توقعات الأسواق لعام 2026

صورة المقال

توقعات الأسواق لعام 2026

بعد سنوات اتسمت بالاضطراب، شكّل عام 2025 محطة تحول في مسار الأسواق المالية العالمية. فقد بدأت الضغوط التضخمية في الاقتصادات الكبرى بالتراجع، وتباطأت وتيرة التشديد النقدي لدى البنوك المركزية، وبدأ المستثمرون ينظرون إلى ما بعد مرحلة أسعار الفائدة "المرتفعة لفترة أطول". ومع ذلك، ظل التوتر الجيوسياسي وتباين وتيرة النمو العالمي سببًا رئيسيًا لاستمرار تقلبات الأسعار، لاسيما في أسواق الذهب والنفط.

ومع انطلاق عام 2026، لا يزال الذهب والنفط مؤشرَين رئيسين لقياس معنويات المستثمرين. يمثل الذهب مزيجًا من الثقة والحذر، بينما تعكس حركة النفط ديناميكيات النمو العالمي ومعادلات العرض والطلب.

ووفقًا لوائل مكارم، رئيس إستراتيجيات الأسواق المالية في EXNESS، فإن تحركات هذين الأصلين تكشف عن سيكولوجيا السوق. ويقول: "الذهب والنفط ليسا مجرد سلع، بل هما مرآة لتوقعات التضخم وشهية المخاطرة والمشهد الكلي العام. وفهم العوامل التي تحركهما يساعد المتداولين على تحديد النقطة التي تلتقي فيها الفرص بالحذر."

نظرة عامة على عام 2025


شهد العالم انحسارًا ملحوظًا للتضخم مقارنة بمستوياته القياسية، بينما ظل النمو العالمي غير متوازن. وفي الولايات المتحدة وأوروبا، اعتمدت البنوك المركزية نهجًا قائمًا على البيانات، موزعة خياراتها بين استمرار السياسات المقيدة أو البدء بتخفيفها تدريجيًا. في الوقت نفسه، ذكّرت النزاعات الدولي وتعطل سلاسل الإمداد الأسواق بأن المخاطر الجيوسياسية ما تزال عاملًا مؤثرًا في الاقتصاد العالمي.

هذه التطورات عززت مكانة الذهب كملاذ آمن، وأظهرت مدى حساسية النفط للتوازن الدقيق بين الطلب والعوامل الجيوسياسية. واعتمد المتداولون في مواجهة هذه التحولات على سرعة التنفيذ ودقته واستقرار شروط التداول، خصوصًا خلال فترات البيانات الاقتصادية وأسعار الفائدة.

ويقول مكارم: "كلما ارتفعت وتيرة التقلبات، أصبحت حتى الفوارق الصغيرة في جودة التنفيذ ذات تأثير مباشر على النتائج. ولهذا نركز على ضمان التنفيذ الدقيق¹ واستقرار السبريد² ليتمكن المتداولون من اتخاذ قرارات أكثر ثقة."

المشهد الاقتصادي في 2026

تشهد بعض المناطق الاقتصادية حالة من الاستقرار مع تراجع التضخم، في حين تتأثر مناطق أخرى بتأخر مفعول ارتفاع الفائدة. وتعمّق السياسات المالية ودورات الانتخابات مستوى عدم اليقين. ومن المتوقع أن تتبع البنوك المركزية نهجًا حذرًا، موازنة بين مخاطر التيسير المبكر والحاجة لدعم النمو. كما ستكون الأسواق شديدة الحساسية لأي تغيّر في توجهات السياسة النقدية، ما يجعل بيانات التضخم وقرارات الفائدة محفزات رئيسية لتقلبات الأسعار.

