Middle East Business

الشركات العائلية جسر للتنمية المستدامة والابتكار الاقتصادي

صورة المقال

الشركات العائلية جسر للتنمية المستدامة والابتكار الاقتصادي

يشكّل التعاون بين أبوظبي وبرلين خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة الشركات العائلية وتوسيع دورها في بناء اقتصاد أكثر استدامة وتنافسية. فقد شهدت زيارة وفد اقتصادي من إمارة أبوظبي إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، بقيادة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، لقاءات موسّعة لمجلس أبوظبي للشركات العائلية مع مؤسسات اقتصادية ألمانية مرموقة، بهدف استكشاف فرص التعاون وتعزيز الشراكات طويلة الأمد.

ركزت المباحثات على دعم استدامة الشركات العائلية، وتطوير آليات الحوكمة، وتمكين التحول الرقمي والابتكار، بما يرسخ دورها كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. وفي هذا الإطار، التقى المجلس بالمؤسسة الألمانية للشركات العائلية، التي تعد مرجعاً رائداً في هذا المجال، إضافة إلى اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة الألمانية (BVMW)، أكبر تحالف من نوعه يضم أكثر من 900 ألف شركة.

وسلطت الاجتماعات الضوء على الدور التكاملـي للشركات الصغيرة والمتوسطة في دفع الابتكار وتعزيز مرونة الاقتصاد، بما يجعلها شريكاً استراتيجياً للشركات العائلية في مواجهة التحديات العالمية. كما تم الاتفاق على توسيع قنوات التعاون بين الشركات في الإمارات وألمانيا لفتح آفاق جديدة للاستثمار والتبادل التجاري ونقل الخبرات.

وأكد مجلس أبوظبي للشركات العائلية أن هذه الزيارة تشكّل محطة محورية في صياغة مستقبل اقتصادي مشترك، يقوم على مبادئ الاستدامة والتنافسية، مشيراً إلى أن تبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والتحول الرقمي والابتكار يعد ركناً أساسياً في ضمان انتقال ناجح للشركات العائلية بين الأجيال.

وتبرز أهمية هذه الشراكات في ظل الدور المحوري للشركات العائلية في كل من الإمارات وألمانيا؛ حيث تمثل نحو 90% من إجمالي الشركات في كلا البلدين، وتساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل. ففي الإمارات، تسهم الشركات العائلية بنسبة تقارب 60% من الناتج المحلي وتوفر 80% من الوظائف في القطاع الخاص، بينما في ألمانيا تحقق إيرادات تفوق 4.77 تريليون درهم (1.3 تريليون دولار) وتوفر ما يقارب 3.9 مليون وظيفة.

من جانبه، أكد سعادة خالد الفهيم، رئيس مجلس أبوظبي للشركات العائلية، أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وألمانيا تقوم على أسس راسخة من التفاهم والشراكة، لافتاً إلى أن التجربة الألمانية في دعم نمو الشركات العائلية تمثل نموذجاً ملهمًا لأبوظبي، وأن هذه الزيارة تسعى إلى استحداث آليات جديدة لتعزيز التنافسية وفتح مجالات أوسع للتعاون الاستثماري في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة التحويلية.

وتأتي هذه الجهود في إطار خارطة الطريق لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي 2025 – 2028، التي تهدف إلى بناء شراكات دولية متينة وتمكين الشركات العائلية من لعب دور أساسي في التنمية المستدامة، بما يعزز من مرونة الاقتصادين الإماراتي والألماني ويضمن قدرتهما على مواجهة المتغيرات العالمية.

التعليقات

أضف تعليقًا