الخليل مدينة حرفية عالمية
المهندس طارق جلال التميمي
مدير عام غرفة تجارة و صناعة محافظة الخليل
تشكل محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية مركزا تجاريا واقتصاديا مهماً، حيث تبلغ مساحة مدينة الخليل 42 كيلو مترا مربعا فقط ويقدر عدد سكان المحافظة بثمانمئة الف نسمة حسب دائرة الاحصاء المركزي الفلسطيني.
تشتهر الخليل بمجموعة تاريخية من الحرف التراثية المتمثلة في صناعة الزجاج والخزف والفخار والجلود والتحف الخشبية والنحاس و غيرها و التي تحفز زوارها على شرائها كهدية تذكارية لبلدانهم مما خلق حالة من الانتعاش الاقتصادي.
تأتي أهمية وشهرة الصناعة الحرفية في المحافظة كونها تقليدية، أي لا تستخدم فيها الماكينات الحديثة، حيث يصنع الزجاج و الخزف و الفخار و غيره بطرق يدوية تقليدية قديمة، و بعضها هي نفس الطريقة التي استخدمت قبل حوالي 350 عاماً.
قام مجلس الحرف العالمي باعتماد الخليل مدينة حرفية عالمية. خطوة مهمة يجب استثمارها لتحدث نقلة نوعية وتجعل الخليل وجهة سياحية تنعش الاقتصاد المحلي. تأسس مجلس الحرف العالمي عام 1964، في نيويورك بالولايات المتحدة، كمنظمة غير ربحية هدفها المحافظة على الحرف اليدوية كعنصر مهم في حياة الشعوب الثقافية؛ حيث يوفر المجلس المناخ الملائم ويهيئ الظروف المناسبة لتحقيق تطلعات الحرفيين اليدويين أينما كانوا، كما يقدم الدعم والمساعدة اللوجستية لهم، وينظم اللقاءات والمعارض والندوات، فضلاً عن فرصة التعارف وتبادل الخبرات. و عملت غرفة تجارة و صناعة محافظة الخليل ضمن فريق يضم بلدية الخليل و محافظة الخليل ووزارة السياحة و اتحاد الصناعات الحرفية و لجنة إعمار الخليل، ضمن فريق متكامل من أجل تشجيع أربع حرف فلسطينية مثلت الخليل كمدينة حرفية عالمية وهي الخزف والفخار والزجاج والمطرزات.
تشتهر الخليل بصناعات الخزف والفخار والزجاج وخشب الزيتون والصدف ودباغة الجلود وغيرها من الحرف التي جعلت الخليل في السابق عنوانا رائدا للصناعة المحلية.
تعتبر منطقة البلدة القديمة بالخليل، التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إضافة إلى المسجد الإبراهيمي الشريف على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، من أنسب الأماكن لعمل منطقة حرفية خاصة يتم من خلالها تصنيع الحرف اليدوية و عرضها و بيعها فور توفر السياحة الداخلية و الخارجية حين التعافي من جائحة كورونا.
تؤمن الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الخليل بالمواصفات و المقاييس و التنافس بالجودة التي تنعكس إيجابا على التسويق العادل و الحصول على افضل سعر للمنتجات الفلسطينية. حيث شاركت الغرفة مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية لتصميم و مناقشة بعض ملاحق “ميثاق جودة المنتجات الحرفية وهي الزجاج، الخزف، الفخار، التطريز ” وذلك بالتعاون مع منظمة كير العالمية، وبمشاركة مجموعة من الحرفيين الفلسطينيين ومختصين بالصناعات الحرفية الممثلين لاتحاد الصناعات الحرفية وبمشاركة وزارة السياحة الفلسطينية ووزارة الاقتصاد. تلك المواصفات و العلامة التجارية التي سوف تنعكس على سهولة الوصول إلى الأسواق العالمية التي تشكل 80% من السوق الخاص بالصناعات التقليدية الفلسطينية.