موانئ أبوظبي تحقق أهدافها لعام 2020 بإنجازات تعزز ريادتها لقطاع التجارة والخدمات اللوجستية العالمي
اختتمت موانئ أبوظبي، إحدى الشركات التابعة لـ”القابضة” (ADQ) التي تعد واحدة من أكبر الشركات القابضة على مستوى المنطقة، عام 2020 بقائمة طويلة من الإنجازات اللافتة لى الرغم من التباطؤ الاقتصادي والتحديات اللوجستية الكبيرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على امتداد جميع القطاعات في كافة دول العالم، مسجلة نمواً ملموساً وتوسعاً كبيراً في أعمالها.
ونجحت موانئ أبوظبي مع بدء الجائحة بإثبات مكانتها الريادية العالمية كجهة مؤثرة في قطاعات التجارة والخدمات اللوجستية عبر مبادرة “أصداء الأمل” المبتكرة التي سعت من خلالها إلى تقديم رسالة دعم وتضامن إلى جميع العاملين في الصفوف الأمامية ، والتي وصل صداها إلى أكثر من 260 مليون شخص في 23 دولة، وشهدت مشاركة مؤسسات عالمية وإقليمية مثل المنظمة البحرية الدولية واتحاد الموانئ البحرية العربية.
كما أسهمت الاستراتيجية الشاملة لمواصلة الأعمال التي طبقتها موانئ أبوظبي في ضمان استمرارية تدفق البضائع والإمدادات الطبية الضرورية إلى إمارة أبوظبي طوال فترة الجائحة. ومع ظهور العديد من لقاحات (كوفيد-19) المعتمدة مع نهاية العام، حرصت موانئ أبوظبي على تسخير كافة إمكاناتها وقدراتها اللوجستية لدعم الجهود العالمية في مكافحة الجائحة، وانضمت إلى “ائتلاف الأمل” الذي أطلقته إمارة أبوظبي ويجمع في صفوفه عدد من الشركات الرائدة من القطاعين العام والخاص، ويقدم حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل لقاحات (كوفيد-19). وتعمل موانئ أبوظبي ضمن هذا الائتلاف على تأمين مرافق تخزين مبردة متطورة في مدينة خليفة الصناعية التابعة لها بهدف ضمان إيصال اللقاحات إلى مليارات الأشخاص في المنطقة والعالم.
وأشاد معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي، بالإنجازات التي تم تحقيقها في عام 2020، مؤكداً أن قدرات الشركة ومرافقها المتطورة مكنتها من المساهمة بفعالية في جهود مواجهة أكبر التحديات التي اعترضت الإنسانية في التاريخ القريب، وقال: “تعكس هذه الإنجازات اللافتة التزام قيادتنا الرشيدة وحرصها على دعم القطاع البحري والخدمات اللوجستية، الأمر الذي عزز المكانة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وقدرتها على تخطي كافة الصعوبات ومواصلة تحقيق أهدافها طويلة الأمد”.
وأضاف: “نجحت استجابة موانئ أبوظبي السريعة للجائحة العالمية خلال أقل من عام في تحقيق التحول المنشود من كونها مؤسسة رائدة محلياً إلى جهة مؤثرة في تمكين قطاع التجارة والخدمات اللوجستية حول العالم”.
من جانبه عبّر الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، عن فخره الكبير بالإنجازات المميزة التي تم تحقيقها خلال عام 2020 على الرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي شهدته بيئة الأعمال العالمية على مدار العام، لافتاً أن موانئ أبوظبي حافظت على مرونة أعمالها، وواصلت محفظتها الواسعة النمو والتطور، ونجحت في تأمين تدفق حركة التجارة العالمية، وتعزيز مرافق البنية التحتية، وتوفير خدمات جديدة سهّلت أعمال المتعاملين وأصحاب العلاقة.
وقال: “لقد ساهمت القرارات والخطوات الاستراتيجية الجريئة التي اتخذناها خلال عام 2020 في ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي كمركز رائد في قطاع التجارة العالمي، وإننا ملتزمون في موانئ أبوظبي بإحداث تحول كبير في عملياتنا لضمان تقديم تجارب وخدمات تجارية ولوجستية مميزة وغير مسبوقة”.
