الذهب يلمع مجددًا: بين رهانات الفيدرالي وتوترات السياسة العالمية
ارتفعت أسعار الذهب مع بداية تعاملات اليوم، مستفيدة من موجة التفاؤل بين المستثمرين بإمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وجاء هذا التفاؤل بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو، والتي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بنسبة 2.7% على أساس سنوي، وهي نسبة جاءت أقل من توقعات المحللين (رويترز، 2025). أما القراءة الأساسية، التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة، فقد ارتفعت بشكل طفيف إلى 3.1%، ما يعكس تباطؤًا نسبيًا في الضغوط التضخمية كما جاء في تحليل السوق عن جوزف ضاهرية كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill.
هذه البيانات عززت توقعات الأسواق بإمكانية إقدام الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، وهو ما يرفع جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد، خاصة في بيئة انخفاض العوائد الحقيقية (Bloomberg، 2025).
لكن العوامل الاقتصادية ليست وحدها في المشهد؛ فالملاذات الآمنة تكتسب زخمًا إضافيًا بفعل التوترات الجيوسياسية المستمرة، خصوصًا في ظل التصعيد الدبلوماسي والعسكري بين القوى الكبرى. ومع ذلك، فإن أي تقدم في المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا هذا الأسبوع قد يقلّص الطلب على الذهب، إذا ما زادت شهية المستثمرين للمخاطرة.
على صعيد البيانات المقبلة، تترقب الأسواق مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي، وطلبات إعانة البطالة، ومبيعات التجزئة، بحثًا عن إشارات أوضح لمسار السياسة النقدية. قراءة أضعف من المتوقع قد تدفع الفيدرالي لمزيد من التيسير، وهو ما سيكون بمثابة دفعة إضافية للمعدن النفيس.
خلاصة المشهد: الذهب يعيش لحظة حساسة، حيث يتأرجح بين دعم من السياسة النقدية المحتملة للفيدرالي وضغوط محتملة من تحسن الأجواء الجيوسياسية. المستثمرون الآن بين مطرقة البيانات الاقتصادية وسندان السياسة الدولية.