توقعات الذهب: بين الثقة والحذر


سيتحدد مسار الذهب في 2026 وفقًا للعوائد الحقيقية وقرارات البنوك المركزية. ففي حال استمر التضخم في التراجع مع بقاء الفائدة مرتفعة، قد تشكل العوائد الحقيقية ضغطًا على المعدن النفيس. أما في حال تحوّلت السياسات نحو التيسير، فمن المرجح أن يعود الطلب على الذهب للارتفاع سريعً

ويعلق مكارم: "يمثل الذهب ساحة يعبر فيها المتداولون عن توقعاتهم بشأن السياسات العامة ومخاوفهم. لقد قمنا بتحسين شروط التداول من خلال سبريد منخفض ومستقر على الذهب³ وتنفيذ⁴ يمكن الوثوق به حتى في أوقات الذروة. هذه الدقة تمنح المتداولين فرصة الاستفادة من تغيرات معنويات السوق فور حدوثها."

توقعات النفط: بين العرض والطلب والتحول العالمي

سيعتمد مستقبل أسعار النفط في 2026 على التزام أوبك+، ومستويات الإنتاج الأمريكي، وانتعاش الطلب العالمي. وفي حين تشكل الطاقة المتجددة ركنًا أساسيًا في التوقعات طويلة الأمد، إلا أن ضعف الاستثمار في النفط التقليدي قد يؤدي إلى موجات تقلب حادة على المدى القصير

ويضيف مكارم: "النفط يقع عند نقطة التقاء بين الربحية وسياسات الطاقة والتوترات الجيوسياسية. لذلك يحتاج المتداولون إلى أعلى درجات الموثوقية عند تحرك الأسعار بسرعة. ولهذا عملنا على تحسين السبريد والتنفيذ على النفط الأمريكي لمساعدة العملاء على التفاعل بثقة وسرعة."

التداول بدقة وسيطرة


يمثل مستوى جودة شروط التداول عنصرًا حاسمًا للمتداولين الذين يتعاملون مع سلع عالية الحركة مثل الذهب والنفط. فالأمر لا يتعلق بتفصيل تقني، بل قد يكون الفارق بين اقتناص الفرصة أو ضياعها. ولهذا تبني EXNESS بنيتها التحتية بالكامل على الدقة والثبات.

وتوفر الشركة سبريدًا ثابتًا وقليلًا على أصول رائجة ومنها الذهب والنفط الأمريكي³، وتنفيذًا دقيقًا وموثوقًا خلال اللحظات ذات التأثير الكبير⁴، بالإضافة إلى نظام سحب فوري يعالج تلقائيًا 98% من العمليات⁵.

كما تضيف ميزة الحماية من الرصيد السلبي طبقة مهمة من التحكم، إذ تضمن ألا يخسر العملاء أكثر من رصيدهم حتى في أشد حالات تقلب السوق. والنتيجة بيئة تداول تمنح المتداولين وضوحًا وثقة واستمرارية، بينما تتولى EXNESS إدارة التعقيدات الفنية.

ويختم مكارم قائلاً: "هدفنا أن نمنح المتداول القدرة على التركيز على استراتيجيته، بينما نتكفل نحن بالبنية التحتية. الموثوقية والشفافية والتحكم هي العناصر التي تحول الفرصة إلى نجاح مستدام."

أهم النقاط للمتداولين

  • اتجاهات التضخم وأسعار الفائدة ستظل المحرك الرئيس لأداء الذهب.

  • سيؤثر انضباط أوبك+ والطلب الصناعي العالمي في مستوى تقلبات النفط.

  • تحركات الدولار ستلعب دورًا مهمًا في تعزيز أو كبح اتجاهات السلع.

  • ستبقى جودة التنفيذ وتكاليف التداول والموثوقية عوامل أساسية لاستدامة استراتيجيات التداول.


ومع اقتراب عام 2026، يبدو أن الذهب والنفط سيواصلان التحرك وفق القوى التي تشكل الاقتصاد العالمي، بدءًا من السياسة والنمو وصولًا إلى الجغرافيا السياسية. ويبقى التحدي الأكبر للمتداولين ليس فقط في توقع تلك التحولات، بل في التنقل بينها بثقة ووضوح ودقة.

المصدر: investing.com


التعليقات

أضف تعليقًا