تطورات كبيرة في محفظة الموانئ
يتمتع ميناء خليفة، ميناء المياه العميقة الرائد التابع لموانئ أبوظبي بقدرات ضخمة تمكّنه من خدمة أكثر من 25 خط شحن رئيسي، وتربط إمارة أبوظبي بأكثر من 70 وجهة دولية حول العالم. وحقق الميناء خلال عام 2020 نتائج لافتة بالرغم من الظروف التي فرضتها الجائحة، ومن أبرزها مواصلة التقدم في مشروع تطوير الرصيف الجنوبي للميناء وذلك قبل الموعد المحدد لإتمامه.
ومن جانبها أطلقت محطة “أوتوتيرمينال ميناء خليفة” مركزها التقني الجديد الذي يهدف إلى تنويع محفظة الخدمات المقدمة لمتعاملي قطاع السيارات.
كما قامت موانئ أبوظبي بتوقيع اتفاقية استراتيجية لمدة 50 عاماً مع الشركة العربية للمحطات الكيميائية المحدودة “أيه سي تي” التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، تنص على إنشاء محطة تجارية مخصصة لتخزين السوائل الكيميائية والغازية السائبة في ميناء خليفة لتكون الأولى من نوعها في إمارة أبوظبي، مستفيدة في ذلك من قطعة الأرض المجاورة لرصيف الميناء الذي يضم غاطساً بعمق 16 متراً.
وفي إطار التزامها بتعزيز الخدمات البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة ودعم أعمال متعامليها من مشغلي خطوط الشحن العالمية الرئيسية، إلى جانب تمكين حركة التجارة في المنطقة، قامت موانئ أبوظبي بتأسيس شركة “سفين فيدرز” لخدمات إعادة الشحن البحري والتي عززت من قدرات خدمات إعادة الشحن في ميناء خليفة وأتاحت لموانئ أبوظبي تلبية الطلب المتنامي لأبرز متعامليها.
وكان توسيع نطاق الخدمات من أهم المجالات التي ركزت عليها محطات ميناء خليفة خلال عام 2020، إذ قامت محطة كوسكو أبوظبي للحاويات التي تعد أول محطة دولية لشركة كوسكو الملاحية للموانئ، بإطلاق خدمة مباشرة إلى عدد من الموانئ في أوروبا وشبه القارة الهندية في دورات أسبوعية.
بدورها أضافت مرافئ أبوظبي خطاً جديداً للخدمات إلى شبكتها المتنامية والتي ستسهم في توفير تغطية مباشرة ونقلاً أسرع من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى أبوظبي، ومن أبوظبي إلى جنوب شرق وشمال آسيا.
واختتم ميناء خليفة عام 2020 بإنجاز متميز تمثل بالتقدم الكبير الذي أحرزه في ترتيبه بـ24 مرتبة، من المركز 95 إلى المركز 71 على قائمة “لويدز” لأفضل 100 ميناء في العالم، بفضل تسجيله لأعلى معدل نمو بين الموانئ الأخرى المدرجة على القائمة ليصبح الميناء الأسرع نمواً على مستوى العالم.
ولم تقتصر الإنجازات خلال العام الماضي على ميناء خليفة فقط، حيث شهد ميناء زايد افتتاح مشروع “مرسى مينا” الواجهة البحرية الترفيهية الجديدة لأبوظبي، حيث يشكل أولى المعالم البارزة التي تستقبل ركاب السفن السياحية فور وصولهم إلى إمارة أبوظبي. ويهدف المشروع الذي يضم عدداً من المتاجر والمطاعم والمرافق الترفيهية إلى استقطاب كافة فئات المجتمع المحلي للمشاركة في فعاليات وأنشطة ترفيهية متميزة بالإضافة إلى الزوار الدوليين.
وفي إطار مساهمتها في خطة حكومة أبوظبي لتطوير منطقة الظفرة، أعلنت موانئ أبوظبي في مطلع شهر ديسمبر عن استكمال أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير ميناء دلما، ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرات الميناء لتلبية حاجة المجتمع المحلي والمنطقة لخدمات نقل وتجارة وترفيه وصيد متطورة، وشملت المرحلة الثانية من أعمال تطوير الميناء بناء جدار رصيف بطول 315 متراً.
