أسرار تفوق الشركات العائلية بقلم admin | نُشر في: 17 حزيران 2025 التصنيف: تمويل واستثمار مشاركة أسرار تفوق الشركات العائلية: كيف تخلق القيمة وكيف يمكنك أن تصبح واحداً منها مرونة وتأثير الشركات العائلية في عالم الأعمال الذي يتسم بالاضطراب والتغير المستمر، تبرز الشركات العائلية (FOBs) كنماذج للمرونة والقدرة على التكيف. على عكس العديد من المنظمات التي قد يكون مفهوم المرونة جديدًا عليها، فإن الشركات العائلية، التي يمتلك فيها المؤسسون أو أحفادهم حصصًا كبيرة أو حقوق تصويت مؤثرة، قد مارست هذه المرونة كجزء لا يتجزأ من أعمالها لعقود، بل لقرون في بعض الحالات، كما يتضح من استمرارية شركات مثل Levi Strauss و L'Oréal. غالبًا ما يتم التقليل من شأن الدور الهائل الذي تلعبه الشركات العائلية في الاقتصاد العالمي. فهي تمثل أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتولد إيرادات سنوية تتراوح بين 60 و 70 تريليون دولار، وتوفر حوالي 60% من فرص العمل عالميًا. بالإضافة إلى ذلك، تساهم بشكل حاسم في دعم التعليم والرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية في مجتمعاتها حول العالم. تؤكد أبحاث McKinsey الحديثة على هذه القدرة على التكيف والمرونة والأثر الكبير، مشيرة إلى أن الشركات العائلية تمتلك الهياكل وأفضل الممارسات اللازمة لمواجهة تحديات الأعمال في الأوقات المضطربة. تفوق الأداء: الأرقام تتحدث تكشف دراسة نُشرت في موقع McKinsey & Company عن تفوق أداء الشركات العائلية بشكل عام مقارنة بالشركات غير العائلية، وإن كانت درجة هذا التفوق ودوافعه تختلف. ففي الفترة ما بين 2017 و 2022، حققت الشركات العائلية متوسط عائد إجمالي للمساهمين (TSR) أعلى (2.6% مقابل 2.3% لغير العائلية)، ومتوسط ربح اقتصادي أكبر (77.5 مليون دولار مقابل 66.3 مليون دولار)، وفارق اقتصادي (economic spread) أعلى بنسبة 33%. يتعمق التحليل ليكشف عن اختلافات في الأداء بناءً على حجم الشركة وعمرها. فالشركات العائلية متوسطة الحجم (إيرادات سنوية بين 150 مليون و 5 مليار دولار) تتفوق لكونها مستثمرين أكثر كفاءة، محققة دوران رأسمال أعلى بنسبة 10% مقارنة بنظيراتها غير العائلية. يُعزى ذلك إلى تركيزها على المدى الطويل وعمليات اتخاذ القرار المبسطة التي تمكنها من تحديد الفرص الاستثمارية المتوافقة مع أهدافها والتصرف بسرعة. أما الشركات العائلية الكبيرة (إيرادات بين 5 و 100 مليار دولار)، فتتفوق كـ "مشغلين" أكثر كفاءة، محققة هوامش تشغيل أعلى بمقدار 1.5 نقطة مئوية، مستفيدة من الكفاءات التشغيلية وعلاقات سلسلة التوريد المتطورة عبر الأجيال. كما يظهر التحليل أن الشركات العائلية الشابة (أقل من 25 عاما) تتميز بعقلية نمو قوية، حيث تزيد إيراداتها بمعدل ضعف نظيراتها غير العائلية، مدفوعة بالطاقة الريادية للمؤسس. ولكن مع نضوج الشركة وانتقال القيادة إلى أجيال جديدة، قد يتباطأ هذا النمو ليتماشى مع الشركات غير العائلية، حيث يتحول التركيز أحيانًا نحو الحفاظ على القيمة بدلاً من المخاطرة. تحديات فريدة على الرغم من هذا الأداء المتفوق، تواجه الشركات العائلية تحديات فريدة. قضايا التعاقب بين الأجيال، والحاجة إلى الموازنة بين رؤية المؤسس ومتطلبات الأجيال اللاحقة، تمثل تحديًا