ولايات أميركية تعاني عجزًا حادًا في الأطقم الطبية نتيجة ارتفاع حالات أوميكرون
يعاني أكثر من 25٪ من المستشفيات في 13 ولاية من نقص حاد في الممرضات والأطباء وغيرهم من الطاقم الطبي مع ارتفاع حالات كوفيد-19 الجديدة “أوميكرون” إلى أعلى مستوياتها في الولايات المتحدة منذ شهور، ما يجبر البعض على رفض استقبال المرضى وعدم استخدام مئات من أسرة المستشفيات. ويتوقع الخبراء أن أزمة التوظيف ستشتد في الأسابيع المقبلة.
أرقام تثير القلق
أبلغ نحو 53٪ من المستشفيات في فيرمونت و52٪ في نيو مكسيكو عن نقص حاد في الموظفين يوم السبت، وفقًا لبيانات من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، الأمر الذي دفع بعض سكان فيرمونت إلى السفر مئات الأميال إلى الولايات المجاورة للحصول على رعاية طبية أفضل.
اكتظت المستشفيات في نيو مكسيكو بغرف انتظار مكتملة على الرغم من وجود مئات أسرة المستشفيات غير المزودة بالعاملين، وبدأت بعض المرافق العمل تحت الطوارئ وتلقت دعمًا من وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، التي أرسلت 20 عاملاً طبيًا من الجيش الأميركي لمساعدة العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولاية هذا الشهر.
تعاني أربع ولايات من نقص حاد في الموظفين في ثلث مستشفياتها على الأقل: وهي ساوث كارولينا (33٪)، نورث داكوتا (33٪)، فيرجينيا الغربية (39٪)، ورود آيلاند (40٪)، كلها أكثر من ضعف المتوسط على الصعيد الوطني البالغ 16.5٪.
“في مرحلة ما، لن تتمكن أنظمة المستشفيات من إفساح المجال للمرضى”، بحسب ما قاله كبير المسؤولين الإكلينيكيين في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، الدكتور أندرو توماس، الذي يواجه هو نفسه نقصًا في الموظفين، لصحيفة Columbus Dispatch الأربعاء، مضيفًا أن نحو نصف منشآت المنطقة أجلت العمليات الجراحية الاختيارية بسبب ضيق المساحة.
مع ارتفاع حالات كوفيد الجديدة، ارتفع عدد حالات دخول المستشفيات أيضًا: فتم إدخال نحو 71,458 مواطن أميركي إلى المستشفى جراء الإصابة بكورونا يوم السبت، بزيادة حوالي 4٪ عن اليوم السابق، إلا أن هذه النسبة لا تزال أقل من مستويات الذروة خلال الموجة الأخيرة وتقريبًا نصف الرقم المسجل في شهر يناير/كانون الثاني.بالتقريب، فإن قائمة الولايات التي تعاني من نقص حاد في الموظفين في أكثر من 25٪ من المستشفيات هي أريزونا (30٪)، وايومنغ (29٪)، كنتاكي (29٪)، ويسكونسن (29٪)، كاليفورنيا (28٪)، ألاباما (27٪) وأوكلاهوما (26٪).
توقعات سلبية
من بين الولايات الـ 13 التي أبلغت عن نقص حاد في الموظفين في 25٪ على الأقل من مستشفياتها، تتوقع ولاية واحدة فقط، وهي أريزونا، أن يتحسن الوضع في غضون الأسبوع المقبل، بينما تتوقع ثماني ولايات أن الوضع سيزداد سوءًا، حيث أبلغت ولايات كاليفورنيا وفيرجينيا الغربية عن توقعات بزيادة حادة في الوضع. ومن المتوقع أن يتجاوز العجز في ست ولايات إضافية حاجز 25٪ هذا الأسبوع المقبل: وهي جورجيا، وماساتشوستس، ونبراسكا، وميتشيغان، ونيو هامبشاير، وتينيسي.
أثر النقص في العمالة على الصعيد الوطني على قطاع الرعاية الصحية التي تعاني من الوباء بشكل خاص، حيث تسبب الإرهاق في استقالة عدد كبير من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بينما استمرت عدوى فيروس كورونا في تهميش دور حصة كبيرة. تواجه المستشفيات والوكالات الصحية أسوأ نقص في الموظفين منذ أربعة عقود، وفقًا لبلومبرغ.
رداً على ذلك، قامت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض بمراجعة إرشاداتها يوم الخميس للتوصية بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يصابون بكوفيد-19 ولكن تظهر عليهم أعراض خفيفة أو معتدلة ولا يعانون من نقص المناعة بشكل معتدل أو شديد، يمكنهم العودة إلى العمل بعد خمسة أيام من ظهور الأعراض لأول مرة، بعد أن كانت التوجيهات تقتضي عودتهم بعد 10 أيام. كذلك، قال الرئيس جو بايدن إن الجيش سينشر ألف طبيب وممرض ومسعف وموظفين طبيين آخرين للمساعدة في تخفيف النقص في الموظفين في الأسابيع المقبلة.
لا تعد زيادة أعداد المرضى الطريقة الوحيدة الذي يزيد بها أوميكرون مشاكل التوظيف في مجال الرعاية الصحية. فقد أوضح قال المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأميركية، جورج بنجامين، لصحيفة الغارديان: “لا شك في أن تفشي الأوميكرون بين العاملين في مجال الرعاية الصحية يقلل بشكل كبير من القوة العاملة. فآثاره العميقة على قدراتنا لا تقتصر فقط على رعاية الأشخاص المصابين بكوفيد ولكن [أيضًا] الأمراض الأخرى الموجودة هناك”.