نمو نسبة الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي 4.5 مرات خلال السنوات الخمس الماضية
شهدت نسبة الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي زيادة تقارب خمسة أضعاف على الصعيد العالمي منذ عام 2013، ومع استمرار تطور دور الموارد البشرية في العصر الرقمي، اكتسبت التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أهمية أكبر، لذا ستشهد المنظمات في الشرق الأوسط العديد من وظائفهم وخدماتهم تدار بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
هذا ما أشار اليه الخبراء في قطاعي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، الذين سيشاركون في قمة تكنولوجيا الموارد البشرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2018، والتي تنظمها شركة “كيو ان ايه انترناشونال” ومقرها دبي. القمة المقرر عقدها يومي 7 و8 مايو الجاري في فندق بلازو فيرساتشي – دبي، تدعهما رسميا وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية.
على الرغم من استمرار الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف والقوى العاملة، يبدو أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق المزيد من الوظائف أكثر مما سيدمر. فوفقا لشركة “غارتنر” للأبحاث، سيعمل الذكاء الاصطناعي على انشاء 2.3 مليون وظيفة، بينما سيقضي على 1.8 مليون فقط. وبحلول عام 2022، واحد من كل خمسة موظفين يعملون في وظائف غير روتينية، سيعتمد في الغالب على الذكاء الاصطناعي للقيام بعملهم.
متحدثا عن الإمكانيات الثورية للذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية، قال كريستيان كروم، وهو متحدث عالمي مشهور ومؤلف كتاب “Humanification: Go Digital، Stay Human”، وهو أحد المتحدثين الرئيسيين في القمة: “ان الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيغير الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع تكنولوجيا الموارد البشرية. على سبيل المثال سيكون لدى الناس مدرب ذكي خاص بهم سيحفزهم ويوجههم للنمو والتطور في الاتجاه المطلوب. سوف يساعد هذا المدرب الناس في جميع أنحاء حياتهم المهنية وعبر العديد من الشركات والمنظمات. وبالمثل، ستمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي وسلسلة التوريد المنظمات من إدارة اعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعملون معًا في شبكات ذكية وسلسلة، كخدمة للقوة العاملة العالمية”.
“كريغ أوستن” ، رئيس إدارة المواهب والتعلم والتطوير في بنك رأس الخيمة، والمتحدث في القمة، قال: “سيقوم الذكاء الاصطناعي بدور حاسم في أنظمة الموارد البشرية لتقليل الجهد وتوفير بيانات أكثر قوة ودقة للتحليل التنبئي. ولكن السؤال الأهم الذي سيكون من الضروري الإجابة عليه دائمًا هو: “عند أي مدى يعتبر استخدام التكنولوجيا زائدا عن حده؟”
وتابع قائلاً: “بما أن التكنولوجيا تمكن المؤسسات من جمع رؤى مستندة إلى البيانات وقابلة للتنفيذ من الداخل، فستحتاج كل من الموارد البشرية ومجتمع الأعمال الأوسع إلى اتخاذ قرار بشأن الحد من التكاليف
وتعزيز رأس المال البشري لتحقيق أهداف الأعمال. فمع تطور الضغط الاقتصادي، ستكون هذه مشكلة حقيقية للغاية لإدارة الأعمال خاصةً وأننا نقترب من عالم الذكاء الاصطناعي”.
ولفت حسام حجاج، نائب رئيس قسم القيادة والموهبة في مجموعة جميرا، إلى أن تكنولوجيا الموارد البشرية أصبحت أكثر سلاسة وسهولة في الاستخدام، حتى مع انخفاض تكلفة التكنولوجيا. وقال “أصبحت التكنولوجيا أكثر ذكاءً وأرخص وأكثر انتشارًا. يعد دمج البيانات عبر أنظمة متعددة أسهل وأيسر من أي وقت مضى. وهذا أمر مهم لنجاح الأعمال لأنه في عالم اليوم، يعد التعاون بين الأنظمة والمنصات بنفس أهمية التعاون بين البشر”.
يعتبر كل من حجاج وكروم وأوستن جزءًا من قائمة المتحدثين المتميزين في القمة التي تستمر يومين والتي تضم العديد من الشخصيات البارزة في مجال الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الخبراء الدوليين المشهورين وقادة الرأي.
وقال سيد ان.سي ، مدير الشركة المنظمة “كيو ان ايه انترناشونال” حول الموضوع “تتمتع تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة بالقدرة على سد الفجوة بين البصيرة والعمل، مما يمكن المؤسسات من اتخاذ خيارات وقرارات أكثر استنارة. ومع زيادة تبني التقنيات الذكية في مكان العمل، ستسمح لموظفي الموارد البشرية بقضاء وقت أقل في غربلة البيانات والتركيز بدلاً من ذلك على المزيد من المهام الاستراتيجية. ستناقش قمة الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذه القضايا وغيرها من القضايا العاجلة التي تواجه مديري الموارد البشرية في منطقتنا مع بعض أهم الرواد في عالم التكنولوجيا والأعمال الرائدة في المناقشات.
قمة تكنولوجيا الموارد البشرية الوحيدة من نوعها في المنطقة، ستناقش جميع الاتجاهات والتقنيات التي تشكل مستقبل العمل. وتشمل الموضوعات الرئيسية للمناقشة في القمة: الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، الأنظمة السحابية، ممارسات إدارة المواهب الحديثة، أنظمة تعلم الموظفين، التغيرات في عمليات الموارد البشرية التقليدية، الأنظمة والمنتجات، تعزيز تجربة الموظف، وأهمية خلق السعادة في العمل.