لندن: مؤتمر الشرق الأوسط والاستثمار الجريء والتكنولوجيا وريادة الأعمال
الدورة السابعة عشر لمؤتمر الشرق الأوسط لكلية لندن للأعمال تناقش أهمية الاستثمار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا
جمعت فعاليات الدورة السابعة عشر لمؤتمر الشرق الأوسط لكلية لندن للأعمال أكثر من 14من نخبة عالم الأعمال والاستثمار الجريء والتكنولوجيا ورواد الأعمال من المنطقة للمشاركة في مجموعة من النقاشات وورش العمل التفاعلية حول أهم اتجاهات عالم الأعمال في المنطقة.
شارك في المؤتمر الذي حمل شعار “الاستثمار في التغيير” أكثر من300 من صفوة رجال الأعمال والطلاب من المنطقة المتواجدين في العاصمة البريطانية، للتباحث في أهمية الاستثمار في التكنولوجيا، وأهم العوائق والفرص في المنطقة. ومن المتحدثين الضيوف الذين شاركوا بخبراتهم في المؤتمر: فراز خالد، الرئيس التنفيذي لمنصة نون، وفيصل رحمن، رئيس عمليات صندوق الاستثمار التكنولوجي، سوفت بنك للاستشارات الاستثمارية، وعبد الرحمن طرابزوني، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمنصة STV، وعمر المجدوعي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لرائد فينتشرز، وجورج صراف، الشريك والعضو المنتدب لشركة استراتيجيز آند الشرق الأوسط، وعبد العزيز اللوغاني، المدير الشريك في شركة فيث كابيتال.
استهلّت دانا شاهين، رئيس نادي الشرق الأوسط لدى كلية لندن للأعمال، والرئيس المشارك للمؤتمر فعاليات الدورة الـ17من خلال كلمة أشارت فيها إلى أهمية هذا المؤتمر، والذي يعدّ أكبر تجمع سنوي لقادة أعمال الشرق الأوسط خارج المنطقة. هذا وأشارت شاهين إلى أن أجندة وأعمال وحوارات المؤتمر تهدف إلى مناقشة كافة الاتجاهات التي تؤثر على عالم الأعمال في المنطقة اليوم، وعلى رأسها موضوع التحوّل نحو التكنولوجيا، والذي تم اختياره كشعار لدورة هذا العام.
وقالت شاهين: “إن منطقة الشرق الأوسط باتت على أبواب تحوّل رقمي وتكنولوجي هائل، وذلك بسبب الاتصال الرقمي الكبير في مختلف الدول، حيث أن المنطقة تحرز بعض أعلى معدلات انتشار للهاتف المحمول على مستوى العالم. وعليه، فإن الشركات والمستثمرون والحكومات على حد سواء تستثمر الوقت ورأس المال والموارد لتحويل اقتصاداتها إلى قطاعات عالية النمو مثل التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا للحفاظ على قدرتها التنافسية في عالم اليوم سريع التطور.”
شارك في الجلسة الأولى للمؤتمر ثلاثة من رواد عالم الاستثمار الجريء “Venture Capital“، وتناولت الجلسة الاستثمارات الأولية التي تعمل على تعزيز قطاع ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا. وعلق عمر المجدوعي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لرائد فينتشرز على أهمية الاستثمار الجريء كفئة أصول لتعزيز النشاط الاقتصادي، حيث قال: “إن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تدرك إلى حد بعيد فوائد الاستثمار الجريء على المجتمع، بعيداً عن العائدات المالية فقط. حيث أنه من خلال الاستثمار في الابتكار، فإنك تستثمر بشكلٍ افتراضي في الأفكار التي تعمل على تحسين الرفاهية المجتمعية وتوفير حياة أفضل للأفراد.”
وأكّد كلّ من أمير فرحة، المؤسس المشارك والشريك التنفيذي في “بيكو كابيتال”، وعمر ساتي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لدى داش فينتشرز، على ما قاله المجدوعي، حيث ارتأيا بأنه بسبب تركيز الاستثمار الجريء على هذه الأمر، فإن عالم ريادة الأعمال في المنطقة قد بدأ يدخل في طور النضوج.
وقال فرحة: ” نلاحظ اتجاهاً جديداً في المنطقة، حيث بدأ رواد الأعمال في التعامل مع وإيجاد حلول لمشكلات عالمية ذات سوق أوسع بكثير من سوق الشرق الأوسط، وعليه فهم يبتكرون للأسواق الناشئة ككل.”
هذا وأوضح ساتي قائلاً: “لقد بدأنا نرى موارد مالية واستثمارات من كبرى الشركات، تقتطع جزءاً كبيراً من أموالها للاستثمار في الاستثمار الجريء، وهذا كله جزء من النظام البيئي الناضج لعالم الاستثمار الذي نشهده”.
علاوة على ما سبق، جمع مؤتمر الشرق الأوسط لكلية لندن للأعمال مؤسسي ورؤساء منصة نون، وكريم، وأنغامي لمناقشة بناء شركات أحادية القرن في الشرق الأوسط. ناقش ممثلو الشركات الرائدة الثلاثة هذه الفرص والتحديات التي تواجه الشركات الناشئة في المنطقة اليوم. وحددوا قضيتين رئيسيتين تواجهان الشركات الناشئة في المنطقة، وهما نقص المواهب المتخصصة وغياب البنية التحتية.
رأى المتحدثون بأن الإنترنت الاستهلاكي لا يزال في مهده في المنطقة، وبالنظر إلى أن معدلات استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لدينا تعتبر من الأعلى حول العالم، فإن هذا يقدم فرصة ذهبية لبدء مشاريع تكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط. إلا أنهم مع ذلك، أشاروا إلى أنه نظراً لنقص البنية التحتية المطلوبة، فإن الأعمال الخدمية ستتطلّب من الشركات – لتتمكن من الإقلاع والنجاح – بناء مراكزهم اللوجستية ومنصاتهم الخاصة.
ويشير فراز خالد، الرئيس التنفيذي لمنصة نون إلى أن هذا هو الفرق الرئيسي بين الأسواق الناشئة والأسواق الأكثر نضجاً في الغرب. هذا وشدد فراز على أهمية تواجد المواهب والخبرات حيث قال: “هناك قضية أخرى بالغة الأهمية وهي الخبرات والمواهب. لا تزال المنطقة تفتقر الخبرات الكافية والمطلوبة في مجال تسخير استخدام الإنترنت للمستهلكين، ولذا نجد أنفسنا مضطرين إما إلى استيراد المواهب من الخارج أو تدريب المواهب وفقاً لأفضل الممارسات.”
اختتم مؤتمر الشرق الأوسط لكلية لندن للأعمال بنتائج وملاحظات هامة، بما في ذلك أن المنطقة باتت على أبواب تحوّل رقمي وتكنولوجي هائل بسبب القطاعات ذات النمو المرتفع مثل التكنولوجيا. إلا أنها لا تزال تواجه تحديات في البنية التحتية، والتمويل، ونقص المواهب التي تعوق سرعة نمو الشركات الناشئة.