Middle East Business

سامسونغ تتفوق على أبل مجددًا.. من يهيمن بنهاية 2025؟

صورة المقال

سامسونغ تتفوق على أبل مجدداً.. من يهيمن بنهاية 2025؟

بقلم هاجر عمران أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، إذ يتم استخدامها في كل شىء، من العمل إلى الترفيه والتجارة وإتمام المعاملات، وتشكل محورًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي، بما في ذلك مجالات الذكاء الصناعي، وشبكات الجيل الخامس، والخدمات السحابية. وتشير بيانات حصرية حصلت عليها فوربس الشرق الأوسط من مؤسسة البيانات الدولية (IDC) إلى أن وحدات الهواتف الذكية المشحونة عالميًا كانت قد سجلت 1.37 مليار وحدة في 2019، ثم تراجعت في السنوات التالية وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وأظهرت المؤشرات بدء تعافي السوق في 2024، مع وصول الشحنات إلى 1.24 مليار وحدة ولكن تظل دون مستوى ما قبل جائحة كوفيد19. ومع توقع عودة السوق إلى مسار الاستقرار، تتحول استراتيجيات كبار المصنعين من التركيز على الكم إلى الابتكار النوعي، من خلال ميزات ضخمة وتكامل أوسع ضمن الأنظمة البيئية الرقمية، بهدف قيادة موجة النمو التالية. في 13 مايو/أيار 2025، كشفت شركة سامسونغ للإلكترونيات عن أنحف هواتفها على الإطلاق، Galaxy S25 Edge، واصفة إياه بأنه "هاتف ذكي نحيف يُعيد تعريف هذه الفئة"، ضمن سلسلة Galaxy S ، في إشارة واضحة إلى سعيها لتجاوز آبل في مضمار الابتكار. وكانت سامسونغ قد أطاحت بأبل من صدارة سوق الهواتف الذكية في الربع الأول من 2025 لتصل حصتها إلى 20.1% فيما سجلت أبل حصة سوقية بـ 19.5%. فيما يلي نظرة على تغير السوق منذ 2019 وحتى الربع الأول من العام الحالي مع توقعات الخبراء للقطاع بنهاية العام. الحصص السوقية للشركات عام 2019، تصدرت سامسونغ سوق الهواتف الذكية بحصة بلغت 21.6%، تلتها أبل بـ13.9%، وهواوي بـ12.9%، وشاومي بـ9.2%، وأوبو بـ8.3%، وفيفو بـ8%. وبلغ إجمالي الحصة السوقية لهذه الشركات نحو 74% من السوق، وسط منافسة تقودها التطورات والمزايا التكنولوجيا والتوسع في السوق. لكن بحلول 2024، تغير المشهد. إذ ارتفعت حصة أبل إلى 18.8% لتقود السوق، وتراجعت سامسونغ إلى 18.1% لتحل في المركز الثاني. أما شاومي فصعدت إلى 12.4%، بما عزز موقعها كقوة عالمية. في المقابل، تراجعت حصة هواوي إلى 4.1% بفعل سنوات من العقوبات ونقص الوصول إلى المكونات الحيوية للإنتاج. كما فقدت أوبو وفيفو زخمهما، لتنخفض حصصهما إلى 7.4% و6.6% على التوالي، نتيجة المنافسة الحادة وتراجع الطلب على الهواتف الصينية. وخلال هذه الفترة، لم يعد السوق يشهد نموًا مستدامًا، بل تحوّل إلى ساحة سباق للبقاء. فقد سجلت الشحنات 1.28 مليار وحدة في 2020، ثم ارتفعت قليلًا إلى 1.36 مليار في 2021، لكنها تراجعت إلى 1.2 مليار وحدة في 2022، ثم وصلت إلى أدنى مستوياتها عند 1.16 مليار في 2023. لكن السوق أظهر بوادر انتعاش في 2024، مع ارتفاع الشحنات إلى 1.24 مليار وحدة، بحسب بيانات IDC. الربع الأول من 2025 في الربع الأول من 2025، واصلت أبل نموها لتصل حصتها إلى 19.5%، لكنها ظلت خلف سامسونغ التي استعادت الصدارة بـ20.1% بعد أن أنهت العام الماضي في المركز الثاني. وواصلت شاومي صعودها إلى 12.8%، في حين انخفضت أوبو وفيفو إلى 6.8% و6.3% على التوالي. أما هواوي فاستقرت عند 4.5%. وبلغ إجمالي الشحنات العالمية خلال الربع 301 مليون وحدة، بزيادة سنوية طفيفة بلغت 0.4%، في إشارة إلى احتمال استقرار السوق، رغم أنه لا يزال بعيدًا عن ذروة السنوات الست الماضية في عام 2019. وبحسب نائب رئيس وحدة الأجهزة لدى IDC فرانسيسكو جيرونيمو، فإن الشركات سارعت إلى زيادة الإنتاج وشحن كميات كبيرة للأسواق، لا سيما في أميركا، في محاولة للتغلب على تأثيرات الرسوم الجمركية المتزايدة على الواردات القادمة من الصين، وذلك في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. وأضاف أن "هذا الاندفاع من جانب الموردين رفع حجم الشحنات في الربع الأول إلى مستويات تفوق ما كان متوقعًا بناءً على الطلب الفعلي من المستهلكين." ما الذي ينتظر السوق؟ أكد المدير في IDC، رمضان يافوز، أن عام 2025 يشكل نقطة تحول حاسمة للسوق، موضحًا: "إما أن نشهد عودة فعلية للنمو تقودها تطبيقات الذكاء الصناعي، أو يواصل السوق تراجعه." لكنه حذر من أن التحديات الاقتصادية العالمية، بما فيها التصعيد في الحروب التجارية والمخاوف من ركود عالمي، تجعل من الصعب التنبؤ بانتعاش قوي خلال العامين المقبلين. وأشار يافوز في تصريحات لفوربس الشرق الأوسط إلى اتجاهين رئيسيين يقودان السوق حاليًا. الأول هو دمج تقنيات الذكاء الصناعي بين الأجهزة والسحابة، ما يعزز القيمة المضافة للهواتف الرائدة من خلال ميزات مثل الترجمة الفورية، وتحرير الصور التوليدي، والمساعدات الذكية المتقدمة. أما الاتجاه الثاني فيتمثل في نمو الاهتمام بالهواتف القابلة للطي، رغم أن حصتها السوقية لا تزال محدودة، بسبب ارتفاع الأسعار والمخاوف بشأن المتانة. وشدد يافوز على أن الذكاء الصناعي يمثل أبرز فرصة لإعادة إشعال اهتمام المستهلكين، خوصًا في ظل توجه شركات الشرائح ومصنعي الأجهزة نحو الحوسبة الطرفية. لكن في المقابل، هناك تحديات قائمة مثل دورات التطوير الطويلة، وحساسية الأسعار في الأسواق الناشئة، واستمرار التوترات الجيوسياسية، بما فيها قيود التجارة والرسوم الجمركية، والتي تواصل الضغط على الزخم العام. وتبقى صناعة الهواتف الذكية أمام مفترق طرق في عام 2025، بين فرص النمو المدفوعة بالتقنيات الجديدة، وتحديات اقتصادية لا تزال تعصف بالسوق العالمي، بحسب يافوز. المصدر: فوربس الشرق الأوسط

التعليقات

أضف تعليقًا