استقرار تمويل الشركات الناشئة عالميًا في يوليو 2025 

صورة المقال

استقرار تمويل الشركات الناشئة عالمياً في يوليو 2025 

شهدت ساحة تمويل الشركات الناشئة العالمية خلال يوليو 2025 حالة من الاستقرار على أساس سنوي في حجم تمويلات رأس المال الجريء، بالرغم من تسجيل تراجع ملحوظ على أساس شهري، وهو ما يعكس تغيرًا في ديناميكيات السوق العالمية.

ففي الوقت الذي واصلت فيه الولايات المتحدة تعزيز هيمنتها على الاستثمارات، برز قطاع الذكاء الاصطناعي كأكبر المستفيدين من التمويلات، مستحوذًا على النصيب الأكبر منها.

ووفقًا لبيانات كرانش بيس (Crunchbase)، بلغ إجمالي الاستثمارات الجريئة عالميًا خلال يوليو نحو 29.7 مليار دولار، وهو رقم مستقر مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، لكنه يمثل انخفاضًا شهريًا بنسبة 35%. ويُظهر هذا التباين أن حركة التمويل تتأثر بعوامل عدة، منها توقيت إغلاق الصفقات الكبرى والتوجهات الاستثمارية المرحلية.

توزيع التمويل حسب المراحل

تشير البيانات إلى أن المستثمرين باتوا يركزون بشكل أكبر على المراحل المتقدمة (جولات التمويل "ج" وما بعدها)، والتي استحوذت على 60% من إجمالي قيمة الصفقات، ما يعكس ثقتهم في الشركات التي أثبتت جدارتها وحققت إنجازات ملموسة.
أما المراحل المبكرة (جولات "أ" و"ب") فقد حصلت على 30% من التمويل، فيما نالت المرحلة التأسيسية وما قبل البذرة ما نسبته 10% فقط. هذا التوزيع يوضح ميل السوق إلى موازنة المخاطر مع التوجه نحو الشركات الأكثر نضجًا.

الولايات المتحدة في الصدارة

واصلت الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها على تمويل الشركات الناشئة، إذ جذبت شركاتها الناشئة أكثر من 17 مليار دولار، بما يعادل 58% من إجمالي الصفقات العالمية.
ويُعزى هذا التفوق إلى بيئة الابتكار المتقدمة، وخبرة المستثمرين في السوق الأمريكي، إضافةً إلى الدور المحوري الذي تلعبه الشركات التكنولوجية الكبرى في تغذية هذا النظام الاستثماري.

الذكاء الاصطناعي يتصدر المشهد

على مستوى القطاعات، تصدر الذكاء الاصطناعي القائمة بحجم تمويل بلغ 11 مليار دولار، أي ما يعادل 37% من إجمالي الصفقات. ويؤكد هذا الرقم مكانة الذكاء الاصطناعي كقوة محركة للتحول في مختلف الصناعات، وكمجال استثماري يتوقع أن يقود مستقبل الابتكار.
وجاء قطاعا الرعاية الصحية والتقنية الحيوية في المرتبة الثانية بـ 5.7 مليار دولار، تلاهما قطاع الخدمات المالية بتمويل قدره 4.6 مليار دولار. ويبرز هذا التوجه اهتمام المستثمرين بالقطاعات التي تقدم حلولًا عملية للتحديات العالمية وتعزز من جودة الحياة أو تطور الأنظمة المالية.

مؤشرات مستقبلية

يعكس أداء تمويل رأس المال الجريء في يوليو 2025 حالة من الاستقرار النسبي، مع تحول واضح نحو دعم الشركات الأكثر نضجًا والقطاعات الأكثر تأثيرًا. كما يرسل رسالة واضحة لرواد الأعمال بضرورة التركيز على تحقيق نتائج ملموسة قبل السعي إلى جولات تمويل كبرى.
وفي الوقت ذاته، فإن هيمنة الولايات المتحدة وتصدر الذكاء الاصطناعي للقطاعات المستثمرة، يعكسان ملامح المستقبل الاستثماري العالمي، ويوفران للمستثمرين ورواد الأعمال بوصلة لتوجيه قراراتهم نحو أكثر الفرص الواعدة.

المصدر: مجلة رواد الأعمال

التعليقات

أضف تعليقًا