نمو الإنفاق على تقنية المعلومات بمعدّل 4% خلال العام 2024
توقّعت شركة جارتنر للأبحاث تسارع الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام 2024، لتسجّل ارتفاعا بمعدّل 4% عن العام 2023، وذلك وفقا لأحدث الدراسات الصادرة عن شركة الأبحاث.
ومن المتوقّع أن يصل إجمالي إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تقنية المعلومات إلى قرابة 183.8 مليار دولار خلال العام 2024، بارتفاع عن مستوياتها في العام 2023 عند 176.8 مليار دولار. أما على مستوى العالم، فتشير التوقّعات إلى أن الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات سوف يقترب من عتبة 5.1 تريليون دولار خلال العام 2024.
وقالت ميريام بيرت، نائب الرئيس التنفيذي للتحليلات لدى “جارتنر””: يتواصل ارتفاع الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسبب تركيز المؤسسات وخاصة في منطقة مجلس التعاون الخليجي على مبادرات التحوّل الرقمي للبنية التحتية لديها. الأمر الذي تبرز الحاجة إليه في ظل التوجّهات الحكومات الرامية لتنفيذ رؤيتها الوطنية لتحقيق التنوّع الاقتصادي، وتعزيز التعان بين القطاعين العام والخاص، والسّعي لتحقيق الاستدامة والحدّ من الانبعاثات البيئية”.
نموّ الإنفاق على البرمجيات وخدمات تقنية المعلومات بخانتين عشريتين
تشير التوقّعات إلى أن الإنفاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على البرمجيات يتجه لتحقيق معدّل نمو يصل إلى 12.3% خلال العام 2024، يلي ذلك الإنفاق على خدمات تقنية المعلومات، والتي يتوقّع نموها بمعدّل 11.1%. وتقول بيرت:” سوف تزيد المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من استثماراتها في البرمجيات وخدمات تقنية المعلومات لتسريع التحوّل الرقمي وتبسيط سير العمليات من خلال مواصلة مساعي التحوّل نحو حوسبة السّحاب وزيادة قدرات الأتمتة وإمكانيات إنترنت الأشياء. كما أن هذه الاستثمارات تهدف إلى فرض مزيد من الامتثال للضوابط التنظيمية. وبحلول العام 2024، فإننا نتوقّع زيادة في استثمارات المؤسسات المحلية بهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن خطط أعمالهم الاستراتيجية. كما أن تطوير إدارة البيانات لتحقيق مكاسب مادية إضافة إلى إدارة المخاطر والتهديدات السيبرانية سوف تبقى على رأس أولويات هذه المؤسسات في المنطقة”.
ومن المنتظر أن يشهد قطاع الأجهزة بدوره انتعاشا خلال العام 2024. إذ من المتوقّع أن يسجّل الإنفاق على الأجهزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعا بمعدّل 0.6% خلال العام 2024، بعد تراجع بمعدّل 9.9% خلال العام 2023 (انظر الجدول 1).
توقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات بين 2022-2024 (مليون دولار أمريكي)
إنفاق 2022 | معدل نمو 2022 (%) | إنفاق 2023 | معدل نمو 2023 (%) | إنفاق 2024 | معدل نمو 2024 (%) | |
أنظمة مراكز البيانات | 4,249 | 24.3 | 3,783 | 11.0- | 3,852 | 1.8 |
البرمجيات | 12,254 | 8.1 | 13,457 | 9.8 | 15,110 | 12.3 |
الأجهزة | 30,279 | 1.1- | 27,272 | 9.9- | 27,439 | 0.6 |
خدمات تقنية المعلومات | 16,573 | 10.8 | 17,832 | 7.6 | 19,814 | 11.1 |
خدمات الاتصالات | 111,927 | 0.4 | 114,480 | 2.3 | 117,598 | 2.7 |
إجمالي تقنية المعلومات | 175,282 | 2.0 | 176,824 | 0.9 | 183,814 | 4.0 |
المصدر “جارتنر” (سبتمبر 2023)
وأضافت بيرت:” إن عودة النمو للإنفاق على الأجهزة يمكن أن تُعزى لعوامل عديدة منها تطلعات المزيد من المستخدمين في المنطقة لاقتناء الهواتف الذكية، والحملات التسويقية الفاعلة لتقديم وإطلاق المنتجات من قبل عدد من العلامات التجارية الرائدة، والتحوّل المُطّرد نحو شبكات الجيل الخامس لتحسين التغطية وثبات السرعة. كما أن القدرة على تحمل تكاليف أعلى عبر خيارات التمويل المتاحة – مثل الشراء الآن والدفع لاحقا – وتعدّد وسائل الدفع الرقمي من خلال الهواتف الذكية تساعد هي الأخرى في انتعاش هذا القطاع”.