وعلى الرغم من تعليق عمليات السفن السياحية بسبب ظروف الجائحة، فقد قامت موانئ أبوظبي بإطلاق مشروع توسعة شاطئ صير بني ياس للسفن السياحية والرامي إلى مضاعفة طاقته الاستيعابية من خلال بناء رصيف جديد للسفن السياحية. وتتيح التوسعة الجديدة لشاطئ صير بني ياس السياحي استقبال سفينتين سياحيتين في آن واحد والقدرة على استقبال ما يقارب 5,000 مسافر، كما تساهم في تسهيل وتسريع إجراءات استقبال ومغادرة المسافرين من شاطئ جزيرة صير بني ياس.
عمليات استحواذ وضم وتأسيس مؤسسات جديدة
في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كمركز رائد عالمياً للعمليات والأنشطة البحرية، أعلنت موانئ أبوظبي في شهر يوليو 2020 عن تأسيس “أبوظبي البحرية” بموجب اتفاقية تعاون مع دائرة البلديات والنقل، وتتولى “أبوظبي البحرية” مسؤولية الإشراف على جميع أعمال الرقابة التنظيمية للممرات المائية والأنشطة البحرية في الإمارة.
وفي الشهر ذاته أعلنت موانئ أبوظبي عن ضم “زونزكورب” إلى محفظة أعمالها بموجب القرار الصادر عن المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حيث يتيح هذا الاندماج الاستفادة من المواءمة الاستراتيجية مع “مدينة خليفة الصناعية” التابعة لموانئ أبوظبي، وهي إحدى أكبر المناطق الصناعية على مستوى العالم. وبانضمام “زونزكورب” بلغت المساحة الكلية للمناطق الصناعية والاقتصادية التي تديرها موانئ أبوظبي 555 كيلومتراً مربعاً، ما يمكّنها من التوسع في خدمات المناطق الاقتصادية والصناعية التي تقدمها إلى أكثر من 1,400 متعامل.
وفي إطار مواصلة العمل لتعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للخدمات والحلول اللوجستية، أعلنت موانئ أبوظبي عن الاستحواذ على شركة “ميكو للخدمات اللوجستية”، التي تعد من أوائل مؤسسي قطاع الخدمات اللوجستية في أبوظبي وضمها إلى محفظة أعمالها.
الابتكار في خدمة التجارة
في إطار حرصها المتواصل على تبني الابتكار وتطويره وتوظيفه، شهدت أعمال موانئ أبوظبي في عام 2020 حدثاً متميزاً تمثل في تدشين مشروع النافذة الموحدة للخدمات اللوجستية والتجارة لإمارة أبوظبي من قبل سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، خلال زيارة قام بها سموه إلى مدينة خليفة الصناعية التابعة لموانئ أبوظبي في شهر مايو الماضي.
وتهدف النافذة إلى تسهيل التجارة عبر الوسائل البرية والبحرية والجوية والمناطق الصناعية والحرة وتعزيز تجربة المتعاملين وأصحاب العلاقة ضمن منظومة التجارة والخدمات اللوجستية، ويتم تطويرها وتشغيلها من قبل شركة “بوابة المقطع”، إحدى الشركات التابعة لموانئ أبوظبي، وتحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.
كما اطلع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة على آخر تطورات مشاريع تطوير مدينة خليفة الصناعية، ومن ضمنها مرافق التخزين المبردة الجديدة التي تعد أحدث مشاريع الخدمات اللوجستية في مدينة خليفة الصناعية والأكبر من نوعها في إمارة أبوظبي.
تطوير المناطق الصناعية والاقتصادية
شكل ضم “زونزكورب” أحد أكبر تطورات محفظة المناطق الصناعية والحرة لموانئ أبوظبي خلال العام الجاري، والذي جاء في أعقاب تطور لافت آخر في مسيرة موانئ أبوظبي تمثل بانضمامها إلى محفظة “القابضة” (ADQ) التي تعد واحدة من أكبر الشركات القابضة على مستوى المنطقة، والتي تمتلك محفظة واسعة من المؤسسات الكبرى العاملة في قطاعات رئيسية ضمن الاقتصاد المتنوّع في إمارة أبوظبي.
وأسهم ضم “زونزكورب” في إضافة 900 منشأة صناعية وتجارية يتم استخدامها من قبل بعض أكبر الشركات العالمية الرائدة إلى محفظة موانئ أبوظبي.