مستمرًا. كما أن النهج المالي المتحفظ، الذي يساعد على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية، قد يعيق أيضًا القدرة على الاستثمار في الابتكار أو التوسع أو تبني التغييرات الضرورية بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي نقص الاستثمار في البحث والتطوير إلى الحد من القدرة على الابتكار والمنافسة على المدى الطويل. معادلة التفوق: 4 عقليات + 5 إجراءات استراتيجية تُظهر الدراسة أن الشركات العائلية الأعلى أداءً (أكثر من 120 شركة في قاعدة البحث تمثل أعلى شريحتين من حيث الربح الاقتصادي) لا تتفوق بالصدفة. إنها تجمع بين أربع عقليات أساسية، موجودة بدرجات متفاوتة في جميع الشركات العائلية ولكنها أكثر وضوحًا وتأثيرًا لدى المتفوقين، مع خمسة إجراءات استراتيجية محددة. العقليات الأربع الحاسمة: 1. التركيز على هدف يتجاوز الأرباح:93% من الشركات الأعلى أداءً تؤمن بوجود هدف واضح يتجاوز مجرد خلق قيمة للمساهمين (مقابل 86% للمجموعة ككل). قد يكون هذا الهدف داخليًا (بناء الإرث، حماية السمعة، ثقافة قوية) أو خارجيًا (تعظيم قيمة العملاء، التأثير الإيجابي في المجتمع). الأهم هو وجود آليات رسمية لترسيخ هذا الهدف لدى الموظفين. 2. نظرة طويلة الأمد والتركيز على إعادة الاستثمار: تتميز هذه الشركات برؤية تمتد لأجيال، مما يدفعها لإعادة استثمار الأرباح في نمو الأعمال وتطويرها بدلاً من التركيز على المكاسب قصيرة الأجل. 3. موقف مالي متحفظ وحذر: الحفاظ على ميزانية قوية وتجنب الديون المفرطة يوفر وسادة أمان خلال الأزمات، وإن كان يتطلب موازنة دقيقة لتجنب تفويت فرص النمو. 4. عمليات تتيح اتخاذ قرارات فعالة وجود هياكل حوكمة وعمليات مبسطة تسمح باتخاذ قرارات سريعة وحاسمة، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات وتخصيص الموارد. الإجراءات الاستراتيجية الخمسة: 1. تنويع المحافظ الاستثمارية بفعالية: البحث المستمر عن فرص لتنويع الأعمال عبر قطاعات أو مناطق جغرافية مختلفة لتقليل المخاطر. 2. إعادة تخصيص الموارد ديناميكيًا: القدرة على نقل الموارد بسرعة ومرونة نحو الأعمال والمناطق والقنوات الواعدة. 3. الكفاءة في الاستثمار والتشغيل: الجمع بين القدرة على تحديد وتنفيذ الاستثمارات المجدية وبين إدارة العمليات اليومية بكفاءة لتحقيق هوامش ربح قوية. 4. التركيز المستمر على جذب وتطوير والاحتفاظ بالمواهب: إدراك أن رأس المال البشري هو مفتاح النجاح المستدام والاستثمار فيه بشكل كبير. 5. المراجعة المستمرة لآليات الحوكمة: التأكد من أن هياكل الحوكمة تظل مناسبة وفعالة لدعم أداء الأعمال القوي عبر الأجيال ومع نمو الشركة. طريق نحو قيمة مضاعفة تؤكد الدراسة أن الشركات العائلية التي تنجح في تطبيق هذه المعادلة "4+5" لديها فرصة لمضاعفة قيمتها بما يتراوح بين 2.5 و 5.5 مرات، بل وربما مضاعفة قيمتها أربع مرات خلال العقد القادم. هذه الدروس ليست حكرًا على الشركات العائلية، بل يمكن للشركات غير العائلية أيضًا الاستفادة منها لتعزيز أدائها ومرونتها. إن فهم وتطبيق هذه المبادئ يمكن أن يساعد الشركات على تحقيق النجاح المستدام، وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه التحديات، وزيادة تأثيرها الإيجابي في الاقتصاد والمجتمع. المصدر: mckinsey