التركيز المتزايد على الذكاء الاصطناعي التوليدي
تتوقّع شركة “جارتنر” للأبحاث أنه وبحلول العام 2024، فإن 40% من تطبيقات قطاع المشاريع سوف يحتوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي التحاوري، وهو ما يمثل ارتفاعا عن معدّل لم يتجاوز 5% في العام 2020. وقال إياد طاشوالي، المدير الاستشاري الأول لدى “جارتنر”:” على الرغم من التحديات الاقتصادية، فإن قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف يركّزون استثماراتهم بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين تجربة العملاء. فهذه التقنيات تبدو واعدة بنقلة نوعية على صعيد تفاعل المواطنين والعملاء في القطاعين العام والخاص مع حلول مُخصّصة وفعّالة في الاستجابة للمتطلبات المعقّدة”.
ويسعى قادة الأعمال وتقنية المعلومات الناجحون في المنطقة إلى توظيف منهجيات فعّالة في مبادرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك من خلال التركيز على الإسراع في إجراء الاختبارات والتحسينات إضافة إلى الاستغناء عن حالات الاستخدام ذات التأثير المحدود. وفي الوقت الحالي، تسعى معظم المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI من خلال التركيز على حالات الاستخدام الناشئة، مثل توليد الرسائل ذات القيمة ( تحويل بيانات العملاء سريعا إلى محتوى خاص بهم) وأدوات المساعدة في كود البرمجة (ترجمة تعليمات كود البرمجة من لغات البرمجة القديمة).
ويقول طاشوالي:” في المستقبل، نتوقّع أن نشهد تكاملا مدروسا ولكن بحذر للذكاء الاصطناعي التوليدي في ظل سعي المؤسسات المحلية المتواصل لتطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والتركيز على حالات استخدام محدّدة. وهذا ما قد يستفيد بدوره من الترقيات التي تستهدف الأدوات المدرجة بالفعل ضمن الميزانيات المرصودة لتقنية المعلومات”.
يمكن الاطلاع على تحليل بمزيد من التفاصيل حول توقّعات الانفاق العالمي على تقنية المعلومات من خلال ندوة “جارتنر” عبر الإنترنت بعنوان:” مستجدات توقّعات “جارتنر” للإنفاق العالمي على تقنية المعلومات: الرابح والخاسر في الأسواق”.
وتعتمد منهجية “جارتنر” في توقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات إلى حد كبير على التحليل الدقيق لنتائج المبيعات من قبل أكثر من ألف شركة تزويد مجموعة واسعة من منتجات وخدمات تقنية المعلومات. وتستخدم “جارتنر” تقنيات البحث الأولية، كما تُكمّلها بموارد ثانوية للبحث، بهدف بناء قاعدة بيانات شاملة لبيانات الأسواق التي ترصد توقّعاتها لها.
وتوفّر تحليلات “جارتنر” الفصلية لتوقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات تصورا مدروسا حول مستقبل الإنفاق على تقنية المعلومات تشمل العتاد، والبرمجيات، وخدمات تقنية المعلومات، وقطاعات الاتصالات. وتساعد هذه التقارير عملاء “جارتنر” على إدراك حجم الفرص والتحديات في الأسواق.
نبذة عن مؤسسة جارتنر
تعد جارتنر (المسجلة في بورصة نيويورك تحت الرمز:IT) من المؤسسات الرائدة عالمياً في مجال الاستشارات والأبحاث، وهي مدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز (S&P 500). وتزود جارتنر قادة الأعمال بالرؤى والمشورة والأدوات التي تمكّنهم من إنجاز مهامهم الحساسة والتي تحظى بالأولوية القصوى، فضلا عن وضع أسس النجاح للمؤسسة في المستقبل.
ولدى جارتنر مجموعة لا مثيل لها من الأبحاث المرتكزة على البيانات التي يقوم بها المختصون ويشرف عليها الخبراء من شتى الاختصاصات، مما يساعد العملاء على اتخاذ القرارات الصحيحة في المسائل الهامة في العمل. وتعتمد أكثر من 14 ألف مؤسسة منتشرة في أكثر من 100 بلد حول العالم على أبحاث جارتنر، وتتطلع إليها كمصدر موضوعي وشريك موثوق في الأعمال، وذلك بغض النظر عن وظائف المؤسسة أو القطاع الذي تنشط فيه أو حتى حجم المؤسسة.
للمزيد من المعلومات عن جهود جارتنر في مساعدة صانعي القرار على تعزيز مستقبل أعمالهم يُرجى زيارة الموقع الالكتروني للمؤسسة: www.gartner.com