ونجحت “زونزكورب” منذ بداية العام في استقطاب استثمارات امتدت على مساحة 869,608 متراً مربعاً، كما واصلت توسيع قدرات مدنها العمالية من خلال مشروعين جديدين ليصل بذلك عدد المدن السكنية العمالية إلى 40 مدينة، قادرة على استيعاب نحو 470,000 شخصاً. وشملت المحفظة الاستثمارية لـ”زونزكورب” خلال العام 33 مشروعاً جديداً في قطاعات التكنولوجيا ومراكز البيانات، واللدائن البلاستيكية، والنفط والغاز، والتخزين والمستودعات، والسيارات، والأخشاب، والأغذية، والمعادن.
أما مدينة خليفة الصناعية، فقد بدأت عام 2020 بإبرام اتفاق مع شركة “شريناث فلكسي باك” الرائدة في تصنيع مواد التغليف البلاستيكية في الهند ينص على إقامة أول مصانع الشركة الهندية في الشرق الأوسط وذلك في مجمع اللدائن البلاستيكية بمدينة خليفة الصناعية.
وقامت خلال العام بإطلاق عدد من مشاريع التطوير الجديدة، ومن ضمنها تدشين أكبر مجمع متكامل لخدمة الشاحنات في المنطقة، ويهدف المجمع إلى تعزيز خدمات مدينة خليفة الصناعية المقدمة إلى المتعاملين، ويمتد المجمع على مساحة 87 ألف متر مربع، ما يعادل مساحة قرابة 12 ملعب كرة قدم، وتضم مرافقه محطة أدنوك للتوزيع مخصصة للشاحنات الأولى من نوعها، وساحة مواقف مغطاة مخصصة لـ 275 مركبة تشمل السيارات والحافلات والشاحنات، بالإضافة إلى مسجد ومركز مجتمعي ومجموعة من المطاعم والمتاجر ومركز لخدمات المركبات.
كما أعلنت في شهر يونيو 2020 عن خططها لتدشين مشاريع تطويرية جديدة في ظل تنامي الطلب على المرافق الصناعية والتجارية الجاهزة في المدينة. وجرى طرح وحدات التخزين الصغيرة والمتوسطة والمخصصة للصناعات الخفيفة في المراحل الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة من مشروع المنطقة اللوجستية في مدينة خليفة الصناعية، في السوق خلال عام 2020.
وبفضل هذه الإنجازات المتواصلة والجهود الحثيثة لدعم القدرات الصناعية لإمارة أبوظبي، فقد حصدت مدينة خليفة الصناعية، عدة جوائز خاصة بالمناطق الحرة في العالم لعام 2020 من مجلة “إف دي آي” المملوكة من قبل مجموعة “فايننشال تايمز” البريطانية، ومن ضمنها لقب أفضل منطقة في الشرق الأوسط للشركات الكبيرة.
وواصل قطاع المدن الصناعية والمنطقة الحرة التابع لموانئ أبوظبي رحلته في عام 2020 بإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد أرباب الصناعة الإسرائيلي بهدف تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتطوير التقني بين البلدين. وسيسهم الاتفاق في فتح باب الحوار بين كل من مدينة خليفة الصناعية وزونزكورب التابعتين لقطاع المدن الصناعية والمنطقة الحرة في موانئ أبوظبي، مع الجانب الإسرائيلي في مجالات التجارة والاستثمار والتقنية وتحسين البحوث والتطوير والابتكار.
تطورات متواصلة في قطاع الخدمات البحرية
شهد عام 2020 تحقيق شركة أبوظبي للخدمات البحرية “سفين”، ذراع الخدمات البحرية التابعة لموانئ أبوظبي، لإنجازين لافتين، إذ أعلنت في شهر أبريل الماضي عن الاستحواذ على سفينة “حفيت” من فئة “بوست باناماكس” لنقل البضائع السائبة، لتكون أكبر سفينة تنضم إلى أسطول سفن الخدمات التابع لها.
كما قامت بالتعاون مع “روبرت آلن”، الشركة الرائدة في تصميم السفن التجارية والقاطرات، لتطوير أول أسطول للقاطرات البحرية التجارية ذاتية القيادة على مستوى العالم. وستسهم هذه القاطرات التي لا تزال في مرحلة التطوير في تعزيز الأسطول المتطور الذي تملكه موانئ أبوظبي والذي يتسم بأعلى مستويات الابتكار والقدرة على تلبية الاحتياجات المعقدة للمتعاملين من جميع أنحاء العالم.