تراجعت ثروة 2 من مؤسسي شركة Sea Ltd، التي يقع مقرها في سنغافورة، بنحو 995 مليون دولار بين عشية وضحاها، بعد أن تعرضت شركة الإنترنت الكبرى المُدرجة في نيويورك إلى خسارة في الربع الثالث، نتيجة احتدام المنافسة في سوق التجارة الإلكترونية في جنوب شرق آسيا.

خسائر Sea تصل إلى ثروات المؤسسين

شهدت أسهم شركة Sea Ltd انخفاضًا كبيرًا بنسبة 22% يوم الثلاثاء، ما أدى إلى تراجع كبير في ثروة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، فورست لي، بنحو 643 مليون دولار، ليصل بذلك صافي ثروته إلى 2.2 مليار دولار.

كما أثر انخفاض السهم أيضًا في الرئيس التنفيذي للعمليات، غانج يي، ما أدى إلى محو 352 مليون دولار من ثروته، ليستقر الصافي عند 1.7 مليار دولار.

أسس المليارديران إلى جانب الملياردير السابق، ديفيد تشين، الشركة في عام 2009.

سجلت شركة Sea زيادة ملحوظة في الإيرادات على أساس سنوي، بلغت 3.3 مليار دولار في الربع الثالث، ما يعكس نموًا بنسبة 4.9%.

ومع ذلك، أعلنت الشركة عن خسارة صافية قدرها 144 مليون دولار، ما يمثل تحولًا من ثلاثة أرباع متتالية مربحة.

يُعزى جزء كبير من إيرادات Sea إلى منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بها، Shopee، التي تسهم بنحو ثلثي إجمالي إيرادات الشركة. وعلى الرغم من زيادة إيرادات Shopee على أساس سنوي إلى 2.2 مليار دولار، ما يعكس معدل نمو 16.2%، فقد لوحظ أن هذا هو أبطأ معدل نمو حتى الآن.

وخلال مكالمة الأرباح، أقر لي بالمنافسة المتزايدة الناتجة عن دخول شركات جديدة إلى السوق، ويعتبر وجود تلك الشركات تكثيفًا للمشهد التنافسي.

ويرى لي أن هذه المنافسة من شأنها أن تؤدي إلى تسريع عملية توحيد حصة شركته في السوق، ربما من خلال عمليات الاندماج أو الشراء، ما يمكن الشركات المتبقية في السوق من الوصول إلى وضع أفضل لتحقيق الربحية المستدامة.

احتدام المنافسة في سوق التجارة الإلكترونية

لعبت وحدة الألعاب التابعة لـ Sea، وهي أحد مصادر الإيرادات الرئيسية للشركة، دورًا حاسمًا في تمويل توسع الشركة في التجارة الإلكترونية والخدمات المالية الرقمية.

ومع ذلك، كانت هناك انتكاسة كبيرة، حيث شهدت الوحدة انخفاضًا في الإيرادات على أساس سنوي، بنسبة 33.7% إلى 592 مليون دولار.

في المقابل، أظهرت ذراع الخدمات المالية الرقمية الناشئة لشركة Sea نموًا كبيرًا، مع زيادة إيراداتها بنسبة 36.5% على أساس سنوي لتصل إلى 446 مليون دولار.

تواجه منصة التجارة الإلكترونية Shopee، التابعة لشركة Sea، منافسة مستمرة ومحتدمة مع Lazada التابعة لشركة Alibaba، وتيك توك التابعة لشركة ByteDance.

وهناك منافس إضافي جديد، Temu، وهي السوق الإلكترونية التابعة لشركة التجارة الإلكترونية الصينية الكبرى بي دي دي، التي أسسها الملياردير كولين هوانغ، وانطلقت في الفلبين في أغسطس/ آب.

وفي مكالمة الأرباح للربع الأخير، أعلن لي عن نية الشركة تعزيز استثمارات التجارة الإلكترونية، معترفًا بأن هذه الخطوة الاستراتيجية “قد تؤدي إلى خسائر لـ Shopee ومجموعتنا بالكامل في فترة معينة”.

ويشير هذا إلى تعديل استراتيجي في نهج Sea، مع إعطاء الأولوية للتوسع والتواجد في السوق على الربحية الفورية.

ووفقًا لتقرير تعاونت في إعداده كل من غوغل، وTemasek، وBain، فمن المتوقع أن تحقق التجارة الإلكترونية في جنوب شرق آسيا 139 مليار دولار من إجمالي حجم البضائع هذا العام، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 6% عن العام السابق.

ومن المتوقع أن ترتفع قيمة إجمالي حجم البضائع بنسبة 16%، لتصل إلى 186 مليار دولار بحلول عام 2025.

ويشير التقرير إلى أن قادة السوق في المنطقة على استعداد لإعادة استثمار أرباحهم لحماية حصتهم في السوق. ويعود هذا التحول الاستراتيجي إلى النمو السريع للشركات الجديدة، الذين اكتسبوا حصة في السوق بوتيرة استثنائية. ومع ذلك، لم يشر التقرير إلى أسماء هذه الشركات الناشئة.

خسارة فادحة

خلال فترة معينة من عام 2021، برزت شركة Sea Limited باعتبار سهمها الأفضل أداءً في العالم، ولا سيما خلال ذروة جائحة كوفيد-19.

استفادت الشركة من نجاحها من خلال توسيع مساعيها في مجال التكنولوجيا المالية، ولا سيما من خلال قسم المدفوعات التابع لها، SeaMoney.

وتضمن هذا التوسع خطوة مهمة تتمثل في إطلاق بنك رقمي في إندونيسيا. ومع ذلك، في أعقاب الوباء ووسط ارتفاع معدلات الفائدة، واجهت الشركة تراجعًا كبيرًا، وانخفضت قيمتها السوقية بنسبة 90% تقريبًا عن أعلى مستوياتها السابقة على الإطلاق.

ثروة المؤسسين

احتل “لي” المرتبة 18 في قائمة فوربس لأغنى 50 شخصًا في سنغافورة، التي نُشرت في سبتمبر/ أيلول، بصافي ثروة بلغ 2.4 مليار دولار في ذلك الوقت، فيما احتل “يي” المرتبة 25 في نفس القائمة بصافي ثروة بلغ 1.8 مليار دولار.

وأدى انخفاض سعر سهم Sea إلى خروج تشين من قائمة فوربس للمليارديرات لعام 2022.