هل نشهد ذروة تاريخية في الذهب؟
تحليل السوق نيابة عن رانيا جولة، المحللة المالية الأولى لدى موقع XS.com.
وصلت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد، حيث تم تداولها عند 2669.70 دولارًا يوم الأربعاء، مما يعكس أداءً قويًا للمعادن النفيسة. يأتي هذا الارتفاع غير المسبوق مدعومًا بانخفاض ثقة المستهلك الأمريكي في سبتمبر إلى أدنى مستوى لها منذ أغسطس 2021، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن سوق العمل والتنظيرات الاقتصادية. ومع تصاعد حالة عدم اليقين، أصبح الذهب ملاذا آمنا أكثر جاذبية، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الارتفاع وما إذا كنا على شفا تصحيح.
أعتقد أن بيانات السوق تظهر أن انخفاض ثقة المستهلك هو نتيجة مباشرة للتحديات الاقتصادية الراهنة، بما في ذلك المخاوف بشأن التضخم والركود. من وجهة نظري، يعكس انخفاض ثقة المستهلك مخاوف الأفراد بشأن الوضع الاقتصادي العام، مما يعزز جاذبية الذهب كخيار استثماري آمن. وهنا يبرز سؤال مهم: هل ستواصل أسعار الذهب الارتفاع وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؟
يتزامن ارتفاع أسعار الذهب مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى 3.73% وارتفاع الدولار الأمريكي الذي انخفض بنسبة 0.42% مقابل العملات الرئيسية. وفي رأيي، فإن هذا الانخفاض في العائدات يعزز جاذبية الذهب، حيث يصبح الاحتفاظ بها أقل تكلفة مقارنة بالاستثمار في السندات. وفي ظل هذه الظروف، تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب قد تواصل الارتفاع، لكن التوقعات طويلة المدى تتطلب الحذر.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في قوة أسعار الذهب. كلما زاد عدم الاستقرار الدولي، زادت جاذبية الأصول الآمنة مثل الذهب. أتوقع أن تستمر هذه التوترات في دعم الأسعار لفترة وجيزة. وهنا يمكننا أن نسأل: هل ستؤدي التطورات الجيوسياسية إلى استقرار الأسعار، أم ستؤدي إلى تصحيح؟
كما أؤمن بأن توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ستؤثر على حركة الذهب. يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تقليل التكلفة البديلة للاحتفاظ بالذهب، وبالتالي تعزيز الطلب عليه. ومن الجدير بالذكر أن الطلب المتزايد على صناديق استثمار الذهب المتداولة وقوة قطاع الخدمات في الاقتصاد الأمريكي قد يساهم في تحسين الأسعار. ومع ذلك، يظل السؤال: هل سيكون خفض أسعار الفائدة كافيًا لدعم أسعار الذهب وسط التغييرات الاقتصادية؟
للإجابة على الأسئلة السابقة، أعتقد أن التقارير تشير إلى أن أسعار الذهب تواصل الارتفاع من مستوى قياسي إلى مستوى قياسي جديد على الإطلاق. وقد وصل أحدث مستوى إلى 2670 دولارًا للأوقية، وهو أعلى بـ 140 دولارًا من الرقم القياسي السابق الذي تحقق منذ خمسة أسابيع فقط. وبالتالي، أعتقد أن هذا الارتفاع يعكس استفادة الذهب من دوره كمخزن للقيمة خلال فترات التضخم وعدم اليقين.
يمكن أن يستمر هذا الارتفاع، حيث يصل توقع أسعاري إلى 2740 دولارًا بنهاية العام. من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل تأثير سياسات الصين النقدية على أسعار الذهب. فقد خفض بنك الشعب الصيني سعر الإقراض، مما قد يدعم الاقتصاد المتدهور ويؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب.
بالنظر إلى البيانات الاقتصادية، يظهر مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي انخفاضًا كبيرًا، مما يعكس القلق العام بشأن الوضع الاقتصادي. وقد يؤدي هذا الانخفاض في الثقة إلى زيادة حذر المستثمرين، مما يؤدي إلى تقلب محتمل في أسعار الذهب. كما تتوقع الأسواق قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما قد يضغط على الدولار أكثر، الأمر الذي يفيد ارتفاع الذهب المستمر.