مكاسب الذهب والنفط
فوربس الشرق الأوسط: ارتفعت أسعار النفط والذهب وعائدات سندات الخزانة الأميركية مع تصاعد حدة الصراع في المنطقة، في ظل امتداد المواجهات إلى الساحة اللبنانية، لنرى مشهدًا أشد وطأة من بداية الحرب قبل سنة من اليوم.
وزاد ترقب السوق لرد انتقامي من إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 200 صاروخ باليستي، من ارتفاع أسعار النفط فزاد سعر برميل خام برنت خلال تعاملات اليوم إلى 79.94 دولار، في حين ارتفع برميل الخام الأميركي إلى 76.47 دولار ليقترب من أعلى مستوى في 5 أسابيع.
وشهد الأسبوعان الأخيران تصاعدًا مثيرًا للأحداث في المنطقة بدءًا من تفجير أجهزة (البيجر) التي يستخدمها عناصر حزب الله في الاستدعاء، إلى تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في اليوم التالي مع قصف مكثف على جنوبي لبنان، وعمليات اغتيال إسرائيلية متلاحقة لقادة حزب الله اللبناني طالت الأمين العام حسن نصر الله، مع غارات استهدفت رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، من دون أن يُعرف نتائجها بعد، وسط شكوك في أن قائد الحرس الثوري اللواء إسماعيل قاآني كان معه في موقع الاستهداف.
النفط
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي ارتفع خام برنت 6% وقت إعداد هذا التقرير إلى 79.22 دولار، كما ارتفع برميل الخام الأميركي بنحو 7% إلى 75.59 دولار.
وقالت بريانكا ساشديفا المحللة في فيليب نوفا، إن التصعيد المحتمل للصراع واجه ضغوطًا متزايدة على جانب الطلب.
وقالت (إيه إن زد) للأبحاث: “نرى أن الهجوم المباشر على منشآت النفط الإيرانية هو الرد الأقل ترجيحًا بين خيارات إسرائيل”، مشيرة إلى قدرة الإنتاج الفائضة التي تملكها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) البالغة سبعة ملايين برميل يوميًا.
ويقول محللون إن أوبك تمتلك طاقة فائضة كافية من النفط لتعويض فقدان كامل للإمدادات الإيرانية في حال دمرت إسرائيل منشآت هذا البلد النفطية، لكنها ستواجه تعقيدات إذا ردت إيران بضرب منشآت لدى جيرانها في الخليج.
الذهب
وظلت توقعات خفض الفائدة الأميركية خلال الأسبوعين الماضيين هي المؤثر الرئيسي في أسعار الذهب مع حضور التوترات الجيوسياسية في المشهد.
وشهدت أسعار الذهب في العقود الفورية ارتفاعات متتالية منذ خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة 0.5% في اجتماع السياسة النقدية الماضي في 18 سبتمبر/ أيلول من مستوى 2575.95 دولار إلى مستوى 2685 دولارًا في 26 سبتمبر / أيلول قبل أن يتراجع إلى مستوى 2624.77 دولار في 30 من الشهر ذاته.
ومع الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل ارتفع الذهب إلى مستوى 2665 دولارًا في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي المجمل ارتفعت أسعار الذهب في العقود الفورية بنحو 1% وقت إعداد هذا التقرير منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.43% إلى 5660.80 دولار للأوقية.
وقال كبير المحللين لدى أكتيف تريدز، ريكاردو إيفانجيليستا: “أسعار الذهب عالقة في صراع قوي بين ارتفاع الدولار والطلب المستمر على الملاذ الآمن، ما سيبقيها على الأرجح بالقرب من المستويات الحالية. وقد تكون البيانات الاقتصادية الأميركية القادمة حاسمة لكسر هذا الجمود”.
وتترقب السوق الآن محضر أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي وبيانات مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة المقرر صدورها هذا الأسبوع.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا محلل سوق المال لدى كينيسيس: “بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدورها هذا الأسبوع مهمة لتوقع ما سيفعله مجلس الاحتياطي الاتحادي، لكنني لا أتصور مفاجأة، لأن السوق تتوقع بالفعل بنسبة 100% تقريبًا أن (يخفض) المجلس سعر الفائدة 25%”.
ويرى المتداولون الآن احتمالية بنسبة 95% أن يخفض المركزي الأميركي الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط الشهر المقبل، بعد أن أشار تقرير وظائف يوم الجمعة إلى متانة الاقتصاد الأميركي، وهو ما سيدفع المجلس الاحتياطي على الأرجح إلى عدم إجراء تخفيضات كبيرة في الفائدة حتى نهاية هذا العام.
السندات الأميركية
في سياق متصل، قفزت عائدات سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات إلى 4.02% وقت إعداد هذا التقرير من مستوى 3.74% في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، الذي ارتفعت منه تدريجيًا قبل القفزة بداية من بيانات إعانات البطالة الصادرة الخميس الماضي ثم بيانات الوظائف الأميركية لشهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
ظل الدولار اليوم الاثنين بالقرب من أعلى مستوى في 7 أسابيع الذي سجله يوم الجمعة، على خلفية بيانات الوظائف الأميركية القوية وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل عملات رئيسية أخرى إلى 102.62 نقطة خلال تعاملات اليوم قبل أن يفقد مكاسبه وقت إعداد هذا التقرير مسجلًا 102.50 نقطة.
وكان المؤشر قد ارتفع يوم الجمعة إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 102.69 مسجلًا مكاسب أسبوعية تجاوزت 2% وكانت الأكبر منذ عامين.
فوربس الشرق الأوسط