English / العربية / Français / ελληνικά

English / العربية / Français / ελληνικά

حوار أولويات الشباب العربي يؤكد على الإجماع الشبابي العربي على الاستقرار والتعليم والصحة

حوار أولويات الشباب العربي يؤكد على الإجماع الشبابي العربي على الاستقرار والتعليم والصحة

شهدت فعاليات “مؤتمر أولويات الشباب العربي” الذي نظمه “مركز الشباب العربي”، عشية “اليوم العالمي للشباب”، جلسات شبابية لمناقشة جملة من المواضيع الأساسية التي تهم الشباب العربي، بحضور عدد من صناع القرار والشباب من مختلف الدول العربية.

وناقش مشاركون شباب من مختلف الدول العربية في جلسات حوارية عبر “تقنية الاتصال عن بُعد” مخرجات دراسة أولويات الشباب العربي والتي شملت 7000 شاب وشابة في 21 دولة عربية لمعرفة أولويات الشباب وتحليل نتائج الدراسة.

وأكد المشاركون في أربع جلسات حوارية أهمية تحقيق أولويات الشباب العربي والتي تركز على ضرورة توفير الأمن والاستقرار والأمان، وإيجاد فرص العمل للنهوض بقطاع الشباب وتنميته وتحفيزه، مشيرين إلى عوامل رئيسية ضمن هذه الأولوية أهمها العيش في محيط اجتماعي آمن وبيئة خالية من الصراعات والحروب والعنف بكافة أشكاله.

وأعربوا عن تطلعهم إلى تعزيز جودة المنظومة التعليمية ومخرجاتها وتحسين المناهج، وضمان مجانية التعليم، وربط المناهج الدراسية مع الاحتياجات الفعلية والمستقبلية المرتقبة لسوق العمل وأنماطه المتغيرة، إضافة إلى الاهتمام بالصحة والرعاية الصحية والوصول إلى مجانية الرعاية الصحية في المجتمعات العربية.

اجتماعياً

وعرضت الجلسة الأولى أولويات الشباب في فئات: الأمن والسلامة، البيئة، الترفيه، حسب الدول والمنطقة العربية ككل، حيث أجمع الشباب أن أولويتهم الأولى هي الأمن والسلامة نظرا للظروف التي تعيشها دول المنطقة.

وأكد المشاركون أهمية مكافحة الجرائم والعنف، مشيرين إلى ضرورة أن يكون للشباب دور في الاندماج مع ضمان وصول الشباب إلى مختلف الخدمات.

نشر الوعي البيئي

كما ناقش المشاركون أولوية البيئة، مشيرين إلى أن نشر الوعي البيئي يجب أن يكون مرتبطاً بتطبيق القوانين والتشريعات. وتناول المشاركون أهمية البيئة وقضاياها وضرورة توجيه المزيد من الجهود نحو الحفاظ على البيئة والابتعاد عن السلوكيات التي تؤدي إلى تشويه المظهر العام، وقالوا إن نشر الوعي عن القضايا البيئية يساعد المجتمعات العربية على تجاوز العديد من التحديات التي تواجهها في الحفاظ على البيئة.

وأكدوا أن المحافظة على البيئة واجب وطني على كل شاب عربي، مستعرضين دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق الوعي البيئي انطلاقاً من الشعور بانتماء الشخص للمحيط الذي يعيش فيه، مما يساهم في تضافر جهود كافة الأطراف في نشر الوعي البيئة وتطبيق القوانين المرتبط بالحفاظ على البيئة.

واعتبر المشاركون أن القدرة على شراء الكتب يجب أن تكون على صدارة أوليات الترفيه لدى الشباب العربي، فالقراءة أمر أساسي يمنح الانسان طاقة إيجابية، فضلاً عن تمكينه من تحديد طموحاته ورسم مستقبله.

التعليم والبنية التحتية

وتطرق المشاركون في الجلسة الثانية لمؤتمر أولويات الشباب العربي إلى عدة أولويات من أبرزها التعليم، البنية التحتية، ومصادر الدخل، حيث استعرض المشاركون نتائج الدراسة، عبر عصف ذهني تناول أبرز الوسائل الممكنة لوضع حلول ومقترحات بشأن جميع محاور الدراسة.

واستعرضت الجلسة أبرز نتائج الدراسة، ونسب التصويت بشأن هذه المحاور، إضافة إلى النتائج التفصيلية التي تخص كل محور، مع تركيز الشباب العرب على أهمية جودة التعليم، وربط التعليم بالتكنولوجيا، إضافة إلى مجانية التعليم، والمناهج وربطها بسوق العمل.

 التعليم في عيون الشباب العرب

وأشار متحدثون في محور التعليم إلى أهمية النهوض بالتعليم في العالم العربي، مع ضرورة مواصلة إدخال التقنيات بشكل كامل الى القطاع، كون هذه التقنيات باتت لغة العصر، والمستقبل، وهذا يفرض تحديث عملية التعليم، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، خصوصا، على صعيد شبكات الانترنت، وغير ذلك، من أجل ضمان حصول الشباب العرب على تعليم جيد.

وتطرق المشاركون إلى أهمية ربط التعليم بالواقع، وضرورة أن يكون المنهاج مرتبطا بالتطبيق العملي، عبر تدريس مناهج مفيدة، من أجل الوصول إلى معادلة يستفيد فيها العرب من الموارد البشرية المتوفرة لديهم على صعيد الشباب مقارنة بسوق العمل، واحتياجات الدول، كل دولة على حدة، من الكفاءات التي قد تتوفر في دول عربية أخرى.

 أولويات مصادر الدخل

وخلال الجلسة التفاعلية ناقش المشاركون محور أولويات مصادر الدخل وفرص العمل للشباب في المنطقة العربية، وفقا لنتائج الدراسة، التي قدمت مؤشرات هامة على أولويات الشباب، وتطلعاتهم في المنطقة، خصوصاً، أن أعلى نسب التصويت على صعيد هذا المحور تركزت على اهتمام الشباب العربي، بالحصول على إعانة حكومية، ثم الحصول على دعم لتمويل الشركات والمشاريع الخاصة، والحصول على دخل إضافي.

وأشار هؤلاء إلى أن الشباب العربي يمكنه أن يستفيد من كل أنواع الدعم، وليس الدعم المالي فقط، من أجل الاستمرار في مشاريعهم، وتنوعها، وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الكلي، ويمنحهم حياة كريمة. وتطرق مشاركون إلى تحولات سوق العمل، وبروز أنماط جديدة يمكن من خلالها تنويع مصادر الدخل، عبر العمل ضمن صيغ الخدمات الرقمية، أو المتعاونين عن بعد.

  البنية التحتية واقع وتحديات عربية

وناقش المشاركون ضمن محور البنية التحتية، تركيز الشباب العرب في نسب التصويت على ثلاثة محاور فرعية، هي بناء مساكن جديدة في العالم العربي للشباب، وتحسين وسائل النقل، وتوفير المرافق الخدمية.

وقال المشاركون إن المشاريع الاجتماعية تخدم المجتمعات العربية، بما توفره من بنى تحتية وطرقات ومرافق خدمية، ووسائل اتصال، إضافة إلى التقنيات الحديثة، وسرعة الإنترنت، والتعلم عن بعد، وتدفق المعلومات، وغير ذلك. وأشار هؤلاء إلى أن تحسين واقع البنية التحتية في العالم العربي، يؤدي فعليا إلى تعزيز المهارات على كل المستويات، كون البنية التحتية المتقدمة تؤثر إيجاباً على جودة الحياة.

وأكد مشاركون على أهمية تحويل التوصيات إلى حلول، عبر التكامل في العالم العربي، وبين الشركاء، من أجل تطوير واقع الشباب، وتلبية تطلعاتهم، وتبادل المعرفة، إضافة إلى تأسيس مراكز شباب ذات طبيعة متخصصة مثل مراكز الشباب للابتكار والإبداع، خاصة في ظل وجود مراكز شباب في العالم العربي.

مصادر الدخل فرص العمل

وناقشت الجلسة الثالثة مصادر الدخل وفرص العمل والتطوير الشخصي وبناء الذات وأولوية المشاركة المجتمعية، حيث أكد المشاركون تشابه أولويات الشباب العربي والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها من حيث الحصول على فرص العمل كريمة توفر لهم دخلاً ثابتاً في بيئة عمل ملائمة.

وأشاروا إلى أهمية أن العثور على وظيفة تتناسب مع مجال الدراسة أو الاهتمام أو الخبرة، معتبرين أن الوظيفة بحد ذاتها يجب أن تساهم في تطوير المهارات لدى الفرد ليكون أكثر قدرة على العطاء والتقدم وإيجاد أدوات ملائمة للتحفيز.

ودعا المشاركون الشباب إلى الاتجاه نحو تأسيس المشاريع الصغيرة لما لها من دور واضح في التنمية الاقتصادية، وحل مشكلة البطالة. ولما تقدمه من إضافة للناتج المحلي وخلق فرص عمل، داعين لتقديم الدعم للشباب المبادرين في تأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الدعم المادي لهم من خلال المؤسسات المتخصصة في هذا المجال.

وحول أولوية التطوير الشخصي وبناء الذات للشباب العربي، أكد المشاركون أهمية ما خلصت إليه الدراسة من ضرورة تشجيع وتطوير المواهب وتحفيز الإبداع والمبدعين وتوفير البرامج القيادية لدعم الشباب وتمكينهم من مواجهة المستقبل بثقة وصقل مهاراتهم.

وأشار الشباب خلال الجلسة الحوارية إلى أولوية المشاركة المجتمعية وإتاحة الفرص المتساوية للشباب في المنطقة العربية، وتوفير برامج التأهيل الاجتماعي والمهني وتعزيز القيم والمحافظة عليها، وترسيخ قيم المواطنة والمحافظة على الهوية الوطنية.

الرعاية الصحية

وخلال الجلسة التي خصصت لمناقشة أولويات الشباب ورؤيتهم حول قطاع الرعاية الصحية، أثنى الحضور على أهمية تأمين الرعاية الصحية بشكل مجاني للجميع وخاصة بعد جائحة كورونا مع حجم الطلب الكبير الذي يشهده هذا القطاع. وأشار المشاركون إلى أن الارتقاء بالصحة يؤثر إيجاباً على مختلف القطاعات بما في ذلك التعليم والعمل والخدمات والصناعة وغيرها.

واحتلت الرعاية الصحية المرتبة الثالثة ضمن أولويات الشباب العربي، واختارها أكثر من 62% من الشباب الذين شاركوا في الدراسة. كما اختار المشاركون أبرز ثلاثة عوامل لتطويرها بما في ذلك جودة الرعاية الصحية والثقة بها بواقع 67% من عدد المشاركين، والحصول على خدمات صحية مجانية بواقع 59%، والقدرة على توفير الأدوية وبأسعار مناسبة بواقع 40% من المشاركين في الاستطلاع.

التطور التكنولوجي

وخلال مناقشة  أولوية التطوير التكنولوجي، أكد الشباب على الدور المحوري لقطاع التكنولوجيا كحلقة وصل بين مختلف القطاعات الأساسية ومنها التعليم والصحة والقطاع المصرفي وغيرها، على اعتبار أن التكنولوجيا هي المستقبل. واعتبر الشباب أن التكنولوجيا ستكون الأساس خاصة فيما يتعلق بالمعاملات البنكية والحكومية والتعليم والصناعة وغيرها، مؤكدين على أهمية توفير التكنولوجيا وشبكة إنترنت سريعة.

وجاءت أولوية التطوير التكنولوجي في المركز العاشر بنسبة 8% في استطلاع أولويات الشباب العربي، إذ اختار الشباب ثلاثة عوامل فرعية بارزة لتحقيقها وهي جودة الاتصال بشبكة الإنترنت وسرعة الشبكة بواقع 65%، وسهولة الاتصال بشبكة الإنترنت في كافة الأماكن بواقع 63%، والوصول إلى شبكة الإنترنت بسعر معقول، والتي اختارها 45% من المشاركين.

وفي ختام الجلسة قدم الشباب عدداً من الاقتراحات في مجال التطوير التكنولوجي إلى مركز الشباب العربي أبرزها؛ إنشاء مبادرات لتعلم أساسيات التكنولوجيا وخاصة لكبار المواطنين، وعقد دورات للمبرمجين تشمل مختلف الدول العربية، إضافة إلى خلق برامج نوعية بهدف لتحسين مستوى التعليم، ودعم المشاريع البحثية.

spot_img
spot_img

Latest articles

Related articles

spot_img