هل سيعقب موسم الأرباح الاستثنائي الحالي حالة من التباطؤ المفاجئ؟
بقلم كارولينا نوكولاك
مديرة الاستثمار في أبردين ستاندرد انفستمنت
بعد فترة قاسية مرت على الاقتصاد العالمي؛ بدأ موسم جني الأرباح، إذ تشير المؤشرات المبكرة إلى أننا في وضع اقتصادي جيد جدا، حيث يستمر التعافي القوي من الانخفاضات الناجمة عن جائحة فيروس كوفيد 19. وبمقارنة بسيطة للربع الثاني من هذا العام بنظيره من العام الماضي نستطيع القول إننا قد انتقلنا من أكبر انخفاض في الأرباح إلى أكبر انتعاش.
ففي الولايات المتحدة، بلغ نمو الأرباح على أساس سنوي في هذا الربع 65٪. أما في الاتحاد الأوروبي، الذي عانى انخفاضًا حادًا بسبب الجائحة، فقد صار يشهد نموًا بنسبة 140٪ – ولهذه الأرقام دلالات مهمة حيث من المتوقع أن تزيد الأرباح بأكثر من الضعف، وعلى الرغم من الترقيات المستمرة للأرباح التي تنبأ بها المحللون منذ منتصف العام الماضي، فقد استمرت الشركات في تجاوز التوقعات، ومن المرجح أن تستمر الشركات في تجاوز تلك التوقعات.
ومن المهم الاعتراف أن ما نشهده من انتعاش خلال هذا الربع من العام ليس الأول من نوعه، فقد توقفت أرباح الولايات المتحدة عن الانكماش في منتصف العام الماضي، واستمر معدل نموها في التسارع حتى هذا العام. فخلقت الأرباع الأربعة الأخيرة مفاجأة -من رقمين- لنمو الأرباح. بعبارة أخرى؛ شهدت الأرباع القليلة الماضية من إصدارات الشركات نموا تجاوز توقعات المحللين بهامش كبير، وبشكل غير عادي، حيث تجاوزت غالبية الشركات (90٪) توقعات المحللين حتى الآن.
والسؤال الذي قد يطرأ على الأذهان: هل سنشهد ظهور حالة “إرهاق أو تباطؤ مفاجئ”؟ بتعبير آخر نحن الآن في أكبر انتعاش للأرباح بعد الأزمة المالية العالمية، فهل يعني هذا أن الأفضل أصبح الآن وراءنا؟
فقد يعتاد المستثمرون أكثر من اللازم على هذه المفاجآت الإيجابية لذلك قد لا يولدون ذات رد الفعل المبتهج في أسعار الأسهم التي رأيناه العام الماضي. وإذا كنا الآن -على الأرجح- في ذروة نمو الأرباح، هل نتوقع أن يتباطأ هذا النمو بشكل كبير فالمعدل الحالي غير مستدام، فكما عشنا حالة من السخونة الزائدة، فمن الطبيعي أن يكون لدينا الآن شيء من البرودة.
تجدر الإشارة لأن الوقت الحالي لا يزال بيئة قوية لحدوث الإيرادات العالية والأرباح، ومن المهم تجهيز أنفسنا لاحتمال أن نكون في ذروة معدل النمو، ذروة التضخم، ذروة النشاط، ولكن ليس ذروة الأرباح لأنه من المحتمل أن تستمر هذه الأرباح في النمو لبعض الوقت، ليس بنفس المعدل، إنما قد تظل تنمو. وما من سبب للضيق أو الفزع من أي تباطؤ في نمو الأرباح، حيث تسلط توقعات الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الأعلى من الاتجاه الضوء على بيئة لنمو قوي في الإيرادات. يُترجم هذا عادةً إلى نمو أرباح قوي، حتى في بيئة ضغوط التكلفة التي نراها اليوم. وإذا استمرت ربحية الشركات في النمو، فسيتبع ذلك سعر السهم عادةً.
