Middle East Business

تقنيات الصوت تقود ثورة في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي نحو 2030

صورة المقال

تقنيات الصوت تقود ثورة في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي نحو 2030

تشهد تقنيات الصوت نمواً متسارعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ينمو السوق بنسبة سنوية تبلغ 17%، ومن المتوقع أيضاً أن تصل قيمته إلى 1.35 مليار دولار بحلول العام 2030[1]. ولا يقتصر الأمر على زيادة مستويات الاعتماد، بل إن الأهمية الاستراتيجية للأدوات السريرية المعتمدة على تقنيات الصوت، أصبحت تسهم في دفع عجلة الكفاءة، وتحسين خدمات الرعاية في الخطوط الأمامية. وتتصدر شركات مثل "إيبيك" Epic و "أوراكل هيلث" Oracle Health العناوين بطرحها أدوات سجلات المرضى الإلكترونية المعتمدة على تقنيات الصوت، والمصممة لدعم استشارات الأطباء مع المرضى[2]. ومع ذلك، فإن هذه التطورات لا تُمثّل سوى بداية بسيطة، خاصة عند مقارنتها بالإمكانات الهائلة التي تحملها تقنيات الذكاء الاصطناعي الصوتي في تطوير قطاع الرعاية الصحية. ولا يقتصر تأثير تقنيات الصوت على تسهيل زيارات المرضى الخارجية، بل يمتد إلى إحداث نقلة نوعية في كفاءة الرعاية داخل غرف العمليات، حيث تمثل الدقة والسلامة والتنسيق الفوري، عناصر مهمة جداً لتحقيق أفضل النتائج المنشودة. وقال إريك توركينغتون، الرئيس التنفيذي للمنتجات في شركة "رين ستيلا تكنولوجيز" Rain Stella Technologies (RST): "تعتبر غرف العمليات بمثابة القلب النابض لأي مستشفى، لا سيّما وأنها تولّد ما يصل إلى 70% من الإيرادات، لكنها في الوقت نفسه تنطوي على مخاطر تشغيلية وسريرية مرتفعة[3]. وقد تُكلّف كل دقيقة واحدة داخل غرفة العمليات مبلغاً يصل إلى 155 دولاراً، ومع ذلك تشهد أكثر من 60% من العمليات تأخيرات[4] ربما تمتد لساعة أو أكثر. ولا تقتصر هذه الثغرات على تقليص هامش الأرباح، بل تزيد أيضاً من مخاطر العدوى، وتطيل فترة تعافي المرضى، وتفاقم من إرهاق الفرق الجراحية المثقلة بالمهام الصعبة". وعلى ضوء وجود 6 ممرضين فقط لكل 1,000 مريض على مستوى الدولة، تتزايد الضغوط على الكوادر الطبية للعمل بسرعة وكفاءة أكبر. وتشير الدراسات إلى أن تجنب التأخيرات غير المخطط لها في العمليات الجراحية يمكن أن يوفر للمستشفيات نحو 28 مليون دولار سنوياً. ومع ذلك، يقضي الجراحون أكثر من ساعتين يومياً في تسجيل البيانات رقمياً، وهو ما يُمثّل سبباً رئيسياً للإرهاق وعدم الرضا بين الفرق الطبية. وهنا تبرز تقنيات الصوت كحل فعّال لهذه التحديات. وبفضل التوثيق الفوري ودون الحاجة إلى استخدام اليدين، تستطيع الفرق الجراحية تسجيل الأحداث المفصلية من دون الإخلال بممارسات بيئة التعقيم، مثل توثيق ضغط العاصبة أثناء الجراحة، أو الإشارة فوراً إلى تحويل العملية بشكل غير متوقع إلى جراحة مفتوحة. ويمكن للأنظمة ذاتها أن تُرسل تنبيهات آلية للفرق الطبية إذا تأخر سير العملية، بما يمنع حدوث اختناقات لاحقة، كما تتيح للأطباء إنشاء تذكيرات سريعة دون استخدام اليدين للحفاظ على بروتوكولات السلامة. ويختتم توركينغتون حديثه قائلاً: " إن تقنيات الصوت لا تقتصر على تقليل الخطوات الرقمية فحسب، بل توفّر وقتاً ثميناً للجراحين والممرضين. وبما أنها تُقلل من التفاعل المباشر مع الأجهزة، وتُعيد تركيز الأطباء إلى المرضى، فإنها تسهم أيضاً في بيئة جراحية أكثر أماناً ونتائج أفضل". وبعد شراكتها مع مجموعة "اتصالات والمزيد" e&، واستفادتها من شبكتها الواسعة، تستعد منصة "أورفا" Orva لنشر مبادرات مختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، تهدف مباشرة إلى تحسين نتائج الرعاية الصحية. وكانت "رين ستيلا تكنولوجيز" التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، قد طورت "أورفا"، لتكون المنصة الأولى من نوعها المعززة بالذكاء الاصطناعي الصوتي، والمخصصة للبيئة الجراحية المحيطة بالعمليات، حيث تطبق تقنيات الذكاء الصوتي لمساعدة الفرق الجراحية على توثيق الأحداث المفصلية، وإرسال التحديثات، وتسجيل التدخلات الطبية في الوقت الفعلي وبدون استخدام اليدين. وفي ظل المبادرات الحكومية، مثل خريطة الطريق المستقبلية لدولة الإمارات، والحلول الحديثة للذكاء الاصطناعي التي تستهدف التوثيق السريري خلال زيارات المرضى الخارجية، ستبقى التقنيات الموجهة لبيئة الرعاية الطبية المكثفة عنصراً أساسياً في نجاح واستدامة القطاع الصحي مستقبلاً، لا سيّما وأنها تُعدّ من أكثر البيئات الطبية تعقيداً وحساسية. [1] https://www.grandviewresearch.com/horizon/outlook/voice-and-speech-recognition-market/uae [2] https://www.fiercehealthcare.com/health-tech/oracle-health-debuts-ai-powered-ehr-designed-voice-first-solution-embedded-agentic-ai [3] https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC9341176/#R2 [4] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27046388/

التعليقات

أضف تعليقًا