“بيتزا البيتكوين” الأفكار الثورية تبدأ صغيرة
من بيتزا متواضعة إلى ثورة رقمية، هكذا بدأت قصة البيتكوين. صفقة لازلو هانياك التاريخية في عام 2010، التي تبادل فيها آلاف البيتكوينات بقطعتي بيتزا، كانت بذرة فكرة غيرت العالم. إنها تذكير لنا بأن أعظم الإنجازات تبدأ بخطوات صغيرة، وبأن الثورة قد تكمن في أبسط الأشياء. فمن يدري، ربما كانت فكرتك أنت هي التي ستغير العالم غدًا.
اليوم، تتجاوز قيمة هذه البيتكوين المليار دولار، مما يجعل هذه الصفقة واحدة من أبرز الأمثلة على تقلبات سوق العملات الرقمية وقدرتها على تغيير حياة الناس.
في عام 2010، أقدم المبرمج الأمريكي لازلو هانياك على مغامرة جنونية، حيث أعلن عن استعداده لدفع 10,000 بيتكوين (تعادل اليوم ملايين الدولارات!) مقابل وجبة بيتزا. في ذلك الوقت، كانت قيمة البيتكوين تكاد تكون معدومة، وكثيرون شككوا في مستقبل هذه العملة الرقمية الجديدة.
دفعته الرغبة في إثبات جدوى البيتكوين إلى إطلاق اعلان على منتدى بيتكوين توك يقول فيه: “أنا مستعد لدفع 10 آلاف وحدة بيتكوين لشراء البيتزا فلنقل قطعتين كبيرتين من البيتزا ليبقى لي ما أتناوله ليوم غد ، ويمكنكم تحضير البيتزا بأنفسكم وجلبها لي أو شراءها وإرسالها لي عبر محلٍ ما وكل ما أريده فحسب يتمثل في تزويدي بما آكله مقابل وحداتٍ من عملة البيتكوين… وإذا كنتم مهتمين بالموضوع ، فأخبروني بذلك لكي نتوصل إلى اتفاق”. بعد أربعة أيام فقط، نجح أحدهم في الحصول على البيتزا وتسليمها إلى لازلو. هذه اللحظة التاريخية، التي تبدو اليوم مضحكة وطريفة، كانت بمثابة شرارة انطلقت منها رحلة البيتكوين نحو النجومية، حيث كانت أول معاملة معروفة لشراء منتج باستخدام عملة مشفرة.
في 22 مايو من كل عام، يحتفل مجتمع العملات المشفرة بيوم “بيتزا البيتكوين”، تخليدًا لأول صفقة تجارية باستخدام البيتكوين. في عام 2010، دفع المبرمج لازلو هانياك 10,000 بيتكوين مقابل قطعتي بيتزا، وهي قيمة لا تتجاوز 40 دولارًا أمريكيًا في ذلك الوقت. اليوم، تبلغ قيمة هذه البيتكوين ملايين الدولارات، مما يجعل هذه الصفقة واحدة من أغلى الوجبات في التاريخ.
هذه الصفقة أثبتت أن البيتكوين يمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات، مما شجع العديد من الأشخاص على الانضمام إلى هذا العالم الرقمي الجديد. اليوم، أصبحت العملات المشفرة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، وتشهد تطورًا مستمرًا.
بعد أشهر قليلة، بدأ سعر البيتكوين في الارتفاع بشكل جنوني، وتحولت قطعتي البيتزا إلى ثروة طائلة. واجه لازلو موجة من السخرية والتعليقات، وردًا على السخرية، قال لازلو هانياك: “لم أتخيل أبدًا أن تحظى هذه المبادرة بكل هذه الشهرة، لكنني لم أعد أستطيع تحمل الوضع بعد الآن. لم أعد قادرًا على توليد آلاف وحدات البيتكوين يوميًا، وأود أن أشكر كل من قدم لي البيتزا، ولكنني هذه المرة أفضّل الاحتفاظ بما أملك من بيتكوين”.
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، صرح لازلو أنه لا يشعر بالندم على قراره، بل إنه يعتبره تجربة فريدة وملهمة. قال: “لم أكن أتوقع أن تصبح هذه المبادرة بهذا الحجم، ولكنني فخور بكوني جزءًا من تاريخ العملات المشفرة.”
أصبحت هذه الصفقة بداية الطريق لانتشار العملات المشفرة كوسيلة دفع واستثمار في الأسواق العالمية. حيث أصبح من الممكن الآن شراء العديد من المنتجات والخدمات باستخدام هذه العملات. كما أن العملات الرقمية تستمر في جذب اهتمام المستثمرين والتجار على حد سواء،
والأن استثمار بسيط في البيتكوين في عام 2010 كان كفيلًا بتحويل أي شخص إلى مليونير. فبعد أن كانت قيمة 10,000 بيتكوين تساوي بضعة دولارات، ارتفعت لتتجاوز مئات الملايين. هذه القصة تظهر لنا قوة الاستثمار في الأصول الرقمية الناشئة. فالأفكار المبتكرة، مهما بدت بسيطة، يمكن أن تغير العالم. كما أنها تذكرنا بأهمية المخاطرة والاستثمار في المستقبل!.