وتبدأ مواسم الأرباح عادةً بإصدارات البنوك، وكان من المتوقع أن تتضاعف أرباحها مقابل نفس الربع من العام الماضي وتجاوزت معظم الأسماء في القطاع هذه التوقعات. ويجب الاعتراف أن هذه “النبضات” الإيجابية لم تنتج عن النمو القوي للقروض أو دخل الفوائد القوي، ولكنها عُزيت، إلى حد كبير، إلى إعادة شطب مخصصات القروض المعدومة. وظلت الخدمات المصرفية الاستثمارية صامدة بسبب النشاط التجاري القوي، وصفقات الاندماج والاستحواذ الهائلة التي عززت أرباح الاستثمار.
ومن بين الشركات التي تقدم أمثلة قوية على نمو أرباح ممتاز، شركة بيبسيكو- Pepsico، التي حققت نتائج جيدة للغاية حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 20٪ على أساس سنوي. مع إعادة فتح المطاعم والحانات في جميع أنحاء العالم. وكذلك بعد خمسة أرباع خاسرة، عادت خطوط طيران دلتا إيرلاينز – Delta Airlines إلى الربح، حيث تعافت حركة المرور المحلية الآن إلى مستويات ما قبل الجائحة وعوضت المساعدات الحكومية بعض تكاليفها. وبالمثل تجاوزت فاستنال–Fastenal، موزع معدات السلامة والبناء، توقعات الإيرادات والأرباح كاستجابة للانتعاش الصناعي، فبيئة الطلب قوية، وليس من المستغرب أن تصبح التكاليف مصدر قلق، خاصة فيما يتعلق بالعمالة والنقل.
ومن نافلة القول الاعتراف أنه لا مفر من حدوث تباطؤ في معدل نمو ربحية السهم- EPS فلا يمكن أن يستمر الارتداد الدوري الحالي إلى الأبد، ولكن دورة الربح الحالية قد لا يزال أمامها بعض الطريق لتقطعه.
بالنظر إلى التوقعات أدناه، سيشكل الربع الثاني من عام 2021 (الشريط الأصفر) ذروة معدل النمو في EPS ولكن ليس بالضرورة ذروة الأرباح.
حول أبردين ستاندرد إنڤسمنتس ASI – الشرق الأوسط وإفريقيا
تعمل أبردين ستاندرد للاستثمارات في أسواق الشرق الأوسط بشكل فعال منذ أكثر من 20 عاما، ونظرا لأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد سوقا رائجة لإدارة الأصول، افتتحت أبردين ستاندرد للاستثمارات في عام 2016 مكتبا لها في سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، المركز المالي الدولي في العاصمة أبوظبي، والذي يتحول يوما بعد يوم إلى مركز مالي رائد على مستوى العالم، وهو ذات المكان الذي اختارته العديد من الشركات المالية المختلفة مقرا لها، سواء الشركات متعددة الجنسيات، أو الشركات الصغيرة المتخصصة في الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية. وتعد أبردين ستاندرد للاستثمارات واحدة من أهم مؤسسات إدارة الأصول الدولية الموجودة في سوق أبوظبي العالمي اليوم.
وتهدف أبردين ستاندرد للاستثمارات لمساعدة المستثمرين على تحقيق أهدافهم، وتوسيع آفاقهم المالية، وذلك عبر مجموعتها الكاملة من الحلول الاستثمارية التي تتضمن الأسهم وصناديق الأصول المتعددة والدخل الثابت والسيولة والعقارات والأسواق الخاصة. إلى جانب مجموعة من بدائل الاستثمار، وذلك بدءًا من “مؤشر بيتا الذكي” المُدار كمًا إلى استراتيجيات سيكنغ ألفا (Seeking Alpha) النشطة لبحوث الاستثمار.
وتصنف مؤسسة أبردين ستاندرد للاستثمارات كمؤسسة إدارة أصول عالمية، متخصصة في تحقيق منفعة طويلة الأجل لعملائنا، تضم أكثر من 1000 متخصص في قضايا ومسائل الاستثمار، وتدير أصول موزعة حول العالم بقيمة 525.7 مليار جنيه استرليني (669.6 مليار دولار أمريكي). ولدى أبردين ستاندرد للاستثمارات عملاء في 80 دولة، وأكثر من 40 مكتبًا حول العالم، وذلك لضمان قربها من عملائها ومن الأسواق التي تستثمر فيها.