مستقبلاً بانتشار فيروس كوفيد-19، وعلاوةً على ذلك فقد كشفت النتائج أيضًا أن واحدًا من كل خمسة مشاركين بالاستطلاع قد ذكر بأن اضطراب الاستمرارية هو أحد أهم ثلاث تأثيرات.
وأضاف ديرينغر قائلاً: “إن استيعاب وفهم متى تأثرت سلسلة التوريد وما تأثر به الموردون بالفعل هو أمر بالغ الأهمية، ومع هذا كله فلربما يكون النظام الذي يدعم إيجاد بدائل لضمان تقليل أي اضطراب هو الأكثر أهمية من ذلك “.
إن توسيع الرؤية على سلسلة التوريد، ليست فقط مقتصرة على المصادر الفورية مثل الموزعين فحسب، بل يجب أن يكون هناك رؤية كاملة للموردين الأوليين من المواد والمكونات نظراً لأهميتها البالغة، وفي المقابل فإن الموزعين يحتاجون دائماً إلى فهم الطلب من عملائهم بشكل أفضل ومشاركة هذه المعرفة مع الشركات المصنعة، فلقد أوضحت الأزمة التي نمر بها الحاجة القصوى إلى تكوين رؤية واسعة لكلٍ من العرض والطلب عبر النظام بأكمله.
ويجب أن تستخدم المؤسسات والشركات شبكات التوريد الرقمية بدلاً من الاعتماد على نموذج سلسلة التوريد التقليدي وذلك بهدف تحقيق رؤية شاملة أكبر، وتعد شبكات التوريد الرقمية هي شبكات ديناميكية وفعالة ومتكاملة بنفس الوقت، بالإضافة إلى أنها ستعتمد بشكل أكبر على تقنية الذكاء الاصطناعي لتوفير معلومات سريعة ومستمرة من جهة وتأمين تدفق التحليلات من جهة أخرى، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تمكين المؤسسات من البقاء على اتصال بشبكة التوريد بالكامل والتعامل بحنكة مع الاضطرابات الرئيسية الطارئة مثل تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
وفي الإطار ذاته يجب أن يكون هناك تعاون أكبر على المستوى المحلي والإقليمي والدولي على وجه الخصوص من أجل تطوير خطط الطوارئ اللازمة للاستعداد للأزمة المقبلة.
واختتم ديرينغر حديثه بالقول:” على الرغم من أنه لم يكن بإمكان أي منا الاستعداد لمواجهة كوفيد-19، إلا أن أحد الأشياء التي توصلنا إليها هو أن الشركات التي استثمرت في تكنولوجيا المشتريات هي نفسها التي تمكنت من التكيف بشكل أسرع مع الأزمة وحافظت بنفس الوقت على ضمان استمرارية الأعمال”.