وول ستريت تبدأ الأسبوع على تفاؤل لكن موسم التقلبات لم ينته بعد
ارتفعت أسواق الأسهم والسندات مع تراجع الحكومة البريطانية عن خطتها المالية المثيرة للجدل، التي دفعت البورصات للتراجع في الأسابيع الأخيرة، ما مهد الطريق لتقلب يومي كبير آخر في وول ستريت.
ومن غير المرجح، كما يبدو، أن ينحسر تقلب الأسواق قبل تحسن ظروف الاقتصاد الكلي.
تقلبات حادة
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.9%، أو 550 نقطة، في ختام التداول يوم الاثنين، في حين ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.65%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 3.43%.
يأتي هذا الارتفاع بعد تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.3% الجمعة، وارتفاعه بنسبة 2.8% يوم الخميس، في تقلبات واضحة في وول ستريت.
تحرك مؤشر داو بأكثر من 1.5% في تسعة أيام من آخر 18 يومًا من التداول، وهي عتبة سجلها المؤشر بنسبة 10% فقط من جميع أيام التداول على مدى السنوات العشر الماضية.
جاءت مكاسب يوم الاثنين بعد أن ألغى وزير المالية البريطاني الجديد جيريمي هانت جزءًا كبيرًا من خطة رئيسة الوزراء ليز تراس لخفض الضرائب، وتسببت في هزة لأسواق السندات والأسهم.
أشار محلل OANDA، كريغ إيرلام، إلى أنه يرى “بعض التحسن من منظور السوق” بعد “عكس جميع التخفيضات الضريبية غير الممولة تقريبًا”.
بعد أن ارتفعت إلى 4.55% في الأسبوع الماضي، انخفضت عوائد السندات البريطانية لمدة 10 سنوات 36 نقطة أساس لتصل إلى 3.97%، في حين انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات 6 نقاط أساس لتصل إلى 3.94% قبل أن ترتفع مجددًا إلى 4%.
تبريد التضخم مفتاح الاستقرار
كتب محلل Sevens Report، توم إيساي، في مذكرة يوم الاثنين، أن تبريد التضخم هو “مفتاح استقرار السوق”، مشيرًا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى لن تخفف من سياستها النقدية، حتى يكون هناك دليل “قاطع” على تراجع التضخم، وهو يوم لا يزال بعيدًا على الأرجح، نظرًا لارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة أكثر مما كان متوقعًا الشهر الماضي، مع وصول التضخم عند نحو 8%، أعلى بكثير من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
وصف إيساي خطة الحكومة البريطانية المنتقدة على نطاق واسع لمعالجة التضخم، بأنها واحدة من ثلاث صدمات سياسية رئيسية زعزعت الأسواق المالية الحساسة بالفعل في عام 2022، أما الصدمات الأخرى فهي الحرب في أوكرانيا وإغلاقات كوفيد- 19 في الصين.
سجل مؤشر VIX، وهو مقياس شائع لمدى تقلب السوق، 31.32 يوم الاثنين، نحو ضعف ما كان عليه قبل عام.
كتب رئيس قسم الأسواق الناشئة في UBS Global Wealth Management، أليخو زيروونكو، في مذكرة يوم الاثنين، “يعد التشدد العدواني والمتزامن المستمر للظروف المالية العالمية هو العدو الأول”.
قد يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي ثابتًا في إصراره على خفض التضخم إلى 2%، ولكن رئيس لجنة الاستثمار البحثي في بنك أوف أميركا، جاريد وودارد، كتب في مذكرة يوم الجمعة، أنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستعود إلى ما يقارب 5% من التضخم السنوي، كما كان الحال في السبعينيات.
شهد مؤشر داو جونز أكبر تأرجح له خلال اليوم منذ مارس/ آذار 2020 الخميس الماضي، بعد ارتفاع الأسهم بشكل مدهش، إثر قراءة تضخم سيئة.
ارتفع سهم بنك أوف أميركا يوم الاثنين 5.50% بعد أن تجاوز البنك توقعات الأرباح الربع سنوية، مع ترقب المستثمرين لموسم الأرباح.