انخفاض طفيف للأسهم الأمريكية وترقب حذر قبل كلمة باول

إعداد: أحمد عسيري – استراتيجي أبحاث، Pepperstone

أنهت الأسهم الأمريكية جلسة أمس على تراجع محدود، بعدما أظهر محضر الفيدرالي نبرة أكثر حذرًا تجاه خفض الفائدة. فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، فيما تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.6%، في وقت بدأ المستثمرون يدركون أن مسار التيسير النقدي قد لا يكون بالسرعة التي راهنوا عليها سابقًا.

على صعيد السندات، استقر العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قرب 4.30%، بينما بلغ العائد على السندات طويلة الأجل (30 عامًا) نحو 4.88%، ما يعكس تسطحًا طفيفًا في منحنى العائد مع فتور شهية المخاطرة. وأكد مسؤولو الفيدرالي أن التضخم لا يزال يشكل التحدي الأكبر، وهو ما يعني أن أي تحول نحو السياسة التيسيرية سيكون مشروطًا بالبيانات الاقتصادية القادمة، خاصة بيانات سوق العمل والتضخم.

وتُظهر أدوات السوق أن المستثمرين يسعّرون احتمالية تقارب 80% لخفض الفائدة في سبتمبر، مع خفض آخر متوقع قبل نهاية 2025. لكن أي تغيير في هذه التوقعات سيعتمد مباشرة على قوة البيانات المرتقبة.

الأسهم: تباطؤ طبيعي لا خروج جماعي

شهدت أسهم التكنولوجيا الكبرى بعض الضغوط، حيث أغلقت آبل، تسلا، مايكروسوفت، وأمازون على انخفاض، في حركة بدت أقرب إلى جني أرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، وليست تحولًا جذريًا في قناعات المستثمرين.

في المقابل، أعلنت Target عن نتائج فاقت التوقعات، إذ سجلت إيرادات عند 25.2 مليار دولار وربحية للسهم عند 2.05 دولار. إلا أن المبيعات المماثلة تراجعت بنسبة 1.9%، ومع إعلان خطة لانتقال الإدارة التنفيذية عام 2026، خسر السهم نحو 6% بعد الإغلاق، إذ لم يرحب المستثمرون بتعيين مايكل فيديلكي (المدير المالي السابق) خلفًا لـ براين كورنيل، معتبرين أن القرار يعكس "استمرارية" أكثر من كونه رؤية جديدة للتحول.

وتتجه الأنظار بقوة نحو نتائج إنفيديا الأسبوع المقبل، والتي من المتوقع أن تحدد اتجاه السوق التكنولوجي بأكمله، كونها المؤشر الأبرز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

السلع والعملات

تداول خام برنت في نطاق ضيق قرب 84 – 85 دولارًا للبرميل، حيث تتوازن توقعات الطلب مع المخاوف من جانب العرض، ما يعكس عودة السوق إلى مرحلة أكثر استقرارًا بعد فترة من التقلبات.

أما مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) فاستقر حول 104، في وقت يترقب فيه المستثمرون كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول.

وحافظ الذهب على استقراره فوق مستوى 2,420 دولارًا للأونصة، مدعومًا بموجة طلب تحوطي مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة.

ما ينتظر الأسواق

تتجه الأنظار اليوم إلى صدور مؤشرات مديري المشتريات (PMI) في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة، والتي ستعطي قراءة مبكرة عن أداء الأنشطة الاقتصادية. كما ستصدر بيانات طلبات إعانة البطالة ومبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة.

لكن الحدث الأهم يبقى ندوة جاكسون هول، حيث ينتظر المستثمرون إشارات من جيروم باول حول كيفية موازنة الفيدرالي بين السيطرة على التضخم والحفاظ على النمو الاقتصادي، وهو ما قد يعيد رسم مسار العوائد وتوقعات خفض الفائدة لبقية العام.