البيتكوين في مستوى قياسي جديد
بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تواصل البيتكوين ارتفاعها لليوم الرابع على التوالي وتبلغ أعلى مستوى لها منذ أوائل يونيو مع تجاوزها لمستوى 71,500 دولاراً. هذا ما أدى إلى دعم الاتجاه الصاعد للعملات المشفرة البديلة حيث استعادت سولانا مستوى 180 دولاراً لأول مرة منذ أواخر يوليو.
ارتفاعات البيتكوين تأتي وسط المزيد من الدفع في سوق العقود الآجلة وبلوغ المراكز المفتوحة الخاصة بالعملة المشفرة الأكبر في العالم مستوى قياسي جديد، إضافة إلى تزايد تراكم التدفقات الهائلة في الصناديق الفورية على الرغم من الأسعار المرتفعة.
وفقاً لأرقام CoinGlass، فقد بلغت المراكز المفتوحة للعقود الآجلة للبيتكوين أكثر من 42 مليار دولاراً، وذلك وسط ما يبدو هيمنة متزايدة للمشترين مع تجاوز نسبة الشراء إلى البيع 1.1 وهذه السيطرة بدأت منذ يوم السبت. هذا الزخم المتزايد في سوق العقود الآجلة بالتزامن مع الارتفاع الصاعد للأسعار قد يعكس دفع المشترين نحو المزيد من المستويات المرتفعة.
حتى مع تجاوز المستوى الصعب عند 69,000 دولاراً فقد حصدت صناديق البيتكوين الفورية أكثر من 479 مليون دولاراً من صافي التدفقات الموجبة الأمس لوحده، وتتجاوز بذلك مجمل التدفقات منذ إطلاق الصناديق 22 مليار دولاراً.
فيما سيبقى المستوى النفسي عند 72,000 دولاراً هو مستوى الاختبار الأهم التالي. ذلك أن ملامسته عادة ما كان يتبعها تيار هابط عميق قد يدفع سعر البيتكوين إلى ما دون 60,000 دولاراً.
هذا كله يأتي مع الرهان على إمكانية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية للبيت الأبيض وذلك بعد الانتخابات التي ستجري منتصف الأسبوع المقبل. ذلك في حين عدم وجود أفضلية جوهرية لأي من المرشحين على الآخر إلى الأن وهذا ما قد يترك الأسواق عرضة للتقلبات الحادة وسط التباين في استطلاعات الرأي. حيث أن متوسط الاستطلاعات لا يزال يظهر أفضلية طفيفة لكاملا هاريس على ترامب بواقع 1.4 نقطة مؤية، وفق FiveThirtyEight.
كما أن تحركات البيتكوين تأتي قبل سلسلة من البيانات بالغة الأهمية للاقتصاد الأمريكي. فيما أن التوقعات تشير إلى تباطؤ لسوق العمل في أكتوبر مقارنة مع ما كان عليه في سبتمبر. في حين أن المفاجئات السلبية التي تشير إلى علامات ضعف حول سلامة الاقتصاد قد تكبح مكاسب العملات المشفرة التي يتطلب بقاء تيارها الصاعد فعالاً شهية مترفعة للمخاطر.
أضف إلى ذلك، فإن الأسواق قد تشعر ببعض الراحة مع الهدوء النسبي للتصعيد في الشرق الأوسط بعد عدم استهداف إسرائيل المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية، والذي كان من شأنه أن يفاقم الحرب الإقليمية علاوة على تزايد الحديث حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتي من شأنها أن تساهم في نزع فتيل الحرب. إلا أن هذه السردية قد تدوم فقط خلال فترة الانتخابات في الولايات المتحدة والتي قد يتلوها جولات تصعيد أكثر عنفاً وقد يمتد أثرها ليؤثر مباشرة في الاقتصاد العالمي عبر التضرر المحتمل لسلاسل امدادات الطاقة من الإقليم. في حين تتأثر البيتكوين أحياناً بالتحولات الجوهرية في الصراع والتي من شأنها أن تفاقم المخاوف حول المخاطر الصعودية للتضخم.