الذكاء الاصطناعي في العمل اليومي… جيل الألفية يتقدم
كشفت دراسة استطلاعية جديدة أجرتها شركة سلاك التابعة لـ سيلزفورس، أن جيل الألفية يتصدر جميع الأجيال الأخرى في معدل تبني أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأظهرت النتائج أن واحدًا من كل ثلاثة موظفين تتراوح أعمارهم بين 28 و43 عامًا يستخدمون هذه الأدوات بشكل يومي، في حين يواظب 25% منهم على استخدامها عدة مرات أسبوعيًا.
وأكدت الدراسة أن أبناء جيل الألفية يتمتعون بقدرة أعلى على فهم وكلاء الذكاء الاصطناعي والثقة بهم، إضافة إلى تفوقهم في توظيف هذه التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية، وأتمتة المهام المتكررة، وتحمل مسؤوليات أكثر أهمية داخل بيئات العمل.
جيل الألفية وجيل "زد" في الطليعة
ورغم تفوق جيل الألفية، لم يتأخر جيل "زد" كثيرًا عنهم، حيث أظهر مستويات متقدمة في استخدام الذكاء الاصطناعي مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا. غير أن الشركات، بحسب الدراسة، لم تستثمر بعد بالشكل الكافي في خبرة موظفيها الجدد للاستفادة من إمكاناتهم في هذا المجال.
وأوضح لوكاس بونتي، نائب الرئيس لقطاع الأبحاث في "سلاك"، أن أبناء الجيل "زد" يعتمدون بشكل واسع على الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم التعليمية والشخصية، لكنه أشار إلى أن استخدامهم داخل بيئات العمل لم يصل بعد إلى المستوى نفسه الذي يحققه جيل الألفية.
جيل الألفية كموجّه تدريبي
ويرى الخبراء أن أبناء جيل الألفية قد يشكلون ركيزة أساسية في تدريب الموظفين الجدد على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا. وقالت جيني سيمنز، نائب الرئيس والرئيس العالمي لقطاع التعلم المؤسسي في سيلزفورس:
"أحد أهم الأمور التي يمكن لجيل الألفية تعليمه لزملائهم من جيل زد هو حسن التقدير؛ أي متى يجب الوثوق بما يخبرهم به الذكاء الاصطناعي ومتى يتعين التشكيك فيه، وهو أمر يتطلب خبرة مهنية لا يمتلكها الموظفون الجدد بعد".
وأضافت سيمنز أن الفريق الأكثر خبرة يدرك جيدًا طبيعة النتائج التي تبحث عنها الشركة، والحدود المتعلقة باستخدام البيانات الحساسة، وهو ما يمنحهم ميزة في توجيه زملائهم الجدد.
التعاون وبناء العلاقات
من جانبها، أكدت غما كوين، نائب الرئيس للتوظيف العالمي من الجامعات لدى سيلزفورس، أن التعاون بين البشر ووكلاء الذكاء الاصطناعي يُعد مهارة أساسية للنجاح. وقالت:
"بناء العلاقات المهنية يعد أول خطوة للتطور الوظيفي. لذلك، نحرص في سيلزفورس على تنظيم فعاليات تواصل للموظفين الجدد لربطهم بزملاء من مختلف فرق الشركة".
التكنولوجيا كرافعة للوظائف
ويرى الخبراء أن جيل الألفية، الذي واكب طفرة التكنولوجيا خلال مسيرته المهنية، قادر على طمأنة جيل "زد" بأن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف، بل سيُسهم في تطويرها.
وتختتم كوين قائلة:
"الذكاء الاصطناعي لن يُقصي الوظائف المبتدئة، بل سيجعلها أكثر قيمة. وبفضله سيتمكن الموظفون الجدد من إنجاز مهام أكبر وأسرع مما كان ممكنًا قبل سنوات قليلة".