الاستثمارات المؤثرة عالميا تصل إلى 26 تريليون دولار
يُقدّر إقبال المستثمرين على الاستثمارات المؤثرة – وهي الاستثمارات التي تهدف إلى تحقيق أثر إيجابي على المجتمع وفي ذات الوقت تحقق عوائد مالية قوية – بحوالي26 تريليون دولار، وذلك طبقاًلتقرير جديدة أصدرته مؤسسة التمويل الدولية، عضو مجموعة البنك الدولي.
ويعد هذا التقرير الذي يحمل عنوان”إحداث الأثر: وعد الاستثمار المؤثر”، بمثابة التقييم الأكثر شمولية لإمكانات سوق الاستثمارات المؤثرة عالميًا. يُشير التقرير إلى توافر268تريليون دولار – أصول مالية مملوكة لمؤسسات وعائلات عبر مختلف أنحاء العالم – لمشروعاتإستثمارية،وأن توجيه 10 بالمائة فقط من هذه الأصول نحو استثمارات ذات أثر تساهمفي تحقيق نتائج اجتماعية وبيئية أفضل، سيساعد في توفير الأموال اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحوّل إلى مستقبل أفضل يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون.
ويعكس جزء من هذا الطلب المتنامي على الاستثمار المؤثر التغييرات الديموغرافية التي يشهدها العالم. وبحسب شركة أكسنتشر Accenture، سيتم تحويل ثروات بقيمة 30 تريليون دولار على الأقل في أمريكا الشمالية لوحدها خلال العقود القادمة من جيل طفرة المواليد (Baby Boomers) إلى أجيال الستينياتوالسبعينيات (Generation X) وجيل الألفية. وأن المستثمرون الأصغر سنًا يفضلون بشكل متزايد استراتيجيات الاستثمار ذوالأثر الاجتماعي والبيئي؛ ويقبلون على استثمار مبالغ أكبر في هذا النوع من المشروعات.
من جهته، صرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، فيليب لو هور: “يطالب المزيد والمزيد من المستثمرين – بمن فيهم الشباب – بتحويل استثماراتهم إلى صناديق لها تأثير إيجابي على المجتمعات والبيئة”. وأضاف: “لدينا فرصة تاريخية لتنمية هذا السوق – وهذا خبر عظيملسائر المجتمعات في جميع أنحاء العالم.”
يُقدّر التقرير أن إقبال المستثمرين قد يصل إلى 21 تريليون دولار في أسواق القطاع العام التي تتضمن أسهم وسندات، وحوالي 5 تريليون دولار في استثمارات القطاع الخاص التي تتضمن الأسهم الخاصة والديون غير السيادية ورأس المال المخاطر. لذلك فإن تحويل هذا الإقبال إلى استثمارات فعلية وملموسة سيعتمد على خلق فرص استثمارية وأدوات إستثمار تمكن المستثمرين من المشاركة في مشروعاتمؤثرة وذات عوائدمالية مستدامة.
تعد مؤسسة التمويل الدولية واحدة منأكبروأقدم المؤسسات التي تركز على الإستثمارات ذات الأثر الإنمائي؛ إذأثبتت أنه من الممكن تحقيق أثر إنمائي ضخم وتحقيقعوائد مالية قوية في الوقت ذاته. وقد تفوقت عوائد الأسهم التي حققتها مؤسسة التمويل الدولية على مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة (MSCI)خلال الفترة من 1988 وحتى 2016.
جدير بالذكر أن مؤسسة التمويل الدولية قد سعت عبر تاريخها إلى جذبمستثمرين للتعاون مع بعضهم البعض من أجلإحداث تغيير في مجال الاستثمار. ففي عام 2003، ساعدت المؤسسة بنوكًا دولية لوضع مبادئ خط الإستواء Equator Principlesالتي أصبحت اليوم المعيار العالمي الأكثر تطبيقًا واختبارًا لتمويل المشاريع المستدامة في الأسواق الناشئة. كما قدّمت المؤسسة مؤخرًا مجموعة من المبادئ التشغيلية لإدارة الأثر – وهو معيار خاص بالسوق يساعد الاستثمار المؤثر في تحقيق الدرجة نفسها من الانضباط والشفافية التي حققتها Equator Principlesفي تمويل المشاريع.