البيئة والاقتصاد

اقتصاد بدون نقود: هل سنعود إلى نظام المقايضة؟

اقتصاد بدون نقود

هل سنعود إلى نظام المقايضة؟

هو أول نظام تجاري عرفه البشر قبل ظهور النقود، يعتمد أساساً على تبادل السلع و الخدمات والبضائع بشكل مباشر بسلعةٍ أخرى أو خدمات أخرى في ما بين الناس دون استعمال النقود، ورغم  ظهور النقود إلا أن العمل بالمقايضة استمر لفترات طويلة وخصوصا بين الطبقات التي لا تملك الأموال الكافية لتغطية احتياجاتهم كما هو الحال أحياناً في بعض المناطق الريفيةوهناك أنظمة اقتصاديّة في يومنا هذا لا زالت تُهيمن عليها المقايضة خاصة في الأمور التي تتعلق بالذهب والفضة ومبادلتها بأشياء أخرى غير نقديةوأول شكل معروف للعملة بدء منذ ما يقرب من 5000 عاموتعد المقايضة شكل من أشكال المعاملات غير النقدية.

موضة قديمة

كم كانت أجهزة الفاكس، وأشرطة التسجيل، والأقراص المرنة وغيرها أمراً عادياً نستعمله في أعمالنا اليومية  … أما اليوم فقد باتت هذه الأجهزة من ذكريات الماضي، حيث تم استبدالها بحلول سحابيةوقد يثير استغراب البعص ولكن زمن الدفع نقداً للمنتجات والخدمات سيصبح في الفترة القادمة جزءاً من هذه الذكريات كذلك تماماً كالفاكس والتلفاز والأنتينات والستالايت التي تحولت إلى اشتراكات بالكابل.

ايجابيات نظام المقايضة

  • عدم الحاجة للمال
  • تعزيز التكافل عند وجود طرفين يحتاج كل منهما سلع الأخر أو خدماته
  • يؤمن استمرارية العمل
  • الطرفين يساعدان بعضهما البعض على التطور و تحقيق المكاسب بأقل التكاليف الممكنة
  • يجبر الطرفين على إنتاج سلع أو تقديم خدمات ذات جودة عالية

أما سلبياتها

  • كبر حجم الأشياء التي يود الشخص المقايضة بها بدل النقد.
  • التكلفة العالية للنقل والتخزين إن كانت كبيرة الحجم أو عددها كبيراً
  • عدم حاجة من تريد أن تتقايض معهم لما تملكه.
  • قد تضطر أن تقبل بما هو أقل من قيمة مما تبادل به.
  • يمكن استغلال الأمر من أجل الغش أو الاحتيال
  • عدم توفر توافق بين المتقايضين بشكل مستمر
  • يصعب على المتعاملين تحديد قيمة السلع أو الخدمة بشكل دقيق
  • وجود الكثير من السلع و الخدمات المتشابهة بالمضمون و لكنها مختلفة بالجودة
  • نظام المقايضة الذي لا يعتمد على النقود يصعب على المتعاملين دفع هذه الضرائب التي يتم تحصيلها نقدا.

سلبيات المعاملات غير النقدية

  • نقص الخصوصية حيث يمكن تتبع ما تقوم به أو تشتريه
  • خطورة انقطاع خدمات الكهرباء والانترنت خصوصاً في دول العالم النامي.
  • خطورة الهجمات الالكترونية العامة على قطاع المصارف.
  • استعمال البيانات الخاصة بك لأغراض تسويقية أو تحليلية لتصرفاتك الشرائية.
  • في حالة الحروب، قد يفقد الأشخاص بياناتهم أو هوياتهم مما يعرضهم للإفلاس المفاجئ.
  • تطور شكل التبادل التجاري على مدى آلاف السنين  من الأشياء المجردة إلى النقود المعدنية إلى العملات الورقية إلى الأموال الرقمية.

واستعمل قديماً بدلاً عن العملة أشياء عديدة منها القواقع، مثل أصداف اللؤلؤ التي انتشرت في الأمريكتين وأصداف الودع التي تم تداولها في أفريقيا وأوروبا وآسيا وأسترالياالنحاس، والحديد، والسبج، والعنبر، والخرز، والذهب، والفضة وسبائك الرصاصحتى الحيوانات الحية مثل الأبقار استخدمت كشكل من أشكال العملة.

هل التعامل بالمقايضة يشبه التعامل بالدفع بدون نقود Cashless economy ؟

تمكنت العديد من الشركات حول العالم من إحياء «اقتصاد المقايضة» عن طريق أنشاء أعمالهم على الانترنت، حيث يقوم كل من يود المقايضة بإدخال بياناته وكل البضاعة أو الخدمة أو ما يملكه للتبادل، ويقوم الموقع بتحويلها إلى دولارات افتراضية توضع في حساب الزبونثم يتم إضافة سعر لكل قطعةوبقوم الزبون بشراء أو بمقايضة ما يريده من الموقع ويدفع من حسابه الافتراضي.

وقد نشرت صحيقة الجارديان البريطانية مقالاً مطولاً بعنوان « كيف تستخدم الشركات المقايضة لتوفير النقد» وفيه صرح رئيس الجمعية الدولية للتجارة المتبادلة ومديرها التنفيذي رون ويتني «إن قطاع المقايضة المنظمة في المملكة المتحدة هو أحد أسرع القطاعات نموًا في العالم. «وإن التحدي الوحيد على نمو صناعة المقايضة هو قلة الوعي بالفوائد في مجتمع الأعمال»، كما يقول «ومع ذلك، فإن المقايضة في تصاعد مستمر».

فمثلاً إذا كان لدى الشركة كمية من البضائع غير مستخدمة أو مباعة، ففي هذه الحالة ينصح خبراء المقايضة «باستخدام استراتيجية المقايضة لزيادة المبيعات»، كما يقول ويتني. «بالإضافة إلى ذلك ، توفر بورصات المقايضة سوقًا جديدًا للشركات الناشئة لبيعها وشراءهايمكن أن توفر المشاركة في تبادل المقايضة نقطة انطلاق مهمة للشركات الجديدة.

وجه الشبه بين المقايضة والمعاملات اللانقدية

كلاهما لا يحتاج الشاري إلى المال، هذا مؤكد.

فمثلاً ان كنت تمللك متجراً لبيع الأثاث ويدفع لك الزبائن بواسطة بطاقة ائتمان وليس نقداً، الان وصل المال الى البنك فأصبح الأثاث الذي بعته الى وحدات نقدية.

الآن أنت بحاجة لشراء ملابس بقيمة ١٠٠ دولار ستدفع الثمن من بطاقتك الائتمانية من حسابك وليس نقداً الا يدعونا ذلك للتفكير؟ الم تصبح الملابس التي اشتريتها مقايضة للاثاث الذي بعته؟

أي الدول لا تتعامل بالنقد

إذا زرت إحدى الدول الاسكندينافية فإننا ننصحك بشدة أن تتأكد من وجود بطاقتك الإئتمان معك وأن تتأكد من أنها تعمل إضافة إلى هاتفك النقاللأن دول مثل الدنمارك والنرويج تتصدر اعتماد المدفوعات غير النقدية ، لكن السويد كما ذكرنا آنفاً هي الدولة الرائدة في الدول الاسكندينافية في ذلك حيث أن  15 ٪ فقط من المدفوعات تنطوي على معاملات نقديةهناك نظبيقات محمول خاصة بذلك منها تطبيق Swish الذي يتيح للسكان هناك من الدفع عبر الهاتف المحمول، والذي يمكنهم من إجراء تحويلات الدفع للأشخاص والشركاتوفي الطرف الأخر من الكرة الأرضية حيث تلي السويد كندا بنسبة تصل إلى 57 بالمائة للمدفوعات التي تعتمد على أساليب غير تقليدية في الدفع.

ولم يعد سائقي الحافلات السويدية يقبلون العملات المعدنية أو الأوراق النقدية فقد أدى الاستخدام السائد للبطاقات الائتمانية والخصم من قِبل السويديين إلى توقف العديد من المتاجر عن قبول الدفع نقدًاوهذا أيضاً في العديد من الولايات الصينية حيث لا يقبل السائقون الدفع النقدي مما يجعل مهنتهم أكثر أمناً وتجنبهم السرقة.

QR

في كل مكان تذهب إليه في الصين، سترى رموز QR: محلات السوبر ماركت، والمتنزهاتبالنسبة لسائقي سيارات الأجرة أو تلقي الملاحظات المزيفةبالنسبة إلى الباعة المتجولين مما يسهل عملية البيع حيث لا داعي لأخذ نقود وإرجاع الباقيواتجاه رمز الاستجابة السريعة QRينتشر في اليابان وفنلندا ، حيث الكثير من وجهات السفر الصينية بدأت في قبول رموز QR في تعاملاتها حسبما ذكر موقع ناياكس.

انتشار المدفوعات غير النقدية في الشرق الأوسط

على الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط تنتقل إلى المدفوعات غير النقدية بشكل أبطأ من بقية أنحاء العالم، إلا أن التكنولوجيا الحديثة التي يتم دعمها من خلال العديد من المبادرات في الدول المختلفة.

وأساليب الدفع الحديثة مثل المحافظ الرقمية والدفع عبر الانترنت ساهمت في التقليل من الاعتماد على الدفع نقداً. 

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

To Top