قادة الأعمال يواجهون تحديات جديدة للعمل خلال أزمة “كورونا” وما بعدها
رغم أجواء التعافي من جائحة “كورونا” والعودة التدريجية الطبيعية، إلا أن هذه المرحلة تتسم بالغموض والعديد من التحديات على مستوى التواصل في إدارة الأزمات بالنسبة للمديرين التنفيذيين وقادة أعمال الشركات؛ لذا أصدرت وحدة الدراسات التحليلية بـ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، الدليل الإرشادي الرابع للقيادات لتجاوز القطاع الخاص للمرحلة الثانية من جائحة “كورونا”.
وأشار التقرير الاستشاري، إلى أنه سيتعيّن على قادة الأعمال المرور بتغييرات جديدة في نمط أعمالها، وفهم الطُرق الجديدة؛ لتقديم المنتجات والخدمات، والبحث عن التقنيات الجديدة، وإعادة التفكير في أسواقها؛ لضمان خروجهم بأمان من الأزمة، موضحًا أنه حتى تنتهي دورة حياة فيروس كورونا ستظل هناك بعض العوائق التي سيواجهها الرؤساء التنفيذيين على المديين المتوسط والبعيد.
وينقسم الدليل الإرشادي إلى 7 خطوات رئيسة، حيث ركز العامل الأول (القيادة الإنسانية) على تبني الرؤساء التنفيذيين طريقة جديدة للتواصل تتسم بالوعي والتعاطف الإنساني، والتفهم والانسجام مع الحقائق الجديدة في حياة الموظفين والعملاء والمجتمع أجمع. فيما حثّ العامل الثاني (الشفافية) على التأكيد على المصداقية، والإفصاح عن التحديات والمشكلات التي تواجه الرؤساء التنفيذيين، وكيفية التغلب عليها وتوضيحها لأصحاب المصلحة من الموظفين والعملاء على حد سواء، والحرص على كيفية مواجهتها.
ويؤكد العامل الثالث (الاتصالات الداخلية) على أهمية وجود خطط للاتصال الداخلي موجهة للموظفين، بصفتهم المجموعة الرئيسة والأكثر أهمية من بين أصحاب المصلحة؛ نظراً لتحملهم تدابير وسياسات التباعد الاجتماعي، وتأدية الأعمال في ظل ظروف معقدة، ، وهو ما ركز عليه الدليل الإرشادي الثاني استراتيجيات التفاعل مع الموظفين في ظل أزمة كورونا المُستجد، كما شدد الدليل على ضرورة الاستمرار في مدة الموظفين بالمعلومات الموثوقة والرسمية.
وأوصى التقرير الاستشاري بضرورة (التعاون مع القطاع الحكومي)؛ وهو ما سيسهم في التوصل إلى حلول جديدة للانتعاش الاقتصادي التدريجي، وذكر بأن “الوباء العالمي” أدى إلى تغيير كامل في سياسات الاقتصاد والصحة، واضطرت الحكومات إلى الاعتماد على القطاع الخاص؛ لتزويدها بالعمالة، والإمدادات، والخدمات الأساسية.
وشدد فريق التقرير على العامل الخامس (إنشاء العلاقات)، مشيرين إلى أن الجائحة غيّرت من عادات المستهلك وتفضيلاته وأولوياته، لذا سيضطر الرؤساء التنفيذيين إلى مراجعة نماذج أعمالها التجارية، وهو ما سيتطلب منها إعادة بنائها من جديد، وإيجاد شركاء آخرين لصناعة أسواق جديدة، وتوسيع دائرة الجماهير المستهدفة.
ومن أهم العوامل التي تضمنها الدليل الإرشادي: (التصرف بصفة المثال الذي يحتذى به)، وهي موجهة للرؤساء والمدراء التنفيذيين، وطريقة تعاملهم مع الموظفين والسياسات المتعلقة بتدابير التقشف، في ظل أزمة كورونا، موصين بمشاركة مجتمع الموظفين مشاعر الألم، مؤكدين على أن القيادة القوية في أي أزمة هي من تتبني ثقة أصحاب المصلحة على جميع المستويات، وتعزز إيمانهم بنزاهة وكفاءة وأخلاقيات الرئيس التنفيذي.
أما العامل الأخير الوارد في الدليل الإرشادي فهو (التخطيط للمستقبل)؛ لأن الرؤساء التنفيذيين يحتاجون إلى اتباع نهج حازم واستباقي؛ لاستكشاف كيف يمكنها وضع نفسها على المسار الصحيح للنمو المستقبلي، مع تبني طريقة تفكير مختلفة تُخرجها من دائرة الأزمة بشكل أقوى، وأكثر